مهرجان الجنادرية “”خيمة وطنية” تمثل كل الوطن

فاضل العماني
لم تعد المهرجانات والفعاليات الوطنية التي تُقام بكثافة وغزارة في وطننا العزيز، مجرد احتفاليات أو تظاهرات ثقافية وفكرية واجتماعية واقتصادية وتراثية ورياضية وغيرها، هي كل ذلك وأكثر، ولكنها بحاجة ماسة لأن تتحول إلى "صناعة وطنية" حقيقية لها أدواتها وآلياتها ومقوماتها واستراتيجياتها، لأنها ــ أي صناعة المهرجانات ــ أحد أهم روافد التنمية بمختلف أشكالها ومستوياتها، وستوفر الوظائف وتدر المليارات وتنعش الحركة الاقتصادية، فضلاً عن أنها شاشة كبيرة جداً نطل بها على العالم لنعرض له الصورة الحقيقية لهذا الوطن الكبير.
المهرجانات الوطنية المختلفة التي تغص بها روزنامة الفعاليات والأنشطة الوطنية، لم تستطع حتى الآن أن تعكس حجم الطموح والرغبة والتطلع لوطن يتمتع بثروات وطاقات وقدرات وإمكانيات هائلة، بشرية ومادية.
وحتى لا أمعن في سرد سلبي حول أغلب مهرجاناتنا الوطنية، سأتوقف قليلاً عند تجربة فريدة لحدث سنوي هام يستحق الإشادة والإعجاب والفخر، وهو المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، المهرجان السعودي الأقدم والأهم والأشهر، والذي كانت انطلاقته الأولى قبل ثلاثة عقود، وتحديداً في العام ١٩٨٥.
ويُعتبر مهرجان الجنادرية في نسخته الـ ٣٠ تظاهرة سعودية ملهمة تؤكد عمق وتجذّر حضارة هذا الوطن العزيز الذي يشهد نهضة كبرى في كل المجالات والمستويات، ولكن دون أن يفقد هويته وشخصيته وأصالته، وتلك هي الفلسفة/الرؤية الذكية التي أسس عليها هذا المهرجان الوطني الرائع، والتي تُحاول إيجاد صيغة متناغمة بين الموروث الشعبي بمختلف أشكاله ومستوياته وبين الإنجازات الحضارية التي يشهدها الوطن، وذلك وفق قناعة راسخة بضرورة إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفكري والثقافي والفني وبين التراث الذي يُمثل الإرث الإنساني والمخزون الوطني.
كثيرة هي الفعاليات والبرامج والأنشطة التي يُقدمها هذا المهرجان الرائع، كسباقات الهجن والفروسية التي أصبحت من أهم معالم الجنادرية، والفنون والرقصات والفلكلورات الشعبية التي تزخر بها مناطق الوطن، والصناعات والمشغولات والمنتجات التقليدية التي توثق مسيرة هذه الأمة، إضافة إلى الكثير الكثير من ملامح "الأمس السعودي" بكل عفويته وبساطته وجماله.
وحتى يكون لهذا المهرجان الوطني الرائع بعد ثقافي وتنويري يُسهم في استثارة الوعي وإشاعة الفكر وعقلنة التأثير، حرص المنظمون على وجود "منصة ثقافية" عالية تتناول الكثير من الأفكار والتجارب والقضايا المهمة والملحة التي تتناسب مع طبيعة الشأنين، الداخلي والخارجي.
وتُشارك ألمانيا كضيف شرف لهذه الدورة تحت شعار "ألمانيا- بلد الأفكار: للابتكار تقاليد"، وهي مشاركة رائعة وخطوة ذكية باتجاه عالمية هذا المهرجان الوطني المهم الذي يستحق أن يكون ضمن قائمة أهم المهرجانات العالمية.
إن مهرجان الجنادرية كتظاهرة سعودية فريدة، تحول إلى "خيمة وطنية" تُمثل كل الوطن بإنسانه وتراثه وثقافته وحضارته وتنوعه، وصنع مفهوم واع للوحدة الوطنية التي تُعتبر قوة هذا الوطن الكبير.
وهنا لابد من سؤال للإنسان الرائع متعب بن عبدالله، وهو الذي تسلم إرث هذا المهرجان الوطني المهم من يد عرّابه الكبير عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- متى يُصبح مهرجان الجنادرية كرنفالاً عالمياً؟.
أمانة جدة تستضيف ركنًا توعويًا بالشراكة مع مجمع إرادة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ..... المزيد
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
صندوق النقد يشيد بمتانة اقتصادنا
طلعت حافظالاعتراف بإسرائيل حقيقة أم وهم؟!
خالد المالكالزميل الحجيري يتلقى التهانى بمناسبة ترقية ابنه الى رتبة نقيب بحري ..... المزيد
الزميلة بديعة تتلقى التهاني بمناسبة تعيين ابنها وكيلاً لإمارة منطقة حائل ..... المزيد
الزميل حافظ غادر المستشفى بعد تماثله للشفاء ..... المزيد
ماجد السلمي مديرًا للإعلام الرقمي وأخصائيًا إعلاميًا بخبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا ..... المزيد
ضمن جهودها في التصدي للأنشطة العشوائية أمانة جدة تُغلق 10 محالّ مخالفة في نطاق الجنوب ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد