قدوتنا يهزه الفقد وأحد المشاهير تهزه درجة الامتحان
محمد بن عبد العزيز الحارثي
الكلمة لها دور كبير في البناء أو الهدم وفي الإصلاح أو الإفساد؛ رب كلام يغذي التطرف والانحلال، وكلام يربي المجتمع على الوسطيّة والاعتدال؛ فالكلمة في ديننا لها شأن عظيم، فقد ترفع قائلها في عليين أو تسقطه من سخط الله في دركات الغافلين قال الله تعالى “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد “
كم من كلمة عالجت النفوس واطمأنت بها القلوب،
وكلمة خرّبت البيوت وأشعلت الفتن والحروب.
برزت مؤخرا بعض الأطروحات الفردية لأحد مشاهير الإعلام تحمل عبارات متطرفة لا يلقون لها بالا في فضاء مفتوح فيه الطفل والجاهل والمتعلم وكان آخرها قوله في برنامج إعلامي : ” أنا أضرب نفسي كمثال لو طاحت درجة في الامتحان تهزني هزا أكثر من وفاة أمي أو أبي ” ثم يقول ” ” دعوني أتنفس العلم ” ، ثم ينشر بعد ذلك بيانا باسم مكتبه بعد أن انتقده الملايين يبين أن الرسالة التي يريد إيصالها الطبيب النفسي هي ” أنّ الحزن فطرة لكن إدارة الحزن فن وأن القوة ليست في أن لا تحزن بل في أن تحزن بوعي وإيمان كما أمرنا سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم وننهض بالعمل بدل الانهيار بالوجع ” ؛
وهذا البيان هو حق ناقض ما قاله عن والديه.
ياعيباه.. أيعقل أن لدينا أناس تهزهم درجة الامتحان أكثر من وفاة والديهم.. الوالدان اللذان قدما زهرة شبابهم وجل حياتهم حتى آخر أنفاسهم قربانًا لنجاح أبنائهم وهم وحدهم فقط في هذه الدنيا يتمنون أن يكون أولادهم أفضل منهم علما وتفوقا ونجاحا.. ياعيباه
ماهذا التنطع والتطرف في العبارة؟
يقول ” دعوني أتنفس العلم “!
أي علم هذا الذي يتنفسه؟
في علمنا الشرعي تأثر قدوتنا صلى الله عليه وسلم بفقد أقاربه، وبكى حزنا على وفاة أحبابه وأصحابه.
لقد اهتز لفقد أقاربهم الرسل والأنبياء، وأنشد تألما لفراقهم الشعراء،
وامتلأت الكتب بعبارات تنزف حزنا على موتهم سطرتها أقلام العلماء،
وسبكتها بلاغة الأدباء، واحتضنتها قلوب الأنقياء؛
بل تجاوز ديننا حدود الإنسان فنزل الوحي من السماء،
ليخبرنا بأن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت
لنتعلم أن الدمعة.. أن الرحمة فطرة في قلوب الإنسانيّة جمعاء.
أي علم هذا الذي يتنفسه؟
ففي علم وفقه الواقع الحزن على فقد القريب هي مشاعر إنسانيّة مشتركة بين المسلمين وغير المسلمين ففي إحدى المقاطع رأيت دموع الملكة البريطانية إليزابيث تغلبها في عزاء الأمير فيلب.. هذه هي الإنسانيّة بل حتى الحيوانات تهتز وتحزن بموت أقاربهم فقد أظهرت الدراسات البحثية ذلك جليا ومن ذلك دراسة حالة الزرافة الكينيّة التي وقفت ساهرة فوق جثة عجلها الميت حتى بعد أن مزقت الضباع جسده.
أي علم هذا الذي تتنفسه؟
إن كنت تعني علم النفس الذي تحتمي به فكل الدراسات النفسيّة تؤكد أن الحزن على الفقد طبيعي بل بعضهم أكد بانه صحي إذا لم يتجاوز الحد الطبيعي ويتحول إلى مرض.
من يتأثر ويهتز لخسارة صفقة دنيويّة أكثر من تأثره بوفاة والديه غفل أو تغافل عن التأمل في السنن الإلهية والمشاعر الإنسانية ، والأخلاق والرحمات الإسلاميّة، فالإنسان يبكي ويضحك يعتريه الهم تارة ويكتسي بالسعادة تارة أخرى يرتوي بنسائم الفرح في الوقت المناسب ويقتطف الحزن سعادته من كبد المصائب؛ والصبر هو ميزان التوازن النفسي لينال به المؤمن الأجر من الله بغير حساب…
صحيح بأن نحزن بإيمان كما ذكر في بيانه الأخير ولكن هذا البيان يناقض عبارته المتطرفة التي تدعو إلى أن تكون الدنيا أكبر همنا والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الانزلاق بقوله ” مَن كانتِ الدنيا همَّهُ فرَّقَ اللهُ عليهِ أمْرَه وجعَل فقرَه بين عَينَيهِ ” وفي رواية ” ويشتت عليه ضيعته “
* كلما أردنا أن نشعل نور قدوة مضيئة لأبنائنا أطفأتها السقطات المتطرفة .
أمانة جدة تستضيف ركنًا توعويًا بالشراكة مع مجمع إرادة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ..... المزيد
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
قدوتنا يهزه الفقد وأحد المشاهير تهزه درجة الامتحان
محمد بن عبدالعزيز الحارثيدور المهرجانات في الحراك الثقافي
الدكتور خالد الخضريسفراء الشبابية تحتفل بالاكاديميات الرياضية ..... المزيد
سمو الأمير سعد آل سعود يحيي ليلة شعرية في الهيئة الملكية بينبع ..... المزيد
المسؤولية الاجتماعية بنادي الاتحاد تستقبل ” قطرة عطاء “ ..... المزيد
الدكتور رياض الغامدي رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الباحة ..... المزيد
ضمن حملة أطلقها سموه..ولي العهد يتبرع بالدم في بادرة إنسانية كريمة ..... المزيد





















شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد