علم الفرائض ( المواريث ) (1)
جمعة هاشم الحسين الأشرم
الحمد لله الذي فرض الفرائض وحد الحدود والشرائع،والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي رد به الناس إلى الحق وأخرجهم من الظلمات إلى النور وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
المال هو الوسيلة وليس الغاية في هذه الحياة الدنيا الفانية ، وهو قوام هذه الحياة فالإنسان لا يستطيع أن يعيش في هذه الدنيا إلا بالمال ، وتعامل الناس قائم عليه من بيع وشراء وإجارة وشركة وغيرها من المعاملات الأساس الأول فيها المال ، وقد وردت آيات وأحاديث في تحصيله أذكر منها قول الله تعالى : ((وابتغ فيما آتاك الله الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )) وقول رسول الله : ((أفضل الكسب كسب الرجل من يده )) ، وهذه المال لايجوز لنا أن نبذره أو نسرف فيه بل علينا وضعه فيما يرضي الله تعالى في وجوه الخير والمعروف ، وقد يفارق الإنسان هذا المال بغير رجعة يفارقه بالموت ، وإذا مات الإنسان وترك مالا فإنه يجب أن يؤول إلى أعز الناس إليه وهم فروعه ، وأصوله ، وحواشيه ، وأقرباؤه . ولذلك فإن نظام الإرث في شريعتنا الإسلامية يفتت الثروة التي تؤول من الإنسان ولا يجعلها بيد شخص واحد من الفروع أو الأصول ولا يحرم أحداً على حساب الأخر فكان نظام الإرث خير حافظ لهذه الحقوق وقبل الشروع في نظام الإرث في الإسلام علينا معرفة أن هذا النظام هل كان معمولاً به في العصور السابقة للإسلام ؟؟؟؟
كان الميراث معروفا قبل الإسلام فى الشرائع الوضعية والأديان السماوية ، فقد عرفه اليونان والرومان ،وكان يعطى لمن يصلح لرعاية الأسرة وللحروب ، وكان للمورث أن يختار قبل موته من يقوم مقامه فى هذه المهمة ، سواء أكان من أبنائه أم من اقاربه أم من الأجانب ، و قبيل ظهور الإسلام أشركوا المرأة مع الرجل على التساوى فى الميراث. والأمم الشرقية كان الميراث فيها لأرشد الذكور من الأولاد ، ثم الإخوة ثم الأعمام ، وليس للمرأة نصيب فيه. والمصريون القدماء كانوا يورثونها على التساوى مع الرجل ، واليهود كانوا يخصون الولد الذكر بالميراث ويحرمون الأنثى ، وإن تعدد الأولاد الذكور ورث أكبرهم فقط. جاء فى سفر التكوين " إصحاح 21 :15 – 18" أن الابن البكر له نصيب اثنين ، فإن لم يكن هناك ذكر فالميراث لابن ابنه ،وليس لبنته شىء ، ويبدو أن ذلك نسخ ، ففى سفر العدد "إصحاح 27
إن بنات صلحفاد بن حافر طالبن موسى و العازار والكاهن أن يكون لهن نصيب فى ملك أبيهن ، فقدم موسى دعواهن أمام الرب ، وانتهى الأمر إلى إعطائهن من الميراث. والعرب فى الجاهلية كانوا يورثون الذكور فقط ، فعندما توفى أوس ابن ثابت وترك امرأته ام كُجَّة وثلاث بنات وفى رواية بنتين وأخاه ، قام رجلان هما ابنا عمه ووصيان قتادة وعرفجة ، أو قتادة وعرفطة فأخذا المال وحدهما ، فشكت الأم إلى النبىٍ صلى الله عليه و سلم فى مسجدالفضيخ ، فقالا: أولادها لا يركبن فرسا ولا يحملن كلا ولا ينكين عدوا ، فنزلت الآية {يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } وقيل نزلت فى بنات عبد الرحمن بن ثابت أخى حسان بن ثابت
والفرض في الشرع هو النصيب المقدّر للوارث ويسمى العلم بها علم الميراث وعلم الفرائض .
هذا وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل هذا العلم منها :
1- عن ابن مسعود مرفوعا " تعلَّموا الفرائض وعلموها الناس ، فإنى امرؤ مقبوض ، وإن هذا العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الرجلان فى الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" رواه الحاكم والبيهقي وأحمد
2- وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعلموا الفرائض فإنها من دينكم، وإنها نصف العلم ، وإنه أول علم ينزع من أمتى " رواه ابن ماجه والدارقطني
3- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل: آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة)) رواه أبو داود وابن ماجه
وقد نبغ من الصحابة وتضلع في العلم زيد ابن ثابت، قال عمر : (( من يسأل عن الفرائض فليأت زيد ابن ثابت ))
ثم كتب التفسير عند تفسير آيات المواريث في سورة النساء ، ولا سيما التفاسير التي تهتم بالأحكام مثل تفسير فتح القدير والقرطبي وابن العربي والجصاص وغيرها من التفاسير التي تعنى بآيات الأحكام .
ثم بعد ذلك معرفة الأحاديث الواردة في بيان المواريث مثل كتاب الفرائض من بلوغ المرام ومن الأحاديث الوارة في علم الفرائض ( المواريث ) :
1- قوله صلى الله عليه وسلم: (( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر)) رواه البخاري ومسلم
2– وحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما(( لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم )) راوه الأربعة
3- وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما((لا يتوارث أهل ملتين شتى)) رواه أبو داود
4- وحديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس)) رواه الخمسة إلا النسائي ، وصححه الترمذي وغيرها من الأحاديث التي زخرت بها بطون كتب السنة .
وقد ألف في المواريث كثير من العلماء سواء كانوا من المتقدمين أم من المتأخرين منهم :
الفرائض للإمام سفيان الثوري (161) هـ
التهذيب في الفرائض، لأبي الخطاب محفوظ الكلوذاني ( ت 510 هـ )
الفرائض للإمام عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي
منظومة الرحبي المشهورة بالرحبية، بغية الباحث المشهورة بـ ( المنظومة الرحبية ) ، لمحمد بن علي الرحبي(ت 577 هـ ) ومن أشهر من شرحها شرح لـسبط المارديني .
متن السراجية .للإمام سراج الدين محمد بن محمود السجاوندي الحنفي وأشهر شروحه شرح السيد الشريف الجرجاني (ت 814 هـ )
المنظومة الفارضية في الفرائض الحنبلية لشمس الدين محمد القاهري الحنبلي المعروف بالفارضي الشاعر ت ( 981هـ)
إيضاح الأسرار المصونة في الجواهر المكنونة في صدف الفرائض المسنونة لأحمد بن سليمان الجزولي المالكي ( ت1133هـ)
العذب الفائض في شرح ألفية الفرائض ، لإبراهيم بن عبد الله بن سيف النجدي (ت1189هـ )
العقود البرهانية " منظومة للشيخ محمد بن حجازي بن محمد الحلبي الشافعي المعروف بابن برهان المتوفي سنة (1205هـ)
ومن الكتب الحديثة كتاب الفرائض المبسط للشيخ الفاضل عبده الحمصي الدمشقي
وإعانة الطالب في بداية علم الفرائض للشيخ أحمد بن يوسف الأهدل
* باحث شرعي
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين..مركز الملك سلمان ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة ..... المزيد
المؤتمر الوزاري العالمي من جدة: إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات ..... المزيد
ولي العهد يلتقي الفريق الطبي السعودي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم ..... المزيد
“الصحة”تطلق حملة التحصين التكميلية للحصبة والحصبة الالمانية والنكاف ..... المزيد
سبل والصحة يوقعان اتفاقية على هامش ملتقى الصحة العالمي 2024 ..... المزيد
فهم ما يجري في المنطقة من اضطرابات
صدقة يحيى فاضلمجتمعنا بحاجة لمؤسسة تعزيز الصحة
الدكتور عبدالرحمن القحطانيهل بدأ اليوم التالي في المنطقة؟
حمود أبو طالبالتعليم: لا علاقة للعلاوة السنوية بالرخصة المهنية ..... المزيد
ضبط 3.6 طن من الثوم المخالف في نطاق بلدية بريمان بجدة ..... المزيد
البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت التجارية ..... المزيد
أمانة جدة تزيل 34 مظلة مخالفة ضمن حملة ميدانية لتصحيح المشهد الحضري” ..... المزيد
أمانة محافظة جدة تعزز التواصل بين القيادات والموظفين في اليوم العالمي لإدارة المشاريع ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد