*أستاذ التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة
قال لي صاحب : ليت المملكة لم تدخل الحرب!
د. عبدالله بن عبدالرحمن الخرعان
قال لي صاحب ليت المملكة لم تدخل الحرب …فقلت له :
قد يوجد قلة ممن يتغلغل لنفوسهم الخوف بسبب استمرار الحرب ووقوع بعض الخسائر لذا أردت أن يكون الرد عاما. فاقول:
أولا. ليس صوابا رأي من لم يصوب الدخول في الحرب لما رأى من بعض النقص في المال والأرواح. صحيح الحرب مكلفة ومخاطرة ولكن عدم الدخول فيها سيكون أخطر . فهؤلاء نظروا لخطر الحرب لأنا عشناه. لكن لو لم نحارب وتمكن الحوثيون ومن وراءهم كما هو مخطط لهم لقلنا ليتنا دخلنا الحرب ولم نمكنهم، بالضبط كما حدث في العراق وسوريا ولبنان التي اصبحت بيد الصفويين وأذنابهم. أما الآن فالحمدلله تم قطع الخط على الصفويين وتمكن أهل اليمن من تكوين مقاومة بإمكانها حتى لو انسحبت دول التحالف مغالبة الحوثيين. فما ظنكم أوضعنا الذي خسرنا فيه بعض المال والأرواح مع بقاء كياننا شامخا ودحر عدونا أفضل أو وضع العراق أو سوريا التي لم يسلم فيها لأهل السنة لا مال ولا أهل ولا أرض.
أقول سهل ننتقد لكن صعب أن نتصور الحل في أمور معقدة.
ثانيا . أذكر هؤلاء القلة بقوله تعالى
(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [ آل عمران 140]
ففي هذه الآية رد على من يقول لو لم ندخل الحرب ما حدث لنا ما حدث من نقص في الاقتصاد وقتل لبعض الجنود.
فمقارعة الباطل لا بد فيها من تضحية. وإذا كان المؤمنون يمسهم القرح أي الخسارة في الأنفس والاموال فكذلك الأعداء يمسهم مثله، بل إن القرح الذي مس الحوثيين ومن معهم أكبر، فإن قتل منا جندي قتل منهم العشرات والمئات. فكيف يصبرون ويضحون على باطلهم وبعض أهل الحق يجزعون على ما أصابهم. وتشير الآية إلى مداولة الأيام بين أهل الحق والباطل فلا يعتقد أهل الحق أنه بالإمكان دوام النصر لهم وهم لم يبذلوا أسبابه.
وفي قوله تعالى ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) إشارة إلى أن في مقارعة أهل الحق للباطل وأهله اختبار يتبين فيه المؤمن الصابر من غيره. وختمت الآية بأمر عظيم يرد على المخذلين المهلوعين بما أصاب بعض الجنود والمناطق من قتل أو تدمير. (ويتخذ منكم شهداء). فمثل هذه الحرب المفروضة وما يفقد فيها من أرواح لعله خير لمن يقتل فلا شك يومهم محدد ومن حسن ختامهم أنه كان في موطن الدفاع عن الدين والعرض والمال وإذا كان الله اختار لهم الموت في هذه المواطن الشريفة فهل لنا أن نحزن ونتبرم أنهم ماتوا على ذلك؟ أليس هذا خير من أن يموتوا في تفحيط أو على معصية أو حتى على الفراش. (ويتخذ منكم شهداء) لا يعقل ذلك إلا من من الله عليه بالفهم.
ثالثا. إن من أخطر ما يقع فيه هؤلاء المخذلون الذين يدعون أنا لو لم ندخل الحرب لما حصل لنا ما حصل في المال وفقد بعض الجنود مشابهتهم لمواقف المنافقين الذين دائما يستغلون اي خسارة للمسلمين في جهادهم ضد الباطل مدعين أنهم اصحاب نظرة مستقبلية فيقولون لو أطاعونا ما قتلوا ولو ولو … كما قال تعالى محذرا المؤمنين من سلوكهم وتحليلاتهم.
(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[ آل عمران 168]
رابعا:الصراع بين الحق والباطل سنة إلهية لم تنقطع منذ أهبط الله آدم وإبليس إلى الأرض وإلى أن تقوم الساعة فلو استكان أهل الحق وضعفوا عن مواجهة الباطل استفحل الباطل وانحسر الحق. كما قال تعالى (… وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
[البقرة 251]
ولو تخلى قوم كانوا يناصرون الحق عن نصرته استبدل بهم الله غيرهم. (…. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [ محمد 38]
وما أخطأ المتنبي حين قال:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم.
خامسا: لو لم يكن من هذا الحرب إلا بث روح العزة وزيادة الثقة في نفوسنا بجنودنا البواسل وصمودهم وتضحياتهم لكفى. فقد كانت تلك الحرب ميدانا للتدريب أعطى الجنود مزيدا من التدريب على أرض الواقع وكسر فيهم أي حاجز للخوف من العدو، كما نشاهد ونسمع من الروايات التي يذكرها هؤلاء الجنود. وإضافة إلى ذلك ففي هذا استعداد للتصدي لأي خطر مستقبلي في أي جهة ومن أي عدو.
وبالله التوفيق وعليه نتوكل وبه نستعين على دحر كل ظالم أثيم
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين..مركز الملك سلمان ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة ..... المزيد
المؤتمر الوزاري العالمي من جدة: إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات ..... المزيد
ولي العهد يلتقي الفريق الطبي السعودي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم ..... المزيد
“الصحة”تطلق حملة التحصين التكميلية للحصبة والحصبة الالمانية والنكاف ..... المزيد
سبل والصحة يوقعان اتفاقية على هامش ملتقى الصحة العالمي 2024 ..... المزيد
فهم ما يجري في المنطقة من اضطرابات
صدقة يحيى فاضلمجتمعنا بحاجة لمؤسسة تعزيز الصحة
الدكتور عبدالرحمن القحطانيهل بدأ اليوم التالي في المنطقة؟
حمود أبو طالبالتعليم: لا علاقة للعلاوة السنوية بالرخصة المهنية ..... المزيد
ضبط 3.6 طن من الثوم المخالف في نطاق بلدية بريمان بجدة ..... المزيد
البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت التجارية ..... المزيد
أمانة جدة تزيل 34 مظلة مخالفة ضمن حملة ميدانية لتصحيح المشهد الحضري” ..... المزيد
أمانة محافظة جدة تعزز التواصل بين القيادات والموظفين في اليوم العالمي لإدارة المشاريع ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد