أخلاق الحاج
الشيخ /عطية بن محمد المالكي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام من بعثه الله رحمة للعالمين ،ووصفه بالخلق العظيم ،وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد:
فمن مقاصد الحج العظيمة في الإسلام ، أنه مدرسة أخلاق وميدان تربية للنفس على معالي الأخلاق، والتباعد والتجافي عن سيء الأخلاق ورديئها .
يحدوه في ذلك خلق البشير النذير عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الذي كان مصباحا منيرا لكل حائر في ظلمة الأخلاق ،حيث قال الله عنه :(وإنك لعلى خلق عظيم )، ومستشعراً تلك النداءات النبوية والوصايا الإيمانية بالتخلق بكريم الأخلاق ،والاتصاف بجميل الطباع ؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) ،وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق) ،وعن جابر رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا…).
ومن أهم الصفات والأخلاق التي يستقيها المسلم ويتعلمها من مدرسة الحج ،صفة الصبر، والحلم، والرحمة ،والشفقة ،والإيثار، والتعاون ،ومقابلة السيئة بالحسنة ، ويتأصل ذلك في نفس المسلم بسبب كثير من أعمال الحج، التي تنبذ كل قبيح ،ورديء ،وسيء من الأخلاق، كما قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ..}
قال ابن كثير : اختلف العلماء في المعنى المراد به هنا على أقوال ستة ، منها ما قاله ابن مسعود وابن عباس وعطاء : الجدال هنا أن تماري مسلما حتى تغضبه فينتهي إلى السباب … ، وقال قتادة : الجدال السباب .
ولفظ ( الفسوق ) يتناول ما حرمه الله تعالى ، ولا يختص بالسباب ، وإن كان سباب المسلم فسوقاً ، فالفسوق يعم هذا وغيره .
وإذا كانت مخالطة الناس والصبر على أذاهم فيها خير عظيم على وجه العموم ،فكيف بمن يخالطهم في عبادة عظيمة، ويتحمل ويصبر على أذاهم ويقابل السيئة بالحسنة وقد أخبر عليه الصلاة والسلام بقوله :(من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، وهذه بشرى لكل حاج ابتعد عما يقدح في حجه من قول أوفعل ،ولهذا جعل الله الحج نافيا للسيئات نفي الكير لخبث الحديد، بشرط أن تراعي آدابه وأن تلاحظ الغاية المقصودة منه، وأن تنقى هذه العبادة السامية من الفحش في القول، ومن كثرة الجدال مع الرفيق والبائع والأجير، فمن حج حجا مبرورا، نقيا مقبولا صار كالطفل المولود في خلوه من الذنوب.
فاللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأخلاق ،فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ،واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرفه إلا أنت .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
*إمام وخطيب جامع الشيخ السديس بالكلية الحربية ، المشرف على شعبة الحسبة بمركز التوجيه والإرشاد بالكلية والداعية المتعاون بوزارة الشؤون الإسلامية .
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين..مركز الملك سلمان ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة ..... المزيد
المؤتمر الوزاري العالمي من جدة: إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات ..... المزيد
ولي العهد يلتقي الفريق الطبي السعودي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم ..... المزيد
“الصحة”تطلق حملة التحصين التكميلية للحصبة والحصبة الالمانية والنكاف ..... المزيد
سبل والصحة يوقعان اتفاقية على هامش ملتقى الصحة العالمي 2024 ..... المزيد
فهم ما يجري في المنطقة من اضطرابات
صدقة يحيى فاضلمجتمعنا بحاجة لمؤسسة تعزيز الصحة
الدكتور عبدالرحمن القحطانيهل بدأ اليوم التالي في المنطقة؟
حمود أبو طالبالتعليم: لا علاقة للعلاوة السنوية بالرخصة المهنية ..... المزيد
ضبط 3.6 طن من الثوم المخالف في نطاق بلدية بريمان بجدة ..... المزيد
البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت التجارية ..... المزيد
أمانة جدة تزيل 34 مظلة مخالفة ضمن حملة ميدانية لتصحيح المشهد الحضري” ..... المزيد
أمانة محافظة جدة تعزز التواصل بين القيادات والموظفين في اليوم العالمي لإدارة المشاريع ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد