فلنحترم بعضنا البعض ولنحترم التخصص

د.عبدالله المالكي
الإنسان مهما بلغ من العلم فهو ضعيف.
( وماأوتيتم من العلم إلا قليلا ).
يخطيء ويصيب ، يذنب ويستغفر ، وكل يوم يتعلم شيئاً جديداً في حياته بالتعامل مع غيره ومخالطته الناس ، وهذه سنة الله في خلقه، وفي حياته كإنسان نوعان من الأعمال
- عادات : وهذه بحسن أخلاقه وأدبه وطيب كلامه يستطيع أن يكتسب ويكسب غيره كثير منها ، والأصل في العادات الإباحة مالم تخالف نصاً شرعياً.
- عبادات : وهذه أمرها محسوم بنصوص شرعية ، فإن كانت في أركان الإيمان فهي توقيفية لامجال للعقل والفلسفة فيها.
وإن كانت في أركان الإسلام ففي بعض نصوصها مجال للاختلاف ، والاختلاف في فهم النصوص وارد حتى في عهد الصحابة رضي الله عنهم.
وحتى نكون عقلانيين في الحوار ، ينبغي أن نحترم التخصص الذي هو في متناول غيره ؛فنبي الله موسى عليه السلام مشى مع الخضر عليه السلام ، وموسى نبي رسول ، والخضر عبد صالح وليس برسول ، ولكن الله علمه علماً من الغيب يجهله موسى ، ولهذا قال له موسى : {عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }{66}- سورة الكهف ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله أخي موسى، لو صبر لأرانا من عجائب علم الله عند الخضر عليه السلام).
ليس لكل أحد له أن يقول في دين الله بغير علم قال الله تعالى : {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }{116}- سورة النحل
ذلك أن معرفة مناهج المجتهدين في استنباطهم الأحكام له أدواته وقواعده الشرعية اللغوية التي يستند إليها مثل، تخريج المناط وتنقيح المناط وتحقيق المناط العام والخاص والمطلق والمقيد المجمل والمبين الناسخ والمنسوخ والمجمل والمبين والمنطوق المفهوم و دلالة الإشارة ودلالة العبارة، وغيرها.
فالأدلة التي تؤخذ منها الأحكام الشرعية المتفق عليها أربعة، القرآن. السنة، الإجماع. القياس.
والأدلة المختلف فيها كثيرة منها :
الاستحسان. الاستصحاب المصالح المرسلة قول الصحابي. شرع من قبلنا. العرف. سد الذرائع الرخصة. العزيمة.
فحتى تطمئن النفوس إلى الأحكام الشرعية التي توصل إليها العلماء المجتهدون ، لابد من هذه القواعد التي ترسم للمجتهد الطريق الصحيح الموصل إلى استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، وتزوده بهذه الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك. وهذا لايتيسر لكل أحد إلا للعلماء المختصين.
فالطبيب في اختصاصه. والمهندس في اختصاصه. واللغوي في اختصاصه. وعالم الفقه في اختصاصه. وهكذا في كل علم وفن وحرفة. علماً بأن بعض علماء الأمة من جمع أكثر من تخصص ، ولكن أفنوا أعمارهم رحمهم الله في العلم :
كابن رشد رحمه الله مثلاً :طبيب – فيلسوف- فقيه – مفسر.
أما في زماننا فلا يمكن لكل أحد من غير المختصين أن يقول في الأحكام الشرعيه من رأسه ، لأنه يجهل ماذكرته لكم من الأدوات السابقة. بل من اكتفى بقراءة الكتب دون شرحها من أصحاب الاختصاص قد يزل في تطبيقه ، لاسيمها إذا كانت في المتشابه ، لأنه فهمها على غير المراد.
فلنحترم بعضنا بعضاً في الحوار والنقاش، ولنحترم التخصص، ولنجعل كلامنا هيناً ليناً حسناً، ولعلي أطلعكم على ماهو عندي في بيتي أنا وأبنائي من باب الفائدة :
تخصصي أنا : فقه مقارن ولي ابنين : أحدهما طبيب والآخر مهندس اتصالات ( دكتوراه ) أقمار اصطناعية من بريطانيا؛ حينما يتكلم صاحب التقنية استمع إليه جيداً وبأذن صاغية لأني أحتاج إلى علمه ولا أفهم فيه كفهمه هو لذلك العلم، وحينما يتحدث الطبيب في علم الأمراض والأدوية استمع أنا وأخيه ، لأننا بحاجة إلى اختصاصه ولكننا لانفهم فيه كفهمه هو، وحينما أتكلم أنا كوالد لهما في الفقه وأصوله وفي الحديث وعلومه وفي علم المنطق والكلام والفلسفة على قدر علمي البسيط المتواضع يستمعون أبنائي وينصتون لأنهم يحتاجون إليه ولكنهما ليس لديهما أدواته فهما ليسا من المختصين في ذلك. وهكذا ينبغي أن تكون تعاملاتنا مع بعضنا في أمور ديننا ودنيانا؛ فلا نحتد ولانتشنج ولانغالط بعضنا ، فهي وجهات نظر من الكل وعلى الكل احترام رأي أخيه ولو لم يأخذ به.
إنّ الطباع بين الغلظة واللين تختلف من شخص لآخر حسب مانشأ عليه ، وحسب طباعه التي قد تكون موروثة من سلالته.
ودمتم بمحبة ووئام .
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد