عناوين الأخبار

ليلة الألف كيلو

الأربعاء 18 شعبان 1437هـ 25-5-2016م       -       12:55:05 م
ليلة الألف كيلو

سلطان رديف

وأنا أقترب من منتصف العمر وبعد 37 سنة في هذه الحياة التي هي في عمر الزمان قصيره إلا أنها مشوار حياة تعلمنا فيها ما تعلمنا وشاهدنا فيها ما شاهدنا تقلبات وتغيرات قصص هنا وهناك وتجارب ناجحة ومثلها فاشلة نفرح ساعات ونحزن أخرى شريط حياة لم أشاهده يومًا إلا وهو يقوم على المتضادات فيها الخطأ والصواب والخير والشر والحب والكره والغنى والفقر والجهل والعلم والسراء والضراء إلا أن من أهم ما تعلمته فيها في الكثير من الأمور والأحداث أن أكون رجلًا راجيًا وليس رجلًا متمنيا ولم يكن التمني في قاموس حياتي.

كنت وما زلت مؤمنًا أن الرجاء هو الدعاء وأن الدعاء هو الممكن وأن الممكن هو التفاؤل وأن التفاؤل واقع لا محالة وحق على العين أن تراه لا أنسى تلك الليلة التي خرجت منها من مدينتي ومسقط رأسي (أبها) متجهًا إلى عاصمة وطني (الرياض) وذلك المسجد الأبيض الصغير على قارعة الطريق الذي دخلته في بداية طريقي للسفر وصليت فيه ركعتين استخارة دعوت فيهما الله راجيًا توفيقه وحفظه وما زالت تحتفظ ذاكرتي بلحظات ليلة الألف كيلو وهي المسافة ما بين أبها والرياض كانت اثنتي عشرة ساعة اختلطت فيها مشاعر إنسان ترك بيته وأهله وأصدقاءه ورحل ليبني مستقبلًا لا يعلمه ما بين خوف ورجاء وبعد ثمانية عشر عامًا أجد دفء تلك الركعتين في قلبي وعند كل لحظة نجاح وتوفيق أسمع ذلك الهاجس في رأسي يذكرني بذلك الرجاء ببيت الله الأبيض على قارعة الطريق المظلم فكان بياض البيت نورًا لظلمة الطريق فلا أعرف في حياتي أمرًا طلبته إلا بدعاء ولا أعلم أن هناك قرارًا اتخذته إلا باستخارة (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) واليوم لا أعلم أن هناك دعاءً لم يجب ولا أعلم أن هناك قرارا اتخذته وندمت عليه (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) لأني كنت أعلم علم يقين المؤمن أن الله إذا أجاب الدعاء فذلك خير وإذا منع فذلك أكثر خيرًا وأن القرار إن كان خيرًا فذلك توفيق وإن كان غير ذلك فهو تحقيق لقوله (وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا) وقوله (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

إن الرجاء مفتاح لأبواب المستقبل وتعلقًا بمن بيده مفاتيح كل شيء ولنقرأ سورة الأنعام من الآية (58) حتى الآية (73) لنعرف شيئًا من قوانين الحياة وما أكتبه ليس وعظًا بقدر ما هي تجربة حياة لشاب مثلكم لم يبلغ من العمر عتيا وهي رسالة وأمانة وشهادة ننقلها لنعلم أن الحياة خوف ورجاء وعمل واجتهاد ولكنها تحلو بالرجاء والقناعة والإيمان وحسن الظن.

يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=4452

شاركنا بتعليق








لا يوجد تعليقات بعد



 إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما

إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد

 جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما

جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد

 ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم”

ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد

 مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا

مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد

 بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما

بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد

 في ليلة وطنية وعائلية في رياض العِز

في ليلة وطنية وعائلية في رياض العِز ..... المزيد

 ليلة وطن بتكريم خدّام الوطن

ليلة وطن بتكريم خدّام الوطن ..... المزيد

 انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة ” أفرح حافظا ” بتنظيم جمعية هدى بشرق مكة

انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة ” أفرح حافظا ” بتنظيم جمعية هدى بشرق مكة ..... المزيد

 ال طروش يحتفلون بزفاف الدكتور يحيى

ال طروش يحتفلون بزفاف الدكتور يحيى ..... المزيد

 أعضاء مجلس شموخ وطن يحتفون بالشيخ محمد بن علي الغبيشي

أعضاء مجلس شموخ وطن يحتفون بالشيخ محمد بن علي الغبيشي ..... المزيد