رشد المجتمع ونسبية الصواب

د.أحمد قاسم الغامدي
تنضوي العقلانية على عدم حتمية الصواب، وأنه وإن كان موجوداً إلا أنه نسبي لا نقطع بحتميته، وما لدينا من معرفة وأنظمة تساعد على تقديرنا للصواب يبقى قابلاً للخطأ، وهذا يعني أن كل فكرة قابلة أن تكون صواباً أو خطأ أو أننا ننشئ الصواب إنشاء، ولا نكتشفه اكتشافاً، فلا نحتاج لتقدير صواب ما إلا أن نبحث عنه بنزاهة ودأب.
إن تلك النسبية ستغير وجهاتنا الاجتماعية والفكرية والإصلاحية والسياسية وكل شيء، وهذا ببساطة يعني أن نقص المعرفة لا يعني بالضرورة أنه سبب في عدم إدراك الصواب، فالمعرفة لتقدير صواب لا تكفي، وإنما نعمل لنقترب من الصواب بالحكمة والإبداع، ويظل الصواب المرجح ليس بالضرورة صواباً في واقع الحال، ولكن لأننا لم نقدر بعد على تطوير أفضل منه؛ فهو صواب ما دام قادراً على الصمود في وجه الضغوط والاختبارات، لكنه دوماً خاضع للمراجعة والبحث، ليشكل نفسه على نحو متواصل، ولنظل نرتقي في العمل والمعرفة بقدر ما نبحث ونراجع.
فالصواب عملياً هو حالة البحث والمراجعة والجدل وتفاعل الأفكار وتقبلها بلا حدود ولا قيود، وأما الشعور بالصواب المطلق أو بمظنة وجوده، فلن يخدم المراجعة والتفكير.
فالتمسك بفكرة على أنها الصواب دوماً قد تعرضنا لزلل أكبر بكثير من البحث المتواصل، والحجة القوية لا تكفي لإنتاج الصواب، وكلما تقدمت لدى المرء القدرات المنهجية والعلمية، تزداد الحاجة بالقدر نفسه إلى السمو الروحي والنزاهة والأخلاق الفاضلة، لأن التقدم العلمي بلا تقدم روحي وأخلاقي، يهدد بتحويل العلم إلى أداة للشر والتضليل، وكلما تقدمت المعرفة، ازدادت الحاجة للبحث والاستماع، ليتمكن المرء من استيعاب وإعادة إنتاج المعرفة، لئلا يحلّق منفرداً تائهاً في الكون والحياة.
فالمعرفة تقاس جدواها ومحتواها بالحكمة والإبداع؛ وإذا لم تمنح المعرفة صاحبها حكمة وإبداعاً، تحول الإنسان إلى مستودع للمعلومات غير متفاعل.
إن خطوات تحويل المعرفة إلى حكمة تبدأ بالارتقاء الروحي، ثم بتنظيم المعرفة وتحليلها وإعادة إنتاجها ومزجها بالمعارف الأخرى؛ وفي خضم التخصصات ومجالات المعرفة تتشكل الاكتشافات والإضافات، وهذه الحالة لا يمكن ضمانها إلا بعقد اجتماعي تحميه الجماعة بأطرافها المختلفة فكرياً وسياسياً واجتماعياً ومصلحياً، فلو اختلفنا نظل مجمعين على العقد الاجتماعي، ولا نحتاج سوى ذلك على اختلاف توجهاتنا لنظل مجتمعاً راشداً.
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد