طالبوا الجهة الرياضية بالتدخل..المدربون والإعلاميون لـ”الصحافي”: الهجوم على المدرب الشهري غير مبرر

سلطان السلطان(جدة)
شهدت الساحة الرياضية السعودية خلال العقود القليلة الماضية تصدر عدد من مدربي كرة القدم المشهد الرياضي، وتحقيق النجاحات التي عجز عنها الأجنبي، وخير مثال عميد المدربين الوطنيين خليل الزياني الذي قاد المنتخب الأول إلى تحقيق أول بطولة قارية في كرة القدم (كأس آسيا) عام 1984م، الأمر الذي عزز الثقة في المدرب الوطني، وساهم في ظهور نخبة من أبناء الوطن خلال السنوات الماضية، ومن أبرزهم: ناصر الجوهر، محمد الخراشي، خالد القروني، حمود السلوه ، علي كميخ، خالد العطوي يوسف عنبر، سعد الشهري، صالح المحمدي، يوسف الغدير، سمير هلال، فيصل البدين، وعبدالرحمن الحمدان.
ورغم دعم القيادة الرياضية للمدرب الوطني، والنجاحات التي حققها ويحققها المدربين الوطنيين إلا أن عدد من منسوبي الإعلام الرياضي ما زالوا يطلقون سهامهم تجاههم، حيث طغت ألوان الأندية على لون المنتخب الأخضر، فراح كلٌ يهاجم هذا المدرب أو ذاك حسب الميول، ومن أبرز من طالتهم سهام هذه الفئة، مدرب المنتخب الأولمبي سعد الشهري، الذي لم يسلم من الهجوم حتى وهو يقود منتخبنا الوطني في استحقاق نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً.
وفي البطولة القائمة حالياً يقود المدرب سعد الشهري الأولمبي للوصول به إلى مراكز متقدمة، حيث تصدر المنتخب مجموعته، ووصل إلى دور الثمانية ويخوض الليلة مباراة قد تقوده إلى دور الأربعة، والطموح لا يقف عند هذا الحد، بل إن الهدف الرئيس هو تحقيق الذهب وتسجيل منجز آسيوي جديد على مستوى الأولمبي.
“الصحافي” سألت عدداً من المدربين الوطنيين والإعلاميين والمعلقين حول ما يتعرض له مدرب المنتخب الأولمبي من هجوم حاد وهو يقود الأخضر الأولمبي في استحقاق قاري لمعرفة رأيهم حيال ذلك، حيث أكد بعضهم أنه من الضروري أن تضع الجهات المعنية حداً لما يتعرض له المدرب الشهري، وغيره من المدربين الوطنيين، فيما يرى المدرب علي كميخ أن تترك الأمور للمنجز فقط ، وعدم الدخول في مثل هذا الطرح والردود؛ مما قد يوسع الفجوة، مكتفياً بقوله” العمل والنجاح هما المقياس الوحيد لأي مدرب”.
وقال المعلق الرياضي غازي صدقة “الموضوع لا يليق ولا يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر في المدرب الوطني، ممثلاً في الأخ العزيز الكابتن سعد الشهري.
وأضاف، أرجو من الجهات المسؤولة أن تضع حداً لمثل هذه الأفعال، ولبعض الأقلام المحسوبة على الإعلام الرياضي، التي تكتب وتتحدث بتعصب واضح، وبألوان أندية وليس بلون المنتخب!
وزاد، كان من الواجب أن تكونوا عوناً وسنداً لهم، وفي نفس الوقت علينا أن ننتقد العمل بعيداً عن شخصنة الأمور، وانتقادي (للأخ سعد) إذا كانت هناك أخطاء، وإيضاح السلبيات لابد من وضع الحلول والإيجابيات؛ حتى تكتمل المنظومة، متمنياً من المسؤول عن هذه الأمور أن يضع حداً لمثل هذه التجاوزات، سواءً لسعد أو غيره.
واعتبر صدقه أن مثل هذا الأمر ليس بجديد على الكابتن سعد، حيث تعرض سابقاً إلى سيل كبير من الهجوم المتواصل والشخصي بعد نهائيات كأس العالم للشباب بأسباب الخسارة، قائلاً: هذا أمر طبيعي، فدخولك في عدد من البطولات قد لا يحالفك التوفيق، ووجدت الأخطاء، ولكن علينا النقد بإيضاح هذه الأخطاء والعمل على تلافيها، لكن أن نجعل الشهري شماعة لكل هذه الأخطاء الإجابة(لا).
وأضاف “علينا أن ننظر إلى اللاعبين وما الدي فعلوه داخل أرضية الملعب، فبالتأكيد هناك أخطاء من اللاعبين، فعمل المدرب لا ينتهي حتى صافرة حكم المباراة، فيبذل الجهد الكبير والعمل المتواصل، فيقوم بتصحيح تلك الأخطاء، ويتلافاها اللاعب، نحن لم نكن حاضرين لا في تدريب ولا في معسكرات ولا حتى في لقاءات ودية، فهو الأقرب والأعرف بخفايا لاعبيه، والمسؤولين الذين يشاهدون عمل المدرب، فعندما أتناول أي موضوع بدون أدنى خلفية ومعرفة، سيكون فيه إجحاف وفيه تقليل من العمل، وعليه أتمنى وأرجو أن تختفي هذه الظاهرة؛ حتى لا نفقد ثقة المدربين الوطنيين، والذي كان لهم دور كبير في البطولات المسجلة باسم الوطن عبر منتخباته المختلفة، ويأتي في مقدمتهم عميد المدربين الوطنيين، الكابتن الفاضل خليل الزياني(أبو إبراهيم)، والذي نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يمد في عمره، وامتداداً لغيره من المدربين، منهم -على سبيل المثال لا الحصر- خالد القروني، محمد الخراشي، حمود السلوة، راشد خليفة، مع كامل الاعتزاز وحفظ الألقاب لهم، ومن هنا نطالب بإيقاف الحملات الممنهجة ضد الكابتن سعد الشهري، والبعد عن ألوان الأندية، والاهتمام كل الاهتمام باللون الموحد لنا، لون منتخبنا الأخضر الوطني، والوقوف حول سعد الشهري، كونه من يقود دفة منتخبنا الأولمبي؛ لتحقيق النتائج الإيجابية، إلى أن نصل إلى كأس آسيا -بحول الله وقوته- وأمامنا الآن فيتنام، لنكسبها بإذن الله ونتقدم إلى الدور النصف النهائي والنهائي بمشيئة الله.
وتمنى المعلق غازي صدقه في ختام حديثه للمنتخب وللمدرب سعد الشهري كل التوفيق، مجدداً ثقته بأن المسؤول في رياضتنا السعودية سيضع حداً لهذه الأمور، وذلك بتطبيق اللوائح والأنظمة، حتى يقف كل من يتطاول على الرجال الأكفاء في مجالنا الرياضي، فكما أن هناك عقوبة على اللاعب، لا بد أن تفرض العقوبة على الإعلامي الذي يتطاول ويتجاوز حدوده على كل من يخدم منتخباتنا، وهذا من صميم العمل.
من جهته أكد المدرب الوطني عبدالرحمن الحمدان على أهمية حماية المدرب الوطني ومن بينهم المدرب سعد الشهري، الذي يتعرض لهذا الهجوم وهو يقود الأخضر الأولمبي في نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، ويحقق نتائج إيجابية.
فيما قال الإعلامي حسين الشريف” أولاً لابد أن نؤمن بأن النقد الهادف هو الدور الأساسي الذي يلعبه الإعلامي الحريص على مهنيته، ويسعى من خلاله إلى إصلاح الخلل الذي يراه، ولكن لسنا مع النقد من أجل النقد أو النقد الذي لا يخدم الصالح العام”.
وأضاف، أمام حالة المدرب سعد الشهري فإننا أمام حالة من النقد “السلبي” الذي لا يخدم المنتخب ولا الرياضة السعودية، وللأسف أن هناك من يحاول أن يقلل من نجاحات سعد الشهري لأمور ليست فنية، وربما هؤلاء الذين يعانون من عقدة الخواجة، أو ينتقدون بآراء سلبية لا تعرف منطقها ولا أسبابها، فسعد الشهري أثبت نجاحه كمدرب بغض النظر عن كونه مدرباً وطنياً، فالنتائج التي حققها مع المنتخبات السنية مميزة، وحضوره الفني، وشخصيته، دلالة على أننا أمام مدرب لا يقل عن أولئك الأجانب الذين يحضرون ثم يغادرون بملايين الدولارات ودون نتائج إيجابية.
وأكد الشريف أن حديثه هذا لا ينطلق من باب دعم المدرب الوطني، ولكن الواقع يفرض نفسه، إذ أن الشهري مدرب أثبت وجوده بعيداً عن هويته، مشيراً إلى أن هذا المدرب لو كان من الأندية الكبيرة لوجد من يدافع عنه، ويناصره، ولكن كتب عليه أن يتحمل جريرة غيره من المدربين الوطنيين.
وخلص إلى القول: “على اتحاد الكرة أن يحمي مدربيه، كما آمل أن يعود إلى تفعيل دور الإعلام الرياضي في الحد من التجاوزات الإعلامية للحفاظ على مكتسباتنا الرياضية.