(عزة الزمان) سلطان رديف

سلطان رديف
يجهل الإنسان أحياناً أنه هو عدو نفسه؛ فهو يكذب ولا يريد من الناس أن تكذب عليه ويمارس كل أنواع الخداع وأكل حقوق الآخرين بدون وجه حق، ويستكثر على الآخرين أنهم يطالبون بحقوقهم هنا أو هناك، تجدهم أكثر الناس حباً للمماطلة والتسويف ويعتقدون أنهم يتعاملون بذكاء ومهما وصلوا من الثراء والوجاهة الاجتماعية إلا أنهم لا ينفكون عن ممارسة تلك الأخلاق السيئة لأنها أصبحت جزءاً من كينونتهم لا يثمر فيهم معروف ولا تصدق معهم أعلى درجات الأمانة والصدق لأنهم يرون الناس بعين طباعهم فيعتقدون أن كلاً يعيش على شاكلتهم وهؤلاء هم أجهل الناس لأنهم يجهلون حقيقة أنفسهم فجهلوا حقيقة الآخرين.
لا أنكر أن مثل هذه النوعية من الناس موجودون في المجتمع نراهم ونتعامل معهم، ولكننا لا نكتشف حقيقة ذواتهم إلا بعد سنوات من التعامل لأنهم يغلفون شخصيتهم بأخلاق زائفة تكتشفها عند المحك الأول فتكشف الأقنعة ونصدم حينها بواقعهم الذي امتزج بفساد النفس ومثل هؤلاء لا يعتد بهم ولا يقام لهم وزن وبعدهم راحة، فالواجب هم من يتألمون ليل نهار وليس أنت فلا تتوقف عندهم بل أدر ظهرك وأكمل مشوار حياتك، وتعامل مع الناس ومع نفسك بأخلاقك فحياتهم ستأكلها نار أفعالهم وحياتك ستبينها عزة نفسك وجنة أخلاقك وصدق أمانتك فالعاقبة للمتقين فالله لن ينصر الظالم بظلمه ولن يترك المظلوم لحسرته والأيام دول والعدل يأتي في ساعة فنحن لسنا مخلوقات تافهة عند الله وقد نفخ فينا من روحه وأسجد لهذا المخلوق الملائكة وسخر له الكون بما فيه ولكنه منحنا حرية الاختيار، فأنا وأنت من نحدد من نكون وعلينا أن نعلم ونطمئن أن في هذا الكون وما سخره الله ما يكفي لكل الخلق بكافة أجناسهم ورغباتهم وطموحهم ولكن ليس هناك ما يكفي لنفس طامعة لا تشبع ومن هنا لابد أن نتيقن ونؤمن أن العزة لمن استطاع أن ينجح في حكم نفسه وأنه لا قيمة لمن كنز كنوز الأرض وخسر هذه النفس التي بين جنبيه ينام ويصحو معها.. ولعل النفس لا تنكشف إلا في لحظة التجرد لتختار خيراً أم شراً ظلماً أو عدلاً صدقاً أو كذباً أمانة أو خيانة.. وهنا يكون المحك الحقيقي لي ولك والغرور هو السبب بأن لا نعترف إلا بما نعتقد أنه صحيح حتى لو كان ظلماً للناس والحكمة هنا أن تجعل أولئك يقتلون أنفسهم دون عناء منك ومشقة.. فالنار تأكل أهلها والجنة تسعد أهلها فأشقى الأشقياء من يجعل نفسه تعيش في حروب داخلية لا تنتهي حياً كان أو ميتاً ولا تجعل الظروف أياً كانت سبباً بأن تفعل أمراً يتناقض مع ضميرك الذي لابد أن تجعله حياً يتحلل وينفك عن كل شائبة فقيمتك في هذه الحياة هو أن تضع نفسك في مكانها الذي يليق بها حتى لو كان على حساب ظلم نفسك.
وعليك اليوم أن تكون يوسف عصرك ولا تكن زليخة القصر.. فبين يوسف وزليخة عزة الزمان وذلة القصر.. فاختر ما تشاء وكن نبيهاً لدورة الأيام فالعزة مصدرها الصبر والذلة مصدرها القهر فكن صابراً تعز ولا تكن قاهراً فتذل، وتلك رسالتي لكل لبيب.. فهل وصلت؟
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد