مأمون يتحدى الشلل ويصبح مستشارا للعلاج بالخلايا الجذعية

أمل القحطاني – الرياض

لم يكن قد مرّ عام على إصابة مأمون غازي بالشلل النصفي حتى قرر التأقلم مع وضعه الجديد و البحث عن أي سبيل لتحسين حالته الصحية. بدأت قصته عام 2008 وهو زوج وأب لطفلتين وحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال, حين تلقّى خبر إصابة حبله الشوكي بورم جعله يغوص في الأسى فاقدًا الإحساس بالجزء السفلي.التحوّل المفاجئ الذي طرأ على حياته جعله في مواجهة وضع ومستقبل مغاير تمامًا.ومعه قد تكون النتائج في انحدار و ذلك في حالة واحدة حين يستسلم المرء و يركن إلى الانهزام.

 جلّ ما يحتاجه مأمون آنذاك هو العلاج و تجاوز محنة المرض ولكن كيف يمكن لشجاعته فقط أن تقهر السرطان المرض الذي قيل عنه أنه يشدّك للأسفل خصوصً وأنه تردد على مسامعه ( ستبقى هكذا ما تبقّى من حياتك لن تستطيع الحراك ! )بطريقة يعتقد فيها الطبيب أن على المريض التسليم والرضا و لم يكن ذلك هيّنًا أبدًا على مأمون الذي ينتظر جوابًا حاملًا للتحسين وقادرًا عل العمل به , وعن قرب. لكنه تلقّى الرفض كتحدٍ خاص و عليه قرر نفض مخاوفه و التوجّه مباشرة للانطلاق في رحلة العلاج. وكانت خطة عائمة جاءت الظروف لتفرضها عليه فما كان منه إلا البدء بالانترنت واستثمار كل يوم وانتهاز كل فرصة للسؤال في أي مكان حتى وجد مركزًا في ألمانيا  يُعنى بمثل حالته و بعد ثلاثة أشهر من مراسلتهم له جاءت الموافقة كأول طوق نجاة. استقر الرأي بعد إصرار زوجته و والديه ورغبته الجامحة للعلاج وذلك عن طريق زراعة الخلايا الجذعية في مركز a1_medical center بمدينة دوسلدورف Dusseldorf بألمانيا

.و بالمقابل في كل رحلات العلاج وأقصد بها تعدد الوجهات التي يجب المرور بها لا بد و أن تُمرر الاستشارة على أولي التخصص لتعزيز رأي أو لتفنيد المخاوف كنتيجة أولية يطمح بها المريض ( ستبقى هكذا لا يمكنك الحراك أبدًا )! لم يكن بالرد المُنتظر و عادة ما تُقال هذه الجملة للإحباط أكثر من كونها حقيقة.  العالم لا يعنيه مدى قوتك بل مدى تحمّلك للضربات و عدم الاستسلام لها إنها ستخضعك لها إن سمحت لها بذلك و على رأي فينس لومباردي (يصبح الاستسلام عادة بمجرد أن نتعلّمه(   و حينها يعوز الإنسان استخارة رب العباد مع العمل المتواني و سار مأمون على ذلك وحصل بعدها أن تيسّرت أمور السفر و لم تقف التحديات عند آخر جملة بل واجهه و حين وصوله للمركز في ألمانيا أنهم رفضوا العلاج لأنهم وخلال قراءتهم لتقرير حالته الصحية لم يلاحظوا أن لديه ورما سرطانيا !! الورم الذي بدأ بالقدر المختلف و قوام قصة بطلنا و معركته ! شكّل رفضهم له زيادة في الإصرار على تلقّي العلاج وبأسرع وقت و ذلك بعد تذييل توقيعه على إقرار خطي من عنده يُحمّله نتائج قراره بالعلاج كأول مريض سرطان تسبب له المرض بشلل نصفي يتعالج بالخلايا الجذعية بمدينة دوسلدورف بالمانيا , وهو على بُعد صفر من حلمه عليه الفوز بأهم الأصعدة في العالم ( تحدّي الذات حين لم يبقَ إلا هو و هو  (. تمّت عملية الزراعة و عاد بعدها للمملكة العربية السعودية و استمر في العلاج الطبيعي و بعد شهرين من الزراعة بدأت أول حركة خفيفة في إبهام قدمه نما بعدها الإحساس ثم الحركة بالاعتماد على الله ثم العلاج الطبيعي. مرّت بعدها أربعة أشهر تقريبًا وعاد بعدها لألمانيا للعلاج الطبيعي وكان مكلفًا جدًا حيث لم يستطع شراء إلا أسبوعًا واحدًا بتكلفة 5000 يورو ( ما يعادل  27 ألف ريال سعودي) و كانت طريقة  العلاج ذكية جدًا و بسيطة جدًا و مفعولها قوي جدًا وهو عبارة عن تخاطب بين الدماغ و المخيخ والفم و الشرط اللازم لإتمام النتائج هو الإيمان بقدرة البرمجة في إقناع أجهزة الجسم بالعودة لوظائفها الطبيعية وهو ما عمل عليه مأمون لاحقًا كأحد النتائج التي لمسها عن قُرب.لم يكن العلاج هو القمة فحسب بل كان نقطة الإقلاع نحو عالم لم يكن ليتصوّره حيث لا يمكن لأي شخص أن يقف على عتبة الموت واليأس ويعود منها إلا ويعود شخصًا مختلفًا تمامًا. من كان يعتقد أن توقيع مأمون غازي على إقراره باختبار حياته الجديدة و خوض نتائجها أيًا تكن ستوصله إلى اختيار اسمه ممثّلًا عن المركز الألماني في المملكة العربية السعودية و مُخوّلًا باستقبال الحالات المرضية التي تأتي منها و لديه صلاحية تقييم الحالات وتقديم استشارة أولية بالعلاج بالخلايا الجذعية في المركز, و ذلك في استطلاع قدّمه الأخير عبر الانترنت من خلال السؤال / كيف سمعت عن المركز ؟

قول مأمون غازي وأنا أصدّقه لأنهم وحدهم الذين تصقلهم المعاناة لن يترددوا في مدّ العون بكل أشكاله ( بعد تحسّني مع هذا العلاج – العلاج بالخلايا الجذعية – قررت أن أروّج له وأساعد كل المعاقين وأطمح في تخليصهم من الأدوية و كل هدفي مساعدة إخواني من ذوي التحديات الصعبة ).

لم يتوقف طموح مأمون عند هذا الحد و أؤمن أنه سيحصل على مالا يتوقعه ذلك أنهم أولئك الذين اجتازوا المحن قرروا معها أن يتقدّموا. قالوا له لن تتحرك وهو الآن يجوب العالم للتعريف بالعلاج و يُعدّ أول شخص متطوّع بالمملكة لتثقيف المجتمع و التعريف بالخلايا الجذعية.بل و تجاوز التوقعات و صار يعمل في مجال البرمجة العصبية الذاتية التي معها  بتوفيق الله اكتشف علاج لمرضّ السكري و التصلّب اللويحي .

 تحياتي لأصحاب التحديات الخاصة و للمركز الذي يقدّر التجربة و يعمل بها و لمأمون الذي أوصل إلينا تجربته لينقل الفائدة للجميع و أقدّر له طموحه حتى هذه اللحظة.