حكمنا المحلي والعالمية
الأثنين 8 شوال 1443هـ 9-5-2022م - 21:20:18 م
سلطان السلطان
تسعى الاتحادات المحلية في جميع دول العالم، وبجميع ألعابها المختلفة، أن تمنح تحكيم لقاءاتها لحكامها المحليين دون غيرهم، وهذا ما تسعى إليه لجان التحكيم في تلك الاتحادات، وهي بذلك توفر جميع الإمكانات والاحتياجات والمتطلبات.
وعلى مدار أعوام مضت، برز عدد من الحكام قضاة الملاعب، حتى أصبح لقب العالمي يليق بالبعض منهم، وأضحى الكثير يجوب ملاعب العالم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً لتحكيم لقاءات مختلفة سواءً على مستوى الأندية أو المنتخبات، ومنهم على-سبيل المثال لا الحصر- الأرجنتيني نيستور بيتانا، والصربي ميلوراد مازيتش، والألماني فيليكس بريش، والتركي جونيت تشاكير، والسلوفيني دامير سكومينيا، والانجليزي مارتن إتكنسون، ويبقى الإيطالي كولينا ذو النظرات الحادة الأشهر في الساحة الرياضية، وقلّ من يتذكر هذا الحكم.
تركيزنا هنا سوف ينصب على قضاة ملاعب (كرة القدم)؛ كون هذه اللعبة تُعد صاحبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، والأكثر جماهيرية.
فدورينا، دوري الأمير محمد بن سلمان، لا يقل إثارة عن دوريات أخرى على مستوى القارة، إن لم يكن الأول من حيث الإثارة والقوة والمتعة، حيث يجمع بين جنباته عدداً من الفرق التي هزت عرش آسيا يأتي في مقدمتها الهلال والاتحاد، ومن ثم الشباب والنصر، وما أدل من ذلك التصفيات الأخيرة لأبطال آسيا التي استضافتها المملكة، وتفوق فيها ثلاثة أندية(الهلال- الشباب- الفيصلي) باستثناء المشاركة الجيدة من قبل سكري القصيم والذي لم يحالفه الحظ للتأهل لدور الستة عشر.
عودةً إلى دورينا المحلي، وبرغم وصولنا إلى أدوار حاسمة، حيث لم يتبق منه سوى أربع جولات، خلاف الهلال لديه مؤجلة واحدة مع الاتفاق، إلا أن التحكيم أصبح هاجساً يؤرق مسؤولي الأندية خصوصاً الاتحاد، وما أدل من ذلك لقائه الأخير أمام الفتح والذي انتهى بتعادل إيجابي بأربعة أهداف لكليهما، لست مدافعاً هنا أكثر من أن أكون موضحاً، فخبراء التحكيم والمهتمين باللعبة، أجمع الكثير منهم باستحقاق الاتحاد لركلة جزاء، وهدف صحيح لكورنادو تم إلغاؤه من قبل حكم اللقاء، وكذا لقاء الاتحاد مع الفيصلي.
هذا فيض من غيض، وقطرة في بحر، حيث كانت كفيلة بأن تمنح نقاط اللقاء للعميد، وبالتالي القرب أكثر من ما مضى من بطولة الدوري.
هذه الحالات تنطبق على بعض الحكام الأجانب، ومنهم البرازيلي(رفائيل كلاوس) الذي أدار لقاء الهلال والاتحاد في الدور الأول واحتسابه لركلة جزاء للهلال غير صحيحة في الشوط الأول من اللقاء، وهذا ما أوضحته لجنة دائرة التحكيم فيما بعد، بأن ركلة جزاء الهلال غير صحيحة، ولقاء الفيصلي وسالفة البطاقات وضياعها! فإذا كانت الأندية تدفع مبلغ لا يقل عن الـ170 ألف ريال؛ لاستقطاب حكام أجانب، وفي النهاية للأسف لا نعلم ما هي المعايير التي يتم الاختيار بها الحكام، وبالتالي تصبح فص ملح وذاب!
وهناك العديد من الحالات في لقاءات أخرى، ولكن تعد هذه الأبرز؛ كونها تخص منافسَين على بطولة الدوري، فمن هنا لا بد أن نؤمن أن أخطاء التحكيم جزء لا يتجزأ من لعبة كرة القدم.
في هذه العجالة، علّنا نطرح بين يدي لجنة التحكيم بعض المقترحات قد تفيد وتكون ناجعة، وهي بلا شك ليست بحلول حديثة أو جديدة، ولكن متى ما رغب اتحاد الكرة الرقي بمستوى التحكيم السعودي، فلا بد أن يتخذ عدداً من الخطوات، أهمها:
- احتراف التحكيم، إما بعقود تضمن حقوقهم، أو بإعارة الأبرز منهم من عمله كحال بعض الإداريين في الأندية.
- عمل دورات تحكيمية مكثفة، على مدار الموسم الرياضي، سواءً باستقطاب خبراء تحكيميين عالميين، أو انتدابهم في مراكز عالمية تختص بهذا الأمر.
أذكر بأن آخر حكم ساحة سعودي شارك في مونديال عالمي هو الدولي خليل جلال في مونديالي 2006 و 2010 في ألمانيا وجنوب أفريقيا على التوالي، بعدها لا أذكر اسماً آخراً تم منحه فرصة شرف المشاركة في بطولة مونديالية أخرى.
لذا متى ما كان اتحاد اللعبة بل وزارة الرياضة راغبة في إبراز الحكم السعودي، فعليها أن تطور من مستوى الحكم السعودي، حتى يكون على قدر كبير من المسؤولية في تحكيم لقاءات محلية، والاستغناء بشكل كبير عن الحكم الأجنبي، وأن تحافظ على حقوقهم (قبل وأثناء وبعد) أي لقاء، وأن يؤخذ عليهم القسم بعدم الميل لفرقهم حال صادف ذلك أي لقاء، وهذا أمر طبيعي أن يكون لكل حكم ميول، وفي حال كان هناك أخطاء فلا بد من وضع لائحة عقوبات صارمة في حقهم تحفظ حقوق المتضررين من أندية أو غيرها.
سلطانيات
حكمنا المحلي، متى يصبح عالمياً يشار إليه بالبنان؟!
@S_alsultan3
يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=35776
شاركنا بتعليق
سالم عايض القرني
الأثنين 8 شوال 1443هـ 9-5-2022م
أحسنت واكدت وامتعت
سالم ابو دانه