التاريخ الأسود للنظام الإيراني : نقل الكعبة والحج إلى قم

الصحافي – الرياض

قبل ظهور نتائج التحقيق في حادثة التدافع التي وقعت يوم العيد في شارع 204 في منى ، وضعت إيران نفسها في قفص الاتهام، بهجومها الإعلامي والسياسي على المملكة ، واستغلال الحادثة أسوأ استغلال، فلماذا إيران وقفت هذا الموقف؟ وكيف وضعت نفسها في دائرة الاتهام؟

ليس غريبا أن تقف الجمهورية الإيرانية ذلك الموقف ، إذ دأبت منذ وصول الخميني إلى الحكم عام 1979م على افتعال المشاكل مع المملكة العربية السعودية ولاسيما في موسم الحج، والسبب يعود إلى الاختلاف العقدي الكلي بين السعودية وإيران، إذ يرى الملالي في طهران أن المنهج السني الذي تسير عليه المملكة يسقط منهج الملالي ولا نقول المنهج الشيعي لأن إيران لا تمثل المنهج الشيعي في الواقع ، إنما تمثل منهجا عنصريا ضد العرب وضد الإسلام في الأساس وموقفهم من العرب في الأحواز حتى ضد من هم على منهج الشيعة خير دليل على مانقول، وملالي إيران ظلوا يحركون الفوضى على مدى سنوات بهدف إيقاف شعائر الحج تماما ، وقد أعلن عدد منهم ذلك صراحة ، عندما طالبوا أن تكون مدينة قم في إيران  هي العاصمة المقدسة وهي المكان الذي يجب أن يتجه إليه الحجاج بدلا من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بل أنهم صنعوا كعبة لهم تشابه شكل الكعبة المشرفة.

النظام الإيراني ما انفك يفتعل المشاكل ويحرك الفوضى في مواسم الحج المتعاقبة بدءا من عام 1402هـ وحتى اليوم، ففي ذلك العام تظاهر عدد من الإيرانيين أمام المسجد النبوي الشريف وحملوا صور الخميني في مشهد لا علاقة له بإقامة الشعائر الدينية ولا بموسم الحج ، ورغم تفريق قوات الأمن لتلك المسيرة إلا أنها استمرت في الأيام التالية تحاول خلق الفوضى في محيط مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وواصل النظام الإيراني أفعاله القذرة في العام التالي 1403هـ وجند عدد من الحجاج لارتكاب مجازر في بيت الله الحرام في مكة المكرمة من خلال سكاكين وأسلحة يدوية ضبطها رجال الأمن بحوزتهم، كما ضبطت في ذات العام في شهر ذو القعدة منشورات وشعارات وصور تتناقض ومناسك الحج.

وفي عام 1406هـ صادرت الأجهزة المعنية في المملكة العربية السعودية صورا ومنشورات لدى الحجاج الإيرانيين ، كما فرقت عدد من المظاهرات التي كانت تهدف إلى نشر الفوضى في موسم الحج، وفي ذات العام ضبط رجال الجمارك في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة مواد شديدة الانفجار تم وضعها في حقائب الحجاج الإيرانيين قبل مغادرتهم بلادهم بهدف استخدامها في عمليات تفجير لعدد من المواقع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وفي عام 1407 هـ تحركت مسيرات ومظاهرات للحجاج الإيرانيين أدت إلى إغلاق الطرق وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم، فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب، ثم بدأ المتظاهرون في التوجه إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام الخميني، فتدخلت قوات الأمن السعودية لتهدئة الوضع، لكن تعنّت الغوغاء أدى إلى حصول مواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين ما أسفر عن مقتل 402 شخصاً (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاجاً من بلدان أخرى).

وفي عام 1408هـ ارتكبت عناصر كويتية على علاقة مع النظام الإيراني عملية إجرامية عندما استخدمت غازات سامة في نفق المعيصم بهدف قتل الآلاف من حجاج بيت الله الحرام.