العروبة في غرفة الإنعاش(سارا خلف المحمد)
سارا خلف المحمد
" ما للعروبة تبدو مثل أرملة أليس في كتب التاريخ ، أفراح؟ "
قلوبنا ليست بخير، نعم لسنا بخير فنصفنا مصاب بذبحة صدرية والنصف الأخر بلا قلوب أصلاً .
منذ سنوات ونحن نتمزق أمام الشاشات في هذا الزمن العربي الرديء وهذه الحقبة التاريخية السوداء . في زمن العروبة الدامي، في زمن الشخير السياسي .
عندما يسكن الوطن قلبك بكل أوجاعه وفجائعه وحرائقة بكل الكوارث التي نعيش لا بد أن تصاب بألف ذبحة صدرية إذا كنت حقاً عربي .
في زمن الأفراح النادرة في زمن السقوط العربي المدوي، في زمن وأد الشهامة العربية، في زمن الخيام والعرب نيام .
مع كل شهيد يسقط ينهار جزء من قلبي، تحت ركام المنازل المدمرة، والبيوت التي تساقطت على روؤس أطفالنا فقدت جزء من قلبي مع من حرقوا ومن غرقوا ومن قطعت أوصالهم ومن عذبوا ومن انتهكت أعراضهم، كل هؤلاء أصابونا بأنهيارات داخلية وذبحات صدرية .
الحناجر التي صدحت يوماً بالحرية وقلعت ، اقتلعت معها جزء من حناجرنا.
استشهاد ريهام الدوابشه ولا تقولوا أنكم نسيتم أم الرضيع الذي حرق ! أعرف أن ذاكرتكم العربية ضعيفة في زمن الفجائع اليومية . ريهام لحقت بزوجها وصغيرها، رحيلها أحرق جزء من كرامتي العربية، وجعلني مبتورة الكرامة ممسوخة الهوية، لكنه لم يوقظ ضمير عرب التثاؤب .
شهداؤنا ليسوا أموات بل أحياء يرزقون . نحن الأموات، نستيقظ لنحصي الضحايا لنعيش الرعب، نشاهد نشرات الرعب العربي، نقلب القنوات من موت إلى موت، دوامة الموت تحيط بنا من كل جانب ونحن أمة لا حراك لها.
أعد دلة القهوة المسائية في محاولة للأسترخاء بعد يوم جديد دامي، أصب الفنجان الأول فيظهر على السطح طفل يغرق وأخر يحترق ونصف طفل مغطى بركام منزله … أصب الفنجان الثاني فيصيبني لون الدماء بالغثيان، دماء شهدائنا، دماء من سقطوا في أرض اليمن والشام والعراق، اشاهد صور الشهداء مبتسمين فرحين، فأحزن على نفسي وعلى من يظنون أنهم أحياء مثلي .
أترك القهوة العربية المليئة بصور وقصص الموت العربي وأهرب نحو البحر أبحث عن سكينة وهدوء بعيداً عن قهوة بنكهة الدماء وشاشات بلون الدماء . أجلس على الرمال فأجد نفسي محاطة بالجثث والأشلاء، أغمض عينيّ فأسمع صوتاً قادماً من البحر الأمة تحترق، الأمة تموت، الأمة تغرق في بحر اللا مبالاة .
تتوالى الأيام والشهور، تتبعها الفصول لم نعد نميز بين فصل وأخر كل الفصول ترتدي الجماجم، في الخريف تتساقط الجثث وفي الشتاء تتجمد الجثث فلا نجد مقابر تتسع لضحايانا، في الربيع نروي الياسمين بدماء الأبرياء فالدم في بلاد العرب أرخص من الماء .
لم نعد نثق بشيء.. ننام على موت ونستيقظ على مزيداً من الجثث، دلوني على وطن عربي واحداً ليس منه شهيداً أو قتيلاً أو جريح، آه يا أمة النزيف !
اصبحت قهوتنا العربية بطعم الدموع، ومجالسنا للعزاء والشهقات .
مع كل قافلة شهداء نقول"كل قافلة وأنتم نيام يا عرب، مع كل قافلة نقول: للجامعة العربية استمري بالشخير لا زال لدينا المزيد من الأبناء نقدمهم، منذ سنوات ونحن نموت ميتات مبتكرة، في الوقت الذي يموت فيه أطفالنا وتنتهك أعراضنا، ويستشهد شبابنا على بوابات الوطن تغط الجامعة العربية بنوم عميق" .
كل يوم موت جديد بطريقة جديدة في صنعاء يموت أبنائنا دفاعاً عن الإنسانية، في المساجد نموت دفاعاً عن ديننا، في دمشق نموت بألف طريقة، في بغداد نموت على يد الصفويون .
نموت في البر والبحر، نموت على الحدود وفي مكاتب الجمارك، يطاردون جثثنا بكاميراتهم ويدهسون أحلامنا بنعالهم .
ندفن في قبور الأبرياء، ونموت الف مرة لأجل من بقوا على قيد الحياة في حياة لا تشبه الحياة .
السادة النيام في بعض الأقطار العربية، وفي الجامعة العربية أرجوكم استيقظوا لبعض الوقت، الأمة بحاجة لعقولكم النائمة بل نحن في أحوج أوقاتنا فليستيقظ الجميع، الوطن يتعرض للسرقة في كافة الإتجاهات .
كيف تنامون يا أصحاب المعالي، كيف تنامون يا نبلاء أمتنا و جامعتنا وسط هذا الكم من الحرائق ؟
لكثرة تخاذلكم وفقدان الأمل بأستيقاظكم لم يعد أحد يفتقدكم، كدنا أن ننسى أن لدينا جامعة عربية، أو دول لا زالت على قيد الحياء . يد الصفويين قطفت ثمار النخل في العراق وأحرقت عرائش الياسمين في دمشق، وسرقت سعادة اليمنيين، ولا زال أصحاب المعالي في سبات .
أرجوكم لا تنسوا أن توفروا في الجلسة القادمة للجامعة العربية جرائد من النوع القديم تلك التي تحتوي على الكلمات المتقاطعة كي يتسلى وزراء خارجية الدول في زمن الأستشهاد العربي والموت العربي بحل الكلمات المتقاطعة كي لا يصاب اصحاب المعالي بالضجر، في زمن التضحيات والضحايا، في زمن اللا شهامة في زمن الخيانة والمؤمرات .. في زمناً بات الفصيل العربي مهدداً بالأنقرض، كل الفصائل والكائنات وجدت جمعيات ومنظمات متعاطفة معها وتعمل لأجل حقوقها وحمايتها من الأخطار، باستثناء الفصيل العربي لا أحد قلق على مصيره، ولا أحد يتحرك ولو أبيدت هذه الأمة عن بكرة أبيها.
ماذا بوسعنا أن نفعل لهذا العالم الذي فقد جميع قيمه ومبادئه أمام الجماجم العربية والأشلاء المقطعة ؟
الصمت الرهيب واللامبالاة أضحى جريمة بحق الدماء العربية الجارية، نحن في زمن لا يحتمل الحياد فكل من يدعي الحيادية مجرم وشريك في الأجرام، في زمن الأوجاع العربية، زمن المذابح اليومية .
الصامت قاتل واللامبالي قاتل والنائم قاتل، و من يحتسي قهوة المساء بشهية دون أن يشعر بطعم الدم المعدني قاتل .
سياسة اللامبالاة التي تتبعها بعض الدول وغض النظر عن المجازر والمذابح والحرائق، ستؤدي إلى أبتلاعنا دولة تلو الأخرى ، وأن اليد التي أمتدت إلى بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ستطال الجميع إن لم تبتر، وهذا الموت العربي الحالي هو موتنا القادم إن لم نتحرك .
لولا عاصفة الحزم التي حدت من توغل العدو وتوسعه بأبتلاع المزيد من البلدان لوجدنا أنفسنا مقيدون عن اليمائن والشمائل، عاصفة الحزم أنقذت شيئاً من كرامة هذه الأمة لكن ماذا عن الدول الغارقة في الذل؟
والسادة النيام هل ستنهضون لإنعاش بقايا عروبتكم ؟
بأمر الملك سلمان..تحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة غير ربحية ..... المزيد
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين..مركز الملك سلمان ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة ..... المزيد
المؤتمر الوزاري العالمي من جدة: إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات ..... المزيد
ولي العهد يلتقي الفريق الطبي السعودي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم ..... المزيد
“الصحة”تطلق حملة التحصين التكميلية للحصبة والحصبة الالمانية والنكاف ..... المزيد
استراتيجية القيادة الإدارية لتحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠
حصة عوض المالكيفهم ما يجري في المنطقة من اضطرابات
صدقة يحيى فاضلمجتمعنا بحاجة لمؤسسة تعزيز الصحة
الدكتور عبدالرحمن القحطانيهل بدأ اليوم التالي في المنطقة؟
حمود أبو طالبدعوة ينبع الصناعية تكرم المميزين والمنتظمين في برنامج تحصين ..... المزيد
سفارة كازاخستان تكرم الإعلامي نزار العلي بجائزة التميز الاعلامي ..... المزيد
ساعي القانونية تنفذ مبادرة (فسأل به خبيرا ) القانونية ..... المزيد
البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل ..... المزيد
التعليم: لا علاقة للعلاوة السنوية بالرخصة المهنية ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد