(الڤار) العربي و(الڤار) الغربي!
الأثنين 11 ذو القعدة 1442هـ 21-6-2021م - 09:53:56 ص
سلطان السلطان
نقطة واحدة فرقت، فأصبح البون شاسع بينهما… فمن خلال متابعتي للبطولة الأوروبية، والتي تجري أحداثها هذه الأيام، لفت انتباهي أمر جميل، وقلّ بل وقد يكاد معدوماً في ملاعبنا المحلية.
تقنية الـ(VAR)، أو ما يسمى بتقنية الفيديو، والتي خصص لها عدد ثلاثة حكام إلى أربعة في بعض الأحيان، وتقني خاص للأمور التقنية الخاصة بالفيديو.
ويحتاج تطبيق الفار إلى وجود 12 كاميرا على أقل تقدير في الملعب حتى تغطي كل الزوايا التي يمكن للحكام رؤية الحالة من خلالها، وقد وصل عدد الكاميرات في مونديال روسيا إلى 45 كاميرا موزعة على أرجاء الملعب بالتنسيق مع قسم الفار في الفيفا.
هذه التقنية كانت ولا زالت حتى يومنا هذا الأكثر جدلاً في عالم كرة القدم منذ تطبيقها الرسمي لأول مرة بكأس العالم في روسيا 2018، وشهدت 455 حالة راجعها الفار، منها 20 حالة راجعها الحكام من خلال الشاشة في الملعب أثناء المباريات.
ثم توالت المسابقات والبطولات المختلفة في بقية القارات الخمس باستخدام تقنية الفيديو، خاصة اللقاءات القارية، بدءاً بأوروبا مهد كرة القدم.
ما لفت انتباهي في بطولة كأس أمم أوروبا 2020 الحالية، هو التفاهم الكبير والجميل والرائع، بين حكم الساحة، ومعاونيه في غرفة (الفار)، فلم نجد أياً من حكام هذه البطولة يذهب إلى الشاشة المعدة له خارج إطار الملعب؛ لاتخاذ القرار من عدمه كما هو الحال في بقية البطولات، بل يتم اتخاذ القرار في غضون ثلاثين ثانية على الأكثر، ودون تردد؛ ويعود الفضل في ذلك التفاهم بين قضاة الملعب، خلاف ما نشاهده في ملاعبنا المحلية، خصوصاً في بطولة الدوري للموسم الرياضي المنصرم قبل أسابيع.
للأسف بعض قرارات التحكيم يملّ المشاهد واللاعبين من انتظار الحسم للحالة التحكيمية المشتبة بها، فبعض الحكام قد تصل محادثته مع مساعديه عبر (المايك) أكثر من خمس دقائق تزيد أو تنقص بقليل، قبل التوجه إلى الشاشة، وهناك فيلم آخر نشهده جميعاً!
لكن دعونا نتعرف عن أهم الحالات التي يعود لها الحكم والمتمثلة في: عبور الكرة خط المرمى من عدمه، أو التسلل في حالة الأهداف المشكوك فيها، وحالات الطرد والإنذار للاعب الذي ينذره الحكم أو يطرده عن طريق الخطأ بدلاً من زميله، وركلات الجزاء المشكوك فيها التي احتسبت أو التي لم تحتسب، وذلك وفق المادة الخامسة من القانون رقم 4.
حقيقةً الأخطاء في عالم كرة القدم لم تنته تماماً، حتى في وجود هذه التقنية(الذكية)، إلا أنها لم تمح الأغلاط التي يقع فيها حكام اللقاء بشكل كما كنا نتمناه متابعي هذه اللعبة.
في هذه الحالة لن نلوم هذه التقنية فهي بريئة(براءة الذئب من دم يوسف)، بل نجد بعض الحكام هم من يتقمصون دور إخوة يوسف، ويقعون عمداً في أخطاء ليس (للذئب) ذنباً فيها!
لذلك نأمل ونرجو أن تتنبه، وتنبه لجنة الحكام إلى هذا الأمر في الموسم الرياضي القادم، ولعلها تقيم دورات تثقيفية وتعريفية بل وتعليمية لهذه التقنية، والخروج من موسم مُرضٍ تخلو فيه الأخطاء أو تقل، والتي وقع فيها بعض الحكام!
وزارة الرياضة لم تألوا جهداً في أن تُظهِر دورينا وتجعله في أبهى حلله، ولن تقصر تماماً في توفير ما من شأنه أن يجعل رياضتنا في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
فحباً وكرامة من اتحاد الكرة ورئيسه الفاضل، أن يكون أكثر اهتماماً واجتهاداً في العمل على تلافي الأخطاء، وتطوير اللجان المختلفة، ومنها(لجنة الحكام).
فرئيس الاتحاد حتماً يسعى إلى أن يكون اتحاده في مقدمة الاتحادات، كيف لا، واللعبة تعد من أكثر الألعاب شهرةً ومتابعة وشعبية.
كل التوفيق لمسؤولي رياضتنا، وكلنا أمل في عملهم، فوزير رياضتنا رجل شغوف ومحب لعمله، وسنشد على عضده، ونقف معه، تحفيزاً وتشجيعاً، وبطرح الأفكار والآراء التي تصب في مصلحة رياضة بلدنا.
يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=31887
شاركنا بتعليق
د. أشرف سالم
الأثنين 11 ذو القعدة 1442هـ 21-6-2021م
أحسنت يا أستاذ سلطان
المقال متميز من حيث المضمون؛ لأنه يدعو لأن تكون “الفار” إيجابية ومحفزة للعبة وليست معوقة لها.
كما يتميز المقال بلغته الراقية والصور البلاغية الجميلة؛ لقد حولتَ المقال الرياضي إلى مقالٍ أدبي.