(حلول سحرية على أنقاض وطن ) سارا خلف المحمد

سارا خلف المحمد
حذاري من التوهم بأن هذه الإجتماعات المكوكية السرية قادرة على حل أزمة أو عقدة الشرق السورية، حذاري من أنتظار حلول سحرية، أو معجزة تنهي هذه الحرب، دفع السوريين ثمن الحرية بحر من الدماء، على مدى اربع عقود .
عندما يقتل أبن عّم الرئيس عقيداً بالجيش لمجرد أنة لم يستطع تجاوزه بسبب الزحام، هل تستطيع عقولكم أن تستوعب كمية الإجرام والذل والمهانة التي تحملها الشعب من قبل هذه العائلة الوضيعة على مدى عقود من الفجر والظلم والأستبداد؟
أيها المتباكون على مأساتنا، يا اصحاب الضمائر التي استيقظت من غيبوبتها، والقلوب الرحيمة، من دفع الثمن على مدى خمس سنوات لن ترضيه الحلول السحرية، والقاتل لن يستطيع أحداً إعادة تأهيله، من قصف المدارس وقتل الأطفال وهجر الملايين لا يمكن أن يكون من ضمن حلولنا .
المصيبة أن الجميع منشغل ويخطط لا لنصرة ثورتكم العظيمة بل لإنهائها بأي ثمن ، حتى وإن كان العودة لما قبل ٢٠١١ م كلٌُ حسب ما تقتضيه مصلحته، باستثناء السوريون منشغلون بإنجاح ثورتهم، بدفع ثمن الحرية التي طال إنتظارها، ثمن الخلاص من حكم الجبابرة .
الإجتماعات السرية لم تعد تفي بالغرض أيها السياسيون، بعد خمس أعوام من الدماء .
أنصاف الحلول لا تكفي هذا الأعصار السوري الذي ابتلع الملايين .
أرتاحوا أيها الساسة، أريحوا طائراتكم ووفروا على انفسكم مشقة الإجتماعات التي تنتهي عادتاً بقرارات إنشائية . لم تعد الإجتماعات التخديرية تجدي نفعاً، ولا البيانات المعدة مسبقاً تهمنا .
أين كُنتُم ونحن ننزف منذ سنوات ؟ من نزف كثيراً لا يقبل بأنصاف ثورات وأنصاف طغات .
في زمن الخذلان العربي والذل والردى، لم نعد بحاجة ، لمؤتمراتكم أغلقوا قاعات التصفيق والشجب والنعيق ، ثورتنا أكبر من حجم اجتماعاتكم .
أين كُنتُم في زمن الصواريخ البالستيه والبراميل اليومية ؟
ألم تمر طائراتكم في سماء المجازر اليومية ! اين كُنتُم في زمن المجازر اليومية والغازات الكيماوية ؟
مررتم فوق أشلائنا المقطعة ومقابر أحلامنا .
دعكم من هذه الإجتماعات الوهمية ما عاد الزمان زمانكم، أغلقوا قاعات البهرجة الأعلامية .
نمى القهر واشتد عوده، لم تعد كسرة الخبز في مخيماتكم تكفينا، لم تعد أناشيد الطفولة ، وبلاد العرب أوطاني تطربنا، لم تعد تحرك مشاعرنا، لم يعد أطفالنا يرسموا العربي قوياً ممشوق القامة بعظلات حديدية . لن ندرسهم بعد اليوم الكرم والشهامة العربية ، لأنهم لن يصدقونا، بعد أن ذاقوا مرارة المخيمات العربية .
لن تستطيع طاولاتكم أن تحجب حلماً دفعنا ثمنه نصف مليون شهيد، بعد أن أصبحنا على مشارفه .
الأحلام الذابلة لم تعد تغرينا بعد أن تعلمنا كيف نحلق فوق السحب بعد أن عرفنا أن الأحلام الذابلة لا تحررنا، بل تزيد زمن عبوديتنا وعذابنا تزيد قهرنا دون أن تحررنا .
خمس من الدماء والأشلاء مرت ، وبراميل الحقد النصيرية تقطع أوصالنا ونار الحرب تفتتنا .
في بداية ثورتنا حاولنا التصالح مع ضمائركم ، توددنا لكم صفقنا لإجتماعاتكم لكن بقي صمتكم يقتلنا وطائرات تحالفكم تمر من فوق أشلائنا، بدأنا نستيقظ من حلمنا عندما شاهدنا الرعب في عيون أطفالنا من طائراتكم، عندما قتلتم أطفالنا خطأ وما اكثر أخطائكم !
حاولنا أن نصدق صداقتكم ، لكن أفعالكم لم تكن أفعال أصدقاء ! اصبحت صداقتكم لعنة على ثورتنا ، التي لم يكن ينقصها سوى هدير أصوات طائراتكم ، وها أنتم بعد صمت طويل تبحثون عن أنصاف حلول تبحثون عن شمعة وسط ركام هذا الوطن . نفضل الظلام على ضوء الشموع .
حين تجتمعون سراً وتخططون سراً وأنتم لا تبحثون عن حلول بل عن أنصاف حلول .
دعونا نضمد جراحنا بغرف العمليات البدائية، ونخرج رصاص الغدر بوسائلنا التقليدية .
أغلقوا غرف العمليات المجهزة ما عادت تلزمنا، اعتدنا البدائية، أعتدنا الإجتماعات في الكهوف .
خمس سنوات ونحن نعيش في الظلام ونتوشح بالسواد .
أمام هذا السواد وهذا الدمار وهذا الركام نرفض الإستسلام، الحلول السحرية المعدة بالغرف السرية لا تناسب حجم مأساتنا، جراحنا أعمق ، دعونا نخرج القلة القليلة من الأصدقاء من بين هذا الكم الهائل من الأعداء، دعونا فقد مللنا الدماء مللنا الركام مللنا البكاء ، لم نعد نمتلك القدرة على التطبيل والتهليل لنصر كاذب ، لنصر ستبنى أساساته على رفات اجسادنا ، أقلامنا تكسرت ، دفاترنا احترقت شعراؤنا صلبوا على أبواب دمشق القديمة ، لم نعد نجيد قصائد المديح والتمجيد، أيدينا مقطعة غير قادرة على التصفيق، ذاكرتنا لا زالت تنزف أحلامنا ، لا زلنا نحاول النهوض بها ولن نرمي بها في سلة مهملات السياسة ، معتقلونا لا زالو ينتظرون شمس الحرية، شبابنا لا زالو عالقون وسط المحيطات والبحار، أطفالنا جياع على عتبات مخيمات الجوار، مخيماتكم تقتلنا، ومطاراتكم تطردنا، كنا قلب العروبة واليوم العروبة تمزقنا.
انزعوا الأقنعة والشعارات التي تزين قاعات إجتماعتكم ، لن تزيفوا التاريخ مرة أخرى لأننا نحن كتاب التاريخ هذه المرة .
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهريانطلاق التصفيات النهائية لمسابقة ” أفرح حافظا ” بتنظيم جمعية هدى بشرق مكة ..... المزيد
ال طروش يحتفلون بزفاف الدكتور يحيى ..... المزيد
أعضاء مجلس شموخ وطن يحتفون بالشيخ محمد بن علي الغبيشي ..... المزيد
أمانة جدة تحصد شهادة غينيس للمرة الثالثة ..... المزيد
أمانة جدة تنظم حفل معايدة لمنسوبيها ..... المزيد
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد