الفصيل الإيراني المعتمد

ابراهيم الفرحان
ربما تكون منطقة الشرق الأوسط المنطقة الجغرافية الوحيدة في العالم التي يكون فيها خاسرون ورابحون كثر في جميع أنواع الصراعات والفوضى التي تشهدها.
وتظهر إيران التي تعتبر أحد مؤسسي اللعبة، والتي تتقدم بخطوات ثابتة، بسياستها المزدوجة، نجاحا كبيرا في التواجد دوما بجانب الطرف المنتصر.
واستكمالا لمقالي السابق حول العلاقة التاريخية الإيرانية مع الجماعات المتطرفة، نذكر هنا بعض الوثائق والدلائل حول علاقة «نظام بشار» بتنظيم داعش واللذين عرفا بتشابه عضوي في الأساليب والنشاط.
العلاقة بين الطرفين «تحت الرعاية الإيرانية» وصلت إلى حد «التصاهر» وهذا ما أسمته المعارضة السورية في وقت سابق، حيث أفادت شهادة مسؤولين في الجيش الحر، أن قادة داعش أنفسهم كانوا ضباط أمن لدى النظام مثل مهند جنيدي الذي كان مسؤولا عن التحقيق مع الذين ذهبوا للعراق من المقاتلين في دير الزور، ثم شوهد لاحقا في ريف إدلب مرتديا لباسا أفغانيا بعد أن أصبح زعيما في داعش.
كما أن الائتلاف السوري وثق عبر موقعه الالكتروني، في الفترة التي بدأت فيها الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2، أنه حصل على جواز سفر»أبو حفص المصري» أحد قادة داعش في منطقة «جيبرليس»، وذكر أن جواز السفر به عدة تأشيرات دخول وخروج لروسيا وإيران.
كما عثر على جوازات سفر للعديد من مسلحي «داعش» الذين وقعوا في الأسر، موجود بها تأشيرات روسية وإيرانية.
بدا توحيد الأهداف بين الأسد وداعش واضحا في معركة حمص «أبريل» الماضي، وما تلاها من معارك بين الجبهة الإسلامية وداعش في حلب، حيث وفرت طائرات النظام غطاء جويا لمقاتلي داعش، الأمر الذي سهل تقدم مقاتلي داعش وتنقلهم بين المدن.
كما التزم نظام بشار بعدم قصف مقر داعش في جرابلس في الرقة على حدود تركيا وبلدة الدانا في ريف إدلب في شمال غرب البلاد، رغم قصفها لمناطق الجيش الحر القريبة من مقار داعش في تلك المناطق.
ونتذكر أيضا عندما وقعت ريف إدلب تحت سيطرة الجيش الحر، قصف النظام السوري المنطقة حتى عادت تحت سيطرة داعش ورفع علمها على أحد الأبنية.
أردت من خلال ذكر بعض الحقائق والوثائق في هذا المقال وما سبقه، تأكيد أن «إيران» أصبحت الآن «الأب الروحي» لتنظيم داعش، وأصبحت هي من يحركه على الأرض ويخطط لعملياته، داعش أصبح فصيلا إيرانيا بامتياز، يجب على دول الخليج التعامل معه على هذا الأساس حاله كـ»حزب الله» و«الحشد الشعبي» وإن قدم نفسه على أنه المسلح «السني» المنتشر في العراق وسوريا لدحض التمدد الشيعي «الإيراني» في المنطقة.
بل وأزعم أن خطة ما يسمى بـ»الذئب المنفرد» التي أعلن عنها داعش الأشهر الماضية، والتي استهدفت خطتها مساجد خليجية على رأسها السعودية، هي تدبير إيراني صرف، وهي حرب بالوكالة من نوع آخر «فريد» توصلت فيه إيران إلى أن «الإرهابي» يمكن ألا يملك تنظيما ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، فهو شخص وحده يخطط وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد سواه.
لقد توصلت إيران إلى أن هذه العمليات الفردية تسبب إحباطا وارتباكا لدى أجهزة الدولة، لأنه لا يمكنهم التوصل لأفراد الجماعة والتنظيم والبحث عن الخيوط لإحباط أي عمل ثان أو إيقاف المنفذين الذين خططوا وجهزوا ونفذوا وإنما الأمر كله يمكن أن يتم بعمل فردي.
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد