اللائحة التعليمية: حاجز أم حافز؟!
الأثنين 12 ذو القعدة 1440هـ 15-7-2019م - 19:17:23 م
سلطان السلطان
في الدول المتقدمة نجد جل اهتمامها التعليم، وهذا أمر لا مفر منه، فهو علامة تقدم البلاد وازدهارها.
ففي فنلندا بلد التعليم الأول على مستوى العالم-على سبيل المثال لا الحصر- نجد أن المعلمين عندهم لا يخضعون للتفتيش (التربوي) ويمنحون رواتب مجزية وساعات العمل لديهم أقل بكثير من الدول التي تزعم تقدمها في التعليم!
في اللائحة التعليمية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة التعليم مؤخراً، نجد أنها تقف حاجزاً أمام طموحات مربي الأجيال، فمسألة (العلاوة) التي يستحقها المعلمين هي حق قد كفلته لهم الدولة، وللأسف ظهر على السطح من ينادي بتخفيض راتب المعلم وتقليل مدة إجازته الرسمية! وبمرور الوقت زاد نحيبهم وتعالت أصواتهم وأصبح صراخهم علامة الجودة مع نهاية كل عام دراسي!
هؤلاء الذين لا يكنون للمعلم أي احترام، هم من أوائل المطالبين بعودة الدراسة، ليس حباً فيها أو خوفاً على مصالح أولادهم، ولكن لأنهم عجزوا عن متابعتهم طيلة الإجازة، ويبحثون عمن يقوم مقامهم، ويريح عقولهم من الإزعاج الناجم من هؤلاء الصبية طيلة فترة الإجازة!
قبل أسبوع تقريباً طلعت وزارة التعليم باللائحة التعليمية الجديدة، ظناً منها أنها ستكون حافزاً لكادرها التعليمي؛ لتطوير قدراتهم، وما هو في الأصل إلا (حاجز) لهم! وسيتضح كل ذلك جلياً في أعوام قادمة، وسيكون (الطالب) أحد المتضررين من هذه اللائحة!
إذا كانت الوزارة تنشد التطوير، فما عليها إلا القيام بعمل دورات (مكثفة) كل في اختصاصه، وليس كما نراه اليوم الدورات(على قفى من يشيل) وكل من هب ودب يدخل في أي دورة بعيداً عن تخصصه؛ من أجل (ملف الإنجاز)! الذي أرهق المعلمين والمعلمات وأصبح هاجسهم الوحيد، وملء ملفات الوزارة بالأوراق ليس إلا!!!
المشرفون التربويون يتحملون الجزء الأكبر في ذلك؛ لا هم لهم سوى عمل دورات وقبض مبالغ مالية عن عمل هو من اختصاصهم وأساس عملهم، ولا يأبهون بنوعية الدورات ولا بمن سيلتحق بها! المهم أن تقام الدورة يعني (الكم وليس الكيف)!
بالنسبة للائحة وأراها من -وجهة نظر شخصية- بل كما يراها المعلمون والمعلمات أنها مجحفة وظالمة لهم، فالعلاوة التي هي أساس (الراتب) وحق من حقوقهم، وليس من حق كائناً من كان أن يجتزئها إلا بعد موافقة رسمية من مجلس الوزراء، شرط إيضاح أن اللائحة هي في الأساس لغربلة (العلاوة) وليس التطوير كما يزعمون! حينها لن المجلس عن ذلك وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده-حفظهما الله.
فالتعليم بعد أن وضعت هذه اللائحة (ظناً) منها أنها تطويرية، ما هي إلا قاتلة ومدمرة لنفسيات المعلمين والمعلمات، فبدلاً من أن تبحث عن التطوير الحقيقي، بإقامة دورات تدريبية من قبل مدربين (معتمدين) من خارج وزارتها إن تطلب الأمر، وأن تمنح هذه الدورات لجميع المعلمين والمعلمات (دون محاباة) من قبل المشرفين أو مدراء المدارس!
للأسف فأنظمة التعليم مؤخراً ضد المعلم والمعلمة، وقرارات الوزارة تنهش فيهم، وإدارات التعليم تعزز أي عمل ضد المعلم!
الحديث في مشاكل وهموم المعلم ذو شجون، ولن يكفيه هذا المقال لسردها، والتي يعانيها الكادر التدريسي في الميدان التعليمي.
سأترك لكم حق الرد لمن أراد ذلك، وكانت له قرائن وشواهد وأدلة تجيز للوزارة وضع هذه اللائحة بحجة التطوير لا (اجتزاء) مرتبات المعلمين والمعلمات!
سلطانيات
المعلم أساس العملية التعليمية، فبدونه وزارتكم لا شيء!
@sultanalghamd12
يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=27038
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد