سالم الحداد: الرجل الذي أفنى جل وقته خدمة لدينه ومجتمعه

الصحافي (العـلا)

لقد أفل بجسمه ، ولكنه سيظل باقياً في ذاكرة ، وقلوب كل من أحبوه أو تتلمذوا على يديه أو ممن طرقوا بابه لهدف المشورة أو وقفة إنسانية . إنه المربي الفاضل والمُعلم المخلص والشاعر والأديب الذي تميز بدماثة الخلق والتواضع الجم والحكمة وبعد النظر الأستاذ القدير / سالم بن محمد الحداد . الرجل الذي افنى جلّ عمره ووقته في خدمة مجتمعه ووطنه ، ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فقد ولد عليه شآبيب رحمة الله ورضوانه بمحافظة العلا عام 1352هـ ، وتلقى تعليمه الأساسي فيها ، ومن ثم تم تعيينه بعد ذلك مُعلماً بمنطقة الجوف حيث قام بافتتاح مدرسة قارا الابتدائية عام 1369هـ  ثم مديراً لها ثم انتقل مراقباً لمدرسة سكاكا الابتدائية ثم وكيلا لها ثم مديراً لمدرسة دومة الجندل الابتدائية ، وفي عام 1373هـ نقل إلى محافظة العلا وعُين مديراً للمدرسة الابتدائية السعودية ثم وكيلا لمدرسة المنشية عام 1374هـ بالإضافة إلى إدارة معهد المعلمين ، وقد تخلل هذه الفترة حصوله على عدة دورات ومنها (1) دورة صيفية لتدريب المعلمين بالطائف عام 1375هـ (2) دورة مديري المدارس المتوسطة والثانوية بالطائف عام 1376هـ اعقبها دورة لمديري المعاهد ودبلوم اللغة الإنجليزية من مدارس المرسلات المصرية ، ولطموحاته يرحمه الله فقد واصل دراسته وتحصل على شهادة كفاءة المعلمين ، ومن ثم الكفاءة المتوسطة عام 1383هـ بالإضافة لقيامه ببعض المهام التعليمية التي أسندت إليه من قبل الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة التي تتبعها محافظة العلا إدارياً والتي من أبرزها مسح القرى المحيطة بالعلا للتعرف على احتياجها من المدارس ، فضلا عن إشرافه على السياحة والآثار واستقباله ومرافقته للزوار والسياح وكبار المسئولين القادمين للمحافظة للتعرف على آثارها ومناظرها الطبيعية الخلابة وهو الدور الذي أشبه ما يكون بمرشد سياحي اليوم بالإضافة لأعمال أخرى في مجال الصحافة والإعلام حيث كان مراسلاً وكاتباً لعدد من الصحف كصحيفة البلاد والمدينة وكذلك بعض المجلات الأدبية ومنها قافلة الزيت والتي لا تزال تصدر حتى وقتنا الحاضر عن شركة ارامكوا السعودية . أما في مجال الشعر فله الكثير من القصائد الشعرية المتنوعة الأغراض والتي يغلب عليها التشبيه والوصف والمدح والنصح والإرشاد وسهولة الالفاظ والمعاني ، وما ذلكم إلا ناتج عن عمق تفكيره ، وسرعة بديهيته وسعة اطلاعه من ذلك قوله في معشوقته العلا :
أحب العـلا حباً وأذكر فـضلها * كما تذكر الخنساء في شعرها الفخرا . وآثـارهـا صارت تُزار لسائـح * ومن شك في الآثار فـليقـصد الحجرا . هذي العـلا أم الحضارة والوفا * عـروس يُساق المال من أجـلها مهرا
وكذلك قوله في نصح قائد المركبة :
تأكـد مـن الـطـرقـات وأعـلـم أنها * مُـخـطـطـة تعـطي دلـيـلاً إلى الـهـدا . علـيهـا إشارات السـلامـة فـأنـتـبه * خـصوصاً إذا صـار الطريـق مُعـبدا . . وأن أبـصرت الإشـارة فـأحـترس * وطـعـهــا تـمامـاً ولا تـكــن مـتـرددا .
وفي الختام نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ، وأن يسكنه الفردوس الأعلى في الجنة ، مع صادق عزائنا ومواساتنا لأبنائه واخوانه وعموم أقاربه وأصدقائه ومُحبيه في مختلف أنحاء المملكة .
(كتبه: عبد الفتاح بن أحمد الريس، الباحث التربوي والمؤرخ عضو الملتقى الإعلامي بمنطقة تبوك) .