حياة في الدشارة
عبدالله المزهر
أظن ـ والله أعلم ـ أن أكثر سؤال مستفز يمكن أن يوجهه قارئ إلى كاتب يومي هو سؤاله عن الفائدة من مقاله.
وغالبا فإن السائل يريد من الكاتب أن يتحدث عن مشكلة ما ويفتعل شجارا مع أحدهم بالنيابة عنه، وهذا قد يحدث أحيانا ولكني لا أعلم من هو صاحب فكرة أن المقال لابد أن يكون حتما حديثا عن مشكلة.
ومنذ أن اخترعت هذه الفكرة الحمقاء فإن المقال يكون مقروءا حين يكون فيه هجوم حاد على شخص أو جهة ما، ويصبح الكاتب جهبذا فذا لا يشق له غبار حين يهاجم أو ينتقد جهات يظنها القارئ خطا أحمر. حتى لو لم يكن في مقاله جملة واحدة مكتوبة بشكل سليم، سيكون كاتبا عظيما حتى لو عاث في اللغة فسادا.
وهذا خلط بين بين الرأي وبين المقالة التي هي فن مستقل لا يشترط أن تعبر عن رأي ولا أن تكون لسان حال الناس وتعبيرا عما يريدون من السلطة.
وبالطبع فإنه لا يوجد ما يمنع اجتماعهما، ولا يوجد أيضا ما يمنع أن يكونا شيئين مختلفين لا علاقة لأحدهما بالآخر.
ولو تعاملنا مع كل الفنون بذات الطريقة فسيتحتم علينا أن نحتج على بشار بن برد ـ على سبيل المثال ـ حين قال :
هل تعلمين وراء الحبّ مَنزلةً
تُدني إليكِ؟ فإن الحبّ أقصاني.
ونقول له : «وش استفدنا؟ « هذه مشكلتك وحدك ولا علاقة لنا بها، أين أنت من قضايا السكن والبطالة أيها التافه؟!
ثم إني أكون في أشد العجب، وتتملكني الدهشة حين أجد شخصا ينتظر مني أن أحل مشكلة تواجهه، وآخر يريد أن أقدم حلولا للحكومة، وثالثا يبحث بين السطور عن اختراع طرق أفضل لعيش الناس.
ولا أعلم كيف يمكن أن يثق إنسان في حل لمشكلة عامة يقدمه شخص لم يستطع حل مشاكله الخاصة، وما زال يبحث عن طريقة يعيش هو بها.
والشيء بالشيء يذكر، وحتى نكون على بينة من أمرنا جميعا، فلتعلم عزيزي القارئ أني حين فكرت في تأليف كتاب عن حياتي لم أجد له عنوانا أنسب من «حياة في الدشارة»، صحيح أني تراجعت عن الفكرة، لأن حبي للأشجار كان أكثر من حبي للتأليف، وآثرت أن تبقى الشجرة التي ستتحول إلى كتاب عن حياتي في مكانها، وألا تمتد لها يد محتطب أو دار نشر. لكن أريد من إعلامك بالقصة أن أدعك تواجه ضميرك ـ إن وجد ـ وتعلم وتتعلم ممن تأخذ النصائح وممن تستفيد.
وإن ظننت يوما أيها القارئ العزيز أنك ستستفيد من كاتب في صحيفة، فتوقف وانتبه لنفسك فأنت على ما يبدو تعاني مشكلة أكبر من مجرد اختلاف الأذواق، أنت بحاجة إلى علاج عاجل وإلى جلسات نفسية، وإلى رقية شرعية لعلك بعد ذلك تهتدي وتبصر الطريق الذي أضعته.
وعلى أي حال ..
إن أردت الفائدة فعليك بالعسل وتناول الفاكهة بشكل يومي، ومارس الرياضة، وابتسم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فما أكتبه لا يحتوي على فيتامينات ولا مكملات غذائية، ولم يثبت بعد أن قراءة مقالي يوميا تحارب التجاعيد أو تطيل العمر.
أمانة جدة تستضيف ركنًا توعويًا بالشراكة مع مجمع إرادة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ..... المزيد
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
قدوتنا يهزه الفقد وأحد المشاهير تهزه درجة الامتحان
محمد بن عبدالعزيز الحارثيدور المهرجانات في الحراك الثقافي
الدكتور خالد الخضريسفراء الشبابية تحتفل بالاكاديميات الرياضية ..... المزيد
سمو الأمير سعد آل سعود يحيي ليلة شعرية في الهيئة الملكية بينبع ..... المزيد
المسؤولية الاجتماعية بنادي الاتحاد تستقبل ” قطرة عطاء “ ..... المزيد
الدكتور رياض الغامدي رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الباحة ..... المزيد
ضمن حملة أطلقها سموه..ولي العهد يتبرع بالدم في بادرة إنسانية كريمة ..... المزيد





















شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد