رئيس “إكرام” الخيرية لـ”الصحافي”: أمير الباحة يضع حجر الأساس للمنتجع الوطني في شعبان المقبل

*بيروقراطية الجهات الحكومية تؤخر الإنجاز

*رجال الأعمال في الباحة مقصرون

حوار- سلطان السلطان

أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية(إكرام) الخيرية في منطقة الباحة الدكتور سعيد بن سعد المرطان أن فكرة إنشاء الجمعية انطلقت من واقع ملموس في احدى زياراته في محافظة بلجرشي، تعرف فيها على عدد من كبار السن الذين حرموا الأبناء.

وقال المرطان في حوار أجرته معه “الصحافي” البدايات والحوافز كانت وراء إنشاء هذه الجمعية، كانت من خلال واقع ملموس عشته شخصياً، في إحدى زياراتي في محافظة بالجرشي، وتم التعرف على عدد من العوائل اللاتي حرمت من الأبناء، والبعض من كان لهم أولاد ولكنهم بعيدين عنهم لسبب أو لآخر، وهؤلاء ممن زرتهم من كبار السن، وهم بحاجة إلى رعاية من أشخاص يتواجدون معهم، وليست الحاجة إلى المال فقط”.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

*بادئ ذي بدء، نشكر لكم استضافتكم لنا في منزلكم العامر، وبودنا لو نسألكم مباشرة عن جمعية إكرام، كيف كانت البدايات، ومن أين نبعت هذه الفكرة؟

-البدايات والحوافز كانت وراء إنشاء هذه الجمعية، كانت من خلال واقع ملموس عشته شخصياً، في إحدى زياراتي في محافظة بالجرشي، وتم التعرف على عدد من العوائل اللاتي حرمت من الأبناء، والبعض من كان لهم أولاد ولكنهم بعيدين عنهم لسبب أو لآخر، وهؤلاء ممن زرتهم من كبار السن، وهم بحاجة إلى رعاية من أشخاص يتواجدون معهم، وليست الحاجة إلى المال فقط.

وقد وجدت أن مساعدة البعض منهم تحتاج إلى أخذه إلى مكان آخر وتغيير بيئته؛ ليتم تأمين المأكل والمشرب لهم، وكذا الرعاية الاجتماعية والنفسية والثقافية والصحية، فالقضية ليست مسكن فقط، فالكل يملك مسكن خاص به، لكن لا يوجد معهم من يقوم على رعايتهم والاهتمام بهم وتقديم العون لهم.

من هنا انطلقت الفكرة، وبدأتُ في البحث عن كيفية ترجمتها على أرض الواقع، وبالفعل ها هي تترجم إلى إنشاء جمعية، بعد أن تم التواصل مع كثير من الإخوة الذين رحبوا بها، وأصبحوا أعضاء مؤسسين للجمعية، وبدأنا بإنشاء جمعية خيرية لرعاية كبار السن، تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.

*هل واجهتكم صعوبات أو معوقات لإصدار تصريح للجمعية من الجهات المسؤولة؟

-التصريح والموافقة أخذ منا وقت طويل قاربت الأربعة أعوام، فالقضية ليست صعوبات، بقدر ماهي نوع من البيروقراطية؛ كون الفكرة حديثة ومفهومها جديد، وإن كان البعض قد استشعر أهمية وجودها فيما بعد.

*هل تستهدف الجمعية شريحة وسن معينين لتقديم خدماتها؟

-كبار السن من الجنسين هما الشريحة المستهدفة، خصوصاً كما ذكرنا ممن حرموا من الأبناء والبنات، فالجمعية لا تقدم مساعدات مادية أو عينية فقط، بل تتعدى إلى إقامة خدمات توعوية، وعمل برامج مفيدة لهم، بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة والتي من شأنها تقديم برامجها وأنشطتها فيما يكون صالحاً لمرتادي الجمعية.

من هنا نبعت فكرة إنشاء:(منتجع إكرام الوطني).

*هل المساعدات تكون داخل منزل المستفيد، أم يتعدى ذلك ليصل إلى داخل المنتجع؟

-توجد هناك شرائح مختلفة، فمنهم من تقدم لهم الخدمة في منازلهم، وأخرى يتم العمل لهم على إيجاد مأوى في جمعيات تقوم على رعايتهم، كل حسب حاجته مثل: ممن ابتلاهم الله بمرض الزهايمر، فيتم التواصل مع جمعية الزهايمر لتقديم الخدمات اللازمة لهم، وجمعية مكافحة السرطان، وغيرها من الجمعيات الأخرى.

كما أن هناك إيواء نهاري فقط، بحيث يكون من الصباح حتى حلول المساء، ومن ثم العودة إلى المنزل حسب حاجة الحالة لذلك.

*التعاون مع الجمعيات الأخرى، هل يؤثر على عملكم مما قد ينتج عنه ازدواجية بينكم؟

-لا، لا يوجد على الإطلاق؛ لعدم تشابه الأعمال فيما بيننا، فكل له اختصاصه وعمله، وبدورنا نحن نحاول الاستفادة من خدمات جميع الجمعيات الخيرية المختلفة، على أن يكون هناك تكامل بيننا عن طريق توقيع مذكرات تفاهم وتعاون بين الطرفين، وبالفعل تم قبل ذلك التعاون مع الجمعية الخيرية بناوان بالمنطقة، حيث طلبوا منا مساعدة حالة لديهم، والحمد لله تم ذلك وفق ما تفتضيه تلك الحالة.

*هل لجمعية “إكرام” موارد مالية مخصصة؟

-يوجد دعم من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ولكن يبقى الدعم الحقيقي من التبرعات الخيرية من قطاعات خاصة ورجالات الأعمال وأهل الخير، فمنتجع “إكرام” ستكون تكلفته ما يقارب الـ 70 مليون ريال، والأوقاف الخاصة به تقدر بـ” 50 ” مليون ريال، ومن هنا ننتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة للجميع بالتبرع بكافة شرائح المجتمع حتى طلاب الجامعة وما دونهم باستطاعتهم ذلك، من خلال سهم وقفي تم إنشاؤه بـ25 ريالاً.

*تم تكريم الجمعية بجائزة “صيته بنت عبدالعزيز”، هل لنا بمعرفة سبب التكريم ودوافعه؟

-التكريم في الأساس كان شخصياً، حيث تطلع الجائزة على الأعمال الخيرية، أما عن الجائزة فربما كانت فكرة إنشاء الجمعية هي السبب وراء التكريم؛ كعمل مميز ذا دور اجتماعي.

*هل تملك الجمعية أوقاف خاصة بها قائمة، قد تغنيها عن التبرعات ويمكنها أن تحصل بها على الاكتفاء الذاتي؟

– في قادم الأيام سيكون لدينا مشاريع نقوم بها وننشئها “كأوقاف” لصالح الجمعية، خصوصاً إذا ما علمنا أن “منتجع إكرام الوطني” بحاجة إلى مبالغ ليست بسيطة، ما يمكن المنتجع من القيام بمهامه تجاه المحتاجين، وبالتالي نحن نبحث عن الدعم عن طريق هذه الأوقاف؛ ليكون هناك ديمومة للمصادر المالية ودخل دائم.

ومن الأعمال التي نقوم عليها الآن:

أبراج “إكرام”، فهي وقفية استثمارية، سيكون ريعها موجه للجمعية، وهناك أوقاف أخرى نسعى لإنشائها أسميناها:(أوقاف الإكرام والرعاية)، وهي مستقلة وليست جزءا من الجمعية؛ حتى تضمن الاستمرارية، وقد تستغني عنها الجمعية حال وصولها إلى الاكتفاء.

وقد أوقفت شخصياً مبنى أملكه، يبلغ دخله السنوي 600ألف ريال، وقد أبدى عدد من الإخوة المتبرعين نيتهم بإيقاف بعض ممتلكاتهم لصالح الجمعية.، وأحدهم من وعد بوقف سكن خاص له في مدينة الرياض، ولا زلنا ننتظر منه التنفيذ.

*ما هو الوقت المتوقع والمزمع للبدء في العمل الفعلي في الجمعية؟

-الآن ولله الحمد نحن نعمل في الجمعية منذ ما يقرب من عامين، حيث قامت الجمعية بعمل دورات وبرامج، وتم في العام الثاني من العمل الاحتفال “باليوم العالمي للمسنين”، أما عن المشاريع الرئيسية كـ”منتجع إكرام الوطني” فالمخطط له أن يتم وضع حجر الأساس في الأول من شهر شعبان القادم من السنة الحالية١٤٣٩هـ وبتشريف من سمو أمير المنطقة، وحضور وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وكما لا أنسى أن يكون بيننا رجل الأعمال المعروف علي المجدوعي؛ حيث تكفل بجميع تكاليف المرحلة الأولى من “منتجع إكرام الوطني”.

* بصفتكم رئيساً للجمعية، ما مدى رضاكم عن دعم رجال الأعمال في المنطقة؟

-الحقيقة هذا سؤال “صعب” جداً، فقد كنا نتوقع أن يكون هناك حماساً أكثر منهم! نعم هناك من قدم وهناك من وعد، لكن يضل العطاء غير المأمول منهم!، فنحن لا نلومهم؛ فالبعض طلب منا أن يشاهد بأم عينيه العمل على أرض الواقع، وحينها لكل حادث حديث، وبدورنا فنحن نستبق الزمن ونعمل بشكل سريع وحينها لكل مقام مقال، وأنا بطبعي متفائل جداً، بوجود الدعم والجميع لن يقصر معنا -بمشيئة الله- وسنصل إلى ما نصبوا إليه، فبالنوايا الصادقة والرؤية الواضحة، لن يعيق عملنا أي شيء بحول الله.

*هل تتوقع وجود مقر الجمعية في منطقة الباحة وبالتحديد في محافظة بالجرشي، سيصعب عليكم إيجاد متبرعين من خارجها؟

– أنا متأمل من الكل في المملكة، لأن دعمهم وتبرعهم ليس للمنطقة، بل للفكرة وللمشروع الخيري، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أن منتجع إكرام أصبح مفتوحاً لكل أبناء المملكة، فلم تعد فكرته مقصورةً على أبناء المنطقة فقط، فمن تنطبق عليه معايير المنتجع من المواطنين، يحق له الاستفادة من جميع مرافق المنتجع، حيث كان الاسم له (قرية إكرام)، والآن بعد توسع الفكرة أصبح “منتجع إكرام الوطني”.

*هل هناك خطط مستقبلية واستراتيجية للتوسع خارج المنطقة؟

-الحقيقة هناك من تواصل معي من خارج المنطقة، وناقش فكرة تعميمها على مناطق أخرى، ولكن دعونا نبدأ الآن من هنا؛ لنتعلم أكثر وبعد ذلك يمكننا التوسع وإنشاء فروع أخرى أو ما شابهها لاستفادة أكبر عدد ممكن من كبار السن في جميع مناطق المملكة، ولا أخفيكم أن لدينا تجارب في هذا العمل منذ البدايات وحتى وقتنا الحاضر وبداية العمل قاربت السبع سنوات وأصبحت الخبرة موجودة ولله الحمد.

*من خلال حديثكم، نستطيع القول بأن العمل داخل الجمعية يسير على ما يرام؟

-بدأنا في الإنجاز، والإنسان بطبعه طموح ويسعى إلى الأفضل، وليس له حدود والتدرج في ذلك مطلب.

* ماذا تود أن تقول في ختام هذا الحوار؟

-الكلمة للكل دون استثناء بالإسهام ومواصلة الدعم والوقوف مع الجمعية من أجل الشريحة المستهدفة من كبار السن، الذين يحتاجون إلى رعاية واهتمام كاملين، حيث وصلتنا كلمات الشكر والثناء، ولكن نحن بحاجة إلى ما ذكرناه آنفاً الدعم ثم الدعم ثم الدعم، فرجل الأعمال ليس معذوراً بعدم تقديمه للدعم، فنحن نطلب منه ولو بالنزر اليسير (فقليل دائم خير من كثير منقطع).