ألم أخبرك؟
السبت 27 ذو القعدة 1438هـ 19-8-2017م - 10:31:35 ص
سعاد المسعودي
عاد تلك الليلة متأخراً بعد أن رأى أصدقاء الدراسة وقد مضت أعوام عديدة، وانقطعت الأخبار بينهم، استلقى على ذاك الكرسي الخشبي المتأرجح في غرفته بدأت أفكاره تتحرك يمنة و يسره يتساءل ياترى ماذا كانوا؟ و كيف أصبح أولئلك الأصحاب؟ فنظر إلي حاله بعين المقارنة وتذكر ذلك الحلم الذي أراده قبل سنوات و لم يسع إليه، فرأى أنهم ليسوا بمختلفين عنه بقدراتهم وأنه يستطيع أن يبلغ حلمه كما استطاعوا هم، ونبت بداخله عزم وإصرار وإرادة قوية ثم نهض واقفا و قال بصوت مسموع " أيها الحلم المنظر ستأتي، نعم ستاتي فأنا أتحدث بلسان الواثق بربه، المؤمن بقدرته، الساعي خلف أهدافه، فأنا قد رسمتك بقلم آمالي وطموحاتي على واقع ليس مثاليا ولكنه ليس بسيء جدا، ذلك الواقع المليء بالفرص، وفي ذات الوقت مليء بالعقبات والعراقيل.
لست صعب المنال ولا بالمستحيل، سأحزم حقيبتي وأمضي في طريق الوصول إليك، قد أتعثر، وقد أتأخر لكنني سأصل في نهاية المطاف.
أولست تتذكرني بالأمس كم كنت أرغب بك، أولا تتذكر أولئك الحالمين في الوصول إليك، كيف كانوا بالماضي وكيف استطاعوا اليوم، أنا أيضا سأصل مثلهم تماما "
فكن متيقناً أيها الماضي في طريق الحلم أنك لست وحدك فهناك صحبة ساروا قبلك وهناك من يسير معك وهناك من سوف يسير بعدك، الجميع متشابه، والجميع لديهم حلم وهدف يرغب الوصول إليه والجميع تسقطه الظروف تارة وينهض بعزمه تارة أخرى.
كلنا نعلم أننا نخطيء ونصيب ثم نتعلم، ننجح ونفشل ثم نتعلم، نتألم ونحزن ثم نتعلم ولولا كل تلك العقبات لما استشعرنا حلاوة النجاح.
في طريق حلمك سترى بقدر تفاؤلك من يثبط همتك لكن أكمل ولا تكترث، و كذلك سترى من يحتاج يد العون كي يكمل طريقه، فأنت إن لم تاخذ بيده وتدفعه خطوة للامام، انتبه أن تزيد حمله فيثبت مكانه أو يرجع للوراء بسبب كلمة تلقيها دون بال فتهدم منه صرح من الإصرار، أفنى الوقت الطويل في بناءه.
حينما تصل إلى تلك النقطة التي تريد أن تاخذ قسطاً من الراحة، فتلتفت للوراء فلا تستطيع رؤية البداية فتعلم حينها أنك قطعت مسافة طويلة، ثم تشيح ببصرك للأمام سترى بريق يلوح بالافق ليس ببعيد نعم ،، نعم إنه قمة الجبل و نهاية الطريق وبلوغ المرام ونيل النجاح، في تلك اللحظه استجمع قوتك واجعل من إصرارك عكازة توصلك لذلك البريق
عندما تصل، لاتنسى أبداً أن تحمد الله وأن تحتضن حلمك و تقول له" ألم أخبرك سابقا أنك ستأتي "، وقبل أن تغلق عينيك لتستريح بعد عناء الوصول وتستعد لغد أجمل ورحلة جديدة، استرجع حكايات الطريق ورفقة النجاح في كل ليلة.
" فلا طريق يقطع دون أن تمشيه ولا حلم يتحقق دون أن تبنيه.
يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=13866
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد