لإعفاء قائدك.. اتخذ قرارك..ومزق كتابك

سلطان السلطان

طالعنا الجمعة الماضية المتحدث الرسمي لوزارة التعليم، -في يوم إجازة رسمية للدولة- عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يخبرنا "بإعفاء أحد قائدي المدارس من منصبه"، حتى هذه اللحظة لا غرابة في ذلك، فالأمر طبيعي، خصوصاً أن في مثل هذا اليوم "الجمعة" يتم إعفاء وزراء على مستوى الدولة في ظل عهد سلمان الحزم والعزم حفظه الله، ليأتي معالي وزير التعليم ويعفي قائد مدرسة ابتدائية في منطقة تبوك من أجل "تمزيق كتب في الشارع"! من قِبل ثلة من الطلاب، الذين لا يمتون لأخلاقيات التعليم بصلة!

نعم للكتاب قدسيته واحترامه، لكن يا معالي الوزير لم يعد للعلم والتعلم قدسيته وهيبته واحترامه! أتعلم لماذا؟

لأن وزارتكم أفقدت أهم ركيزة في التعليم هيبته واحترامه ومكانته! "إنه المعلم" نعم المعلم، الذي تقوم عليه العملية التعليمية بعد الله، فمتى ما تم الضرب في المعلم، الذي يعد رأس الهرم في التعليم، فاعلم أنك ضربت "التعليم" برمته! ليس المعلم فقط، بل يطال ذلك الكادر الإداري في المدرسة.

لا أريد الخوض كثيراً في ما يعانيه "التعليم" بصفة عامة في بلدنا، إذا ما استثنينا كلمة "التربية" والتي ضاعت معها تربية وأخلاقيات الطلاب -إلا من رحم ربي- وهم في ذلك يمثلون نسبة عالية للأسف! ولن أتحدث عن ما يسمى بـ"المنظومة" التي أرهقت المدارس والمعلمين، وماهي في ذلك إلا حبر على ورق! والحديث عنها يطول.

لنعد إلى محور حديثنا وهو الإعفاء، لرجل خدم في التعليم قرابة الثلاثين عاماً إن لم تزد، فمن وجهة نظري الشخصية، أرى بأن القرار "جائر" وجانب معاليكم الصواب.

الوزارة أضاعت "هيبة" التعليم ككل وليس "المعلم" فقط، ناهيك عن إزالة كلمة "التربية" من مسماها!!! وهذا خطأ جسيم وقعت فيه الوزارة.

فلا تعليم دون تربية، ولا تربية دون تعليم، فهما توأمان ارتبطا ببعضهما البعض، فمتى فُقِد أحدهما، حتما سيفقد الآخر مكانته، ومن يخالف هذه القاعدة فهو مغالط لنفسه ولأولاده، لا أقول التربية بـ"العصا" ليس ذلك فحسب، بل أن هناك الكثير من الأساليب التربوية الناجعة لتربية النشء، إذا ما استخدمها المعلم بطريقة صحيحة وسليمة، وإن استخدم المعلم الضرب "غير المبرح" فلا ضير.

القرار باختصار هو قرار "ارتجالي"!.

فقد كان قائد المدرسة بمثابة "كبش الفداء" لهذه الأعمال الصبيانية؟ التي تنم بعضاً منها عن غياب دور البيت في "تربية" الأبناء، وانعكاس ذلك في الأعمال التي يقوم بها الطلاب!.

إذا كان يرى معاليه بأن سبب "تمزيق الكتب" في الشارع من مسؤوليات قائد المدرسة، فما عليه إلا أن يصرف لكل قائد "فرشة ومتكى" ومظلة يستظل بها ومروحة تحرك له الهواء وتلطف له الأجواء، ويكون كل ذلك على الرصيف ليراقب الطلاب عن كثب ويرعاهم!.

سؤال أوجهه إلى وزارة "التعليم"،  لماذا لم تنظر الوزارة بعين العدل والإنصاف فيما حصل؟ وأن عمل القائد المدرسي وطاقمه التعليمي والإداري إنما هو داخل أسوار المدرسة لا خارجها، عطفاً على ما ذكرته آنفاً أنه لم يعد هناك "تربية"؟ ثم ألا تعلم الوزارة العامرة بأن الفصل الدراسي لهؤلاء الطلبة لم ينته بعد؟ لأن المرحلة الابتدائية التي حصلت فيها الحادثة، لازالت تقوم بعملها، وأن هناك بقية في إكمال "المهارات" الخاصة بالطلاب؟!.

معالي الوزير قرار "الإعفاء" بسبب "تمزيق كتاب" في نظري الشخصي غير صائب تماماً، فهناك عدة أساليب كان بإمكان معاليكم اتخاذها في مثل هذه الأحداث دون المساس "بكرامة ومستقبل" رجل التعليم الأول، وتوجيه الضربة القاضية له بسبب فوضى خارج أسوار المدرسة!!!

من الحلول التي أوردها لي أحد رجالات الحقل التعليمي  وهو تربوي فاضل (متقاعد) وتربطني به علاقة وطيدة يقول:

بالنسبة للكتب المدرسية عندي اقتراح:

١)ربط تسليم نتيجة الطالب في نهاية الفصل الدراسي بتسليم الكتب القديمة.

٢) ربط تسليم الكتب للعام الدراسي الجديد بإعادة الكتب القديمة.

٣)إلغاء كتاب النشاط؛ لأن الطالب يحل فيه، وبالتالي لن يستفيد منه طالب آخر، والاستعاضة عنه بالأسئلة الموجودة في كتاب الطالب فقط.

٤) على الوزارة أن تطبع المقررات على ورق عادي وليس الورق الحالي المصقول الغالي الثمن!

٥)وضع غرامة مالية، لأي كتاب ممزق أو أي كتاب لا يعيده الطالب في نهاية الفصل الدراسي لاتقل عن ٥٠٠ ريال للكتاب الواحد.

٦) إعطاء الطالب المحافظ على كتبه والذي أعادها إلى المدرسة سليمة مكافأة مالية لاتقل عن (١٠) ريالات عن كل كتاب.

سلطانيات:

من أدب ولده صغيراً سُرّ  به كبيراً.

sultanalghamd12