قرأت في موقع من مواقع الأخبار
لقاءًا مع أحد أحفاد مؤسس
(فرقة حسب الله للفنون الشعبية)
وخلاصة ما قرأته أن جدَّه الشاويش
حسب الله هو من أسس الفرقة
قبل قرن من الزمان وأن هذه الفرقة
تضم عشرين رجلاً نصفهم
يُزَمرون والنصف الآخر يُطبلون!
وأنَّ هذه الفرقة مرت بعصر ذهبي
خصوصًا أن الطلب عليها كان
كبيرًا من الباشوات
وأصحاب الطبقة المتوسطة
لإحياء أفراحهم وحفلاتهم
ومناسباتهم الأخرى كافتتاح
المحلات التجارية
وحفلات المواليد وخِتانهم!
وأنهم كانوا يحصلون على مبالغ
مجزية مع العشاء المجاني
مقابل التطبيل والتزمير!
ويمضي هذا الحفيد الذي تجاوز
عمره السبعين عامًا في كلامه
قائلًا أنني في هذا العمر لم أعد
قادرًا على عزف آلة الكلارينت
( بوق كبير جدًا) لأنَّ أسناني
قد تساقطت!
وأنا لأ أدري ما علاقة النفخ بالأسنان!
الذي أعرفه أنَّ (البرطم) هو العضو
المسؤول عن النفخ!
والدليل المثل العامي الشهير:
(قال: انفخ يا شريم قال:
ما مِن برطم)
أعود إلى كلام هذا الحفيد الذي
تجاوز السبعين
( أسأل الله حسن الخاتمة
لي وله ولكم)
حيث قال في آخر اللقاء بكل
حسرة وألم إنني أنا آخر أحفاد
مؤسس فرقة حسب الله وأنَّي
أخشى أنَّ تنقرض الفرقة بموتي!
وأنا أقول اطمئن يا سعادة
حفيد المؤسس
فرقة حسب الله لن تنقرض
ويستحيل أن تنقرض!
لسبب بسيط وهي أنها قد كَثُرت
وتكاثرت وأصبح لها فروع كثيرة
فلا تكاد تخلو دائرة خاصة
أو حكومية من المطبلين والمُزمرين
لسعادة المدير!
وأنا أتحدث عن نفسي فقد
عمِلتُ في أماكن متعددة حكومية
وخاصة٠٠٠
وشاهدتُ هؤلاء بأم عيني
شاهدتهم وهم يُطبلون للمدير
ويُزَمِّرون على الرغم من
قراراته العوجاء وأرائه الهوجاء!
وكل هذا التطبيل والتزمير طمعًا في
الفُتات الذي يرميه سعادة المدير
في أفواههم!
هؤلاء المطبلون هم خراب كل دائرة
حكومية وهو سُمُها وفسادها!
لأنهم يبحثون عن منافعهم
ومصالحهم الشخصية فقط!
باعوا ضمائرهم وذِممهم ومبادئهم
لسعادة المدير!
والعجيب أنَّ من بين هؤلاء زملاء
عليهم (الشرهة!)
فقد سألت أحدهم لماذا أيدتّ رأي
المدير وطبَّلت له مع أني أعرف
أنَّ رأيك مناقض تمامًا لرأيه
فأجاب: يا أبا عبدالله إنْ لم أُطبِّل
له فإنه سيحرمني من كذا وكذا!
وأنت يا أبا عبدالله أعرف أنَّك خسرت
كثيرًا من الامتيازات بسبب جرأتك
وصراحتك!
– لالا أبدًا أنا كسبت الحفاظ على
القيم والمبادئ التي تربيتُ عليها!
وهي لا تقارن إطلاقًا بالفُتات الذي
يرميه سعادة المدير في أفواهكم!
التفتَ إليَّ وقد( أسوَّدَ وجهه) قائًلاً
أنتَّ إنسانٌ مُعَقَّد ولا تعرف
فن المجاملة والمداراة!
فختمت حديثي معه بقولي:
المجاملة والمداراة شيء
والتطبيل والتزمير شيءٌ آخر!
وأنا أخشى عليك الآن أن تكون
من سُلالة فرقة حسب الله
للتطبيل والتزمير والدعاية
والإعلان
* مشرف تربوي- تعليم الرياض
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد