عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضرورة شرعية تبنتها المملكة من موقف تاريخي فيه نصرة للمظلوم

* وقفة خادم الحرمين الشريفين مع اليمن وقفة تاريخية يسجلها له التاريخ في وقفاته الحازمة تجاه ما يخطط ويدار حيال عقيدة المسلمين ، ودينهم ، ومقدراتهم ، وبلدانهم .

الصحافي-الرياض

واصل خطباء وأئمة الجوامع في منطقة عسير التنديد بجرائم الحوثيين البشعة ضد أبناء الشعب اليمني في مختلف المدن والمحافظات ، ومحاولة الانقلاب على الشرعية اليمنية وتهديد أمن واستقرار اليمن ، وبلاد الحرمين الشريفين , مؤكدين أن هذه الميليشيات المدعومة من إيران تسعى إلى تصدير الثورة الإيرانية ، وقلب وتغيير هوية اليمن وعقيدته ، ونشر الفوضى والقتال في المنطقة.

وأشار الخطباء ــ في حديثهم ــ إلى قراري عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل وتأثيرهما في الوقوف بوجه هذه الأطماع التوسعية الإرهابية, مبينين أنها قرارات تصب في مصلحة الشعب اليمني بخاصة والأمة الإسلامية بعامة وتحفظ لليمن هويته وعقيدته الإسلامية ، مكررين التنديد بالمحاولات الحوثية في  الاعتداء على المقدسات الإسلامية  باستهداف أقدس بقاع الله في مكة المكرمة ، مستفزين مشاعر المسلمين في أرجاء المعمورة .

خفافيش الظلام

ففي البداية ، بين الشيخ حمزة بن سعد الحجري ــ خطيب جامع الإمام البخاري بمدينة أبها ، أن المجتمع الإسلامي يعد الجار فرداً من أفراد العائلة لا يخفى عليه الأمر حتى ينكشف له ، وكما يعد الجار في السكن فكذلك الشأن في الدول المتجاورة ، فلكل منها حق على جارتها ، في المعاملات والحقوق وغيرها .. ولقد قيض الله لهذه البلاد ــ المباركة ــ قادة أكفاء يقومون بما استخلفهم الله ــ تعالى ــ القيام به من منبع الدين الإسلامي والأخوة الحقة ، إذ استنهضهم حق الجوار لمن حولهم ، بعد أن اجتاحتهم زوابع المارقين ، وأظلتهم عواصف الخارجين ، فقيض الله بإرادته سحابة ماطرة لتعيد أمل أشقائنا في اليمن السعيد ، حيث بدأ بارق جديد يضيء المنطقة العربية ، ونموذج فريد جدير بالاحتذاء ، وما ذاك إلا تأكيد لأواصر الأخوة ، وعملاً بحق الجوار ، فالدين واحد والدم العربي واحد.

وقال الحجري : إن إعادة الأمل لبلاد اليمن ما هي إلا بداية للتحول في موازين القوة والعلاقات الإقليمية ، وبداية ظهور تحالفات جديدة ، وهي كفيلة ــ في نفس الوقت ــ بإعادة خفافيش الظلام إلى جحورها ، ولم تكن عاصفة الحزم قبل إعادة الأمل إلا بعد أن تمكن الحوثيون من السيطرة على بعض بلاد اليمن ، وازداد تضييقهم على الآمنين في أوطانهم ، حتى بسطوا سيطرتهم على أكابر القوم وامتد نفوذهم، وبدؤوا يهددون الجوار، ولم يراعوا كريم المواقف من هذا البلد لهم ، وانتهكوا حرمة العلاقات المتينة بين البلدين ، وأضاعوا حق الجوار ، حينها هبت عاصفة الحزم مستجيبة لاستغاثة الحكومة الشرعية، في رفع الظلم وإزاحته ، ولتطهير اليمن من براثن الحوثيين ، ولتكون عاصفة على المعتدين، حتى تمكنت ــ بفضل من الله تعالى ــ أن تضعف قوتهم ، وتقل حيلتهم ، وتجعلهم سخيطة العالم ، ثم تحولت العاصفة إلى إعادة الأمل إلى أهل اليمن ، وستعود ــ بإذن الله ــ تنعم بالسكينة والأمان والاستقرار .

أشد فتن العصر

أما الشيخ محمد بن سعيد القحطاني ــ إمام وخطيب جامع ابن باز بمدينة أبها ، فيقول : إن الحوثيين أذناب لإيران في يمن العلم والحكمة ، وهم مسوقون للثورة الإيرانية ، ثورة التخريب في العراق وسوريا ولبنان ، وهي ثورة على الإسلام باسم الإسلام ، وجرائمهم تبرهن على ذلك منذ أوقدوا نار المجوسية في اليمن .. لقد استقووا فأشهروا السلاح ، وكان من ورائهم إيران إعلامياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، وكان الهدف الاستيلاء على الحكم في اليمن بالثورة ، ثم تصدير الثورة إلى دول المنطقة .

وأضاف القحطاني : حينما تمكنوا من الانقلاب على الحكومة اليمنية ، واستولوا على السلاح والعتاد ، وانضم إليهم من انضم من عسكر المخلوع .. إلا أنه بتوفيق الله ــ عز وجل ــ ثم يقظة ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين ، وحزمه ، حالت دون تحقيق تلك المقاصد الخبيثة التي برهنوا عليها في محاولتهم الخبيثة، ضرب قبلة المسلمين بصواريخهم اللعينة، واستهداف المدن والقرى الجنوبية من المملكة العربية السعودية باستمرار في محاولات يائسة فاشلة ، لأنهم واجهوا من لا يشركون بالله شيئاً من جنودنا الأبطال المستمسكين بسنة رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ والخلفاء الراشدين في أصعب المواقف وأحلك الظروف .

واستطرد فضيلته قائلاً : لقد تجلى حقدهم في داخل اليمن ، وظهرت جرائمهم وفضائحهم وفظائعهم بقتل المصلين في بيوت الله ، وتخريب المساجد ، وإهانة ما فيها ومن فيها ، من كتاب الله ، والأئمة والمؤذنين والخطباء والمصلين ، وهدم البيوت على من فيها ، لا يفرقون بين رضيع وطفل أو رجل أو امرأة أو صغير أو كبير ، وتخريب ما أوجد لخدمة الناس من المستشفيات والطرق والمصانع والمصارف والمعاهد والجامعات والمدارس ، التي حولوها إلى ثكنات عسكرية ، ومعتقلات ، ومخازن للأسلحة ، بعد نهب ما فيها، مع قتل واعتقال الأطباء والممرضين ، وتسميم المياه ، والحيلولة بين الناس وبين ضرورات الحياة من الغذاء والدواء والمساعدات ، وضرب وفرض الحصار المميت ، والتجويع ، وسرقة المال العام ، ونهب البنوك ، وقتل من وقف في وجههم من العلماء والدعاة والخطباء ، أو تهجيرهم على سنن اليهود .

ونبه إمام جامع ابن باز بمدينة أبها ، إلى أن الحوثيين ومن يقف وراءهم هم أشد فتن هذا العصر ، وينبغي عدم السماع للأصوات النشاز عبر وسائل الإعلام المعادية والمنافقة التي تسيء للمملكة العربية السعودية .

الانقلاب على الشرعية

من جهته ، قال الشيخ عبدالصمد بن مداوي آل جابر ــ إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بمدينة أبها : إن بلادنا ــ حماها الله ــ لتستشعر الخطر المحدق بها والمتربص بها الدوائر ، وتعي ما يقع على كاهلها من واجب حماية الإسلام وعقيدته ومقدساته ، وها هي اليوم تقف بكل ما أوتيت من قوة لوقف المد الصفوي الذي يعبث اليوم بأرض اليمن ، وكان آمناً سعيداً حتى أتت جماعة الحوثي والمخلوع ، الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن ، واستولوا على مرافق الدولة ، وأموالها ، وسلاحها ، وعدتها وعتادها ، وعلى أثر ذلك هبت بلادنا لنجدة الشرعية في اليمن حفاظاً على اليمن وأهله وشعبه .

وأضاف : لقد قامت عاصفة الحزم بمساندة من الدول الإسلامية المخلصة التي سبق أن رأت عدداً من البلدان الإسلامية تتساقط بأيدي المجوس أعداء الملة والدين ، وبعد ستة أشهر من العاصفة تبعها إعادة الأمل إلى اليمن وأهله ، وعلى مدى أكثر من عشرين شهراً مريرة تحقق بفضل الله ثم بفضل المجاهدين الشرفاء من أبناء اليمن المخلصين ، وبمساندة جادة من أشقائهم في هذه البلاد ، ومن تحالف معهم ، ليحرروا ما يزيد على (70%) من المدن التي كانت قد سقطت في يد الحوثي والمخلوع.

قرار شجاع وحكيم

من جانبه ، قال الشيخ عبدالله بن محمد القرني ــ إمام وخطيب جامع الراجحي بمدينة أبها : إن ما تقوم به حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ، ونائبيه ــ وفقهم الله وسددهم ــ مِنْ نَصْرِ مَنْ طلب النصرة من إخواننا وجيراننا في اليمن ، في عاصفة الحزم ، لهي ضرورة شرعية تبنتها المملكة من موقف تاريخي فيه نصرة للمظلوم ، وإن قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ نصره الله ــ كان شجاعاً حكيماً ، ولبى أمنية الأمة المحتاجة قياماً بحق الأخوة ، وحق الجوار ، وإنقاذاً لبلاد الإسلام من سيطرة المد الصفوي المحتل .. مؤكداً أن وقفة خادم الحرمين الشريفين وقفة تاريخية يسجلها له التاريخ في وقفاته الحازمة ، تجاه ما يخطط ويدار حيال عقيدة المسلمين ، ودينهم ، ومقدراتهم ، وبلدانهم .

الشعارات الكاذبة

أما الشيخ محمد بن عبدالله الشهري ــ إمام وخطيب جامع آل مروح بمحافظة تنومة فقال : لقد كان الحوثيون في اليمن يرفعون الشعارات الكاذبة التي تتوعد بالموت للصهاينة والصليبيين ، وهم في الواقع يُذبِّحون المسلمين في اليمن ، ويستبيحون دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، ويهدمون المساجد ، ويسبون الصحابة ؛ لأنهم في الحقيقة امتداد للثورة الإيرانية ، التي تريد إعادة دولة الأكاسرة ، ومحاربة الإسلام ، وإبادة أهله ، كما يفعلون اليوم في العراق وسوريا ولبنان .. موضحاً أن الحوثيين ــ بإيعاز من إيران ــ يبيتون الغدر والعدوان للمملكة العربية السعودية ، وللحرمين الشريفين .

وأكد الشهري أن موقف المملكة العربية السعودية جاء في الوقت المناسب ؛ ليكون حازماً ضد من يريد الشرور والفتن لإخواننا في بلاد اليمن ، لقد كان إعلان عاصفة الحزم حرصاً من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ جزاه الله خيراً ــ على استقرار اليمن ، وأمن أهله ، وحماية لحدود بلادنا، وحوزة ديننا .

خالفوا المنهج الصريح

أما الشيخ مساعد بن عبدالرحمن السريعي ــ إمام وخطيب جامع ابن حمران بالمنسك فأبان أن جماعة الحوثي شذاذ مدعومون ، وضلال مزروعون ، خالفوا المنهج الصريح ، وبدلوا النهج الصحيح ، وأذعنوا للموجه الخارجي ، وعاثوا في الأرض فساداً ، وأوغلوا في البلاد الدمار، فجروا المساجد والمعابد ، ولم يرعوا حرمة الراكع والساجد، وجّهت لهم النصائح فلم يتعظوا ، وطولبوا برعاية المصالح فلم يمتثلوا، سبوا الأزواج والصحابة ، ولم يرعوا صهراً أو قرابة .

ارتباط وثيق بإيران

وأكد إمام وخطيب جامع راحة سنحان بالحرجة الشيخ علي بن محمد معدي آل عمران ، الارتباط الوثيق بين الحوثيين وإيران ، والزيارات المتواصلة من الحوثيين لإيران ، والتنسيق فيما بينهم لإشعال الفتنة في اليمن ، وتهديد أهله وأمنهم واستقرارهم ، وقال : لقد استغلت ميليشيات الحوثيين أوجاع أهالي اليمن الاقتصادية والقبلية ، وأطماع بعض من باعوا دينهم من أهلها ، بِعَرَضٍ من الدنيا قليل ، حتى استولوا على غالب ديارهم ، فطموحهم لن ينتهي إلا بهدم الحرمين الشريفين ، وكانت ثالثة الأثافي خروجهم المسلح على حاكم بلادهم ، واستيلاءهم ــ بقوة السلاح ــ على مؤسسات الدولة.

وأضاف : لقد خرجت الأفاعي من جحورها تسعى لتنفث سمومها في جسد هذا البلد ، الذي كان آمناً مطمئناً، فكان لابد لهذه الأفاعي أن تعود إلى جحورها، حينما استعانت اليمن ــ بعد استعانتها بالله ــ بحامية الديار الإسلامية المملكة العربية السعودية ــ حرسها الله ــ لإنقاذهم من شر هذه الفرقة ، فاستجابت المملكة لهذا النداء .

ووصف فضيلته قرار "عاصفة الحزم" بأنه قرار حكيم وحَّد الدول العربية والإسلامية في وحدة فريدة، قلّ نظيرها في العقود المتأخرة، فالتف حول المملكة العربية السعودية ــ حرسها الله ــ دول الخليج ، وعامة الدول العربية والإسلامية ، لإنقاذ اليمن من المتاعب ، وتخليصها من المصاعب ، وإيقاف تتر العصر عند حدهم ، ووقاية دول الخليج من شرهم ، وحماية المقدسات الإسلامية من بطشهم ، وحماية أبناء اليمن من القتل ، والتشريد ، والترويع ، والتخويف ، والتجويع ، ولذا فإن كل عاقل مخلص ، وغيور على دينه ، ليقف مع قرار الحرب ، وعاصفة الحزم نصرة وتأييداً ومهابة وإجلالاً .