موقف الفيصل في معرض اكسس يجسد حرص القيادة على حفظ كرامة المرأة

الصحافي – الرياض

ثمّن عدد من المشايخ الموقف الذي اتخذه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وتوجيهه برصد مخالفات معرض اكسس الدولي العاشر بجدة، وإيقاف المخالفين للتحقيق معهم ومحاسبتهم بعد وجود مخالفات شرعية تتمثل في استغلال المرأة والنيل من كرامتها للترويج لتجارتهم في مثل هذه المعارض التي يفترض أن تراعي الدين الإسلامي الحنيف الذي حث على صيانة المرأة وكرامتها.

"الصحافي" رصدت آراء نخبة من المشايخ وطلبة العلم والمتخصصين في العلم الشرعي حول هذا الأمر، وخرجت بالحصيلة التالية:

قال الشيخ الدكتور / إبراهيم الزبيدي عضو الجمعية العلمية السعودية للعقيدة والفرق والمذاهب وعضو الدعوة والإرشاد: هذا الحدث في معرض اكسس يعد أمرا سيئا ومؤلمًا بأن يحدث في بلاد الحرمين مثل هذه التي أعتبرها من التعديات والجرائم.. التعدي أولا على كتاب الله تبارك وتعالى وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تعد أيضًا  على سياسة الدولة التي تقوم بشرع الله والتي ترفض مثل هذه المظاهر السيئة التي تسيء للمسلم وتخدش حياء المرأة المسلمة وهذه الشريعة السمحة جاءت لرعاية وصيانة المسلمين وجاءت لرعاية وصيانة البشر فشريعة الله تبارك وتعالى الصالحة لكل زمان ومكان تمنع مثل هذه التجاوزات التي هي من أعمال الجاهلية وقد نهى الله تبارك وتعالى عن هذه الأفعال بقوله : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )ثم إنني أشكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة وفقه الله على هذه الوقفة وليس بغريب عليه أن يقف هذه الوقفة فهو من الأسرة المالكة العريقة ومن أسرة قامت على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولاشك أن هذه الدولة ستبقى بإذن الله تبارك وتعالى ما دامت متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحكومتنا الرشيدة لا ترضى بمثل هذه الأمور التي تخدش البلد قبل أن تخدش حياء المرأة التي وقعت في مثل هذا الأمر ؛هذه الشركة أرى أن تعاقب وأن يكون العقاب واضحا وأن يظهر في وسائل الإعلام حتى لا يتجرأ غيرهم بفعل مثل ما فعلوا ..وجعلوا المرأة سلعة تهان وتوضع في مثل هذه الأماكن بل ربما كان التبرج في هذا الزمن أسوأ و أخطر من التبرج في الزمن السابق خاصة مع وجود المساحيق الجمالية وغيرها وهم يدركون خطر إدخال المرأة في مثل هذه الأمور لجلب الناس وجلب الشباب ونحو ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذه الفتن وقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) فنسأل الله تبارك وتعالى أن يبعد عن بلادنا كل شر وأن يوفقنا ويوفق ولاة أمرنا للحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يأخذ بأيدينا إلى كل  خير وأن يجنبنا الشرور والآثام وأن يقينا شر من يريد لهذه البلاد شرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أمّا الشيخ الدكتور محمد بن سرار اليامي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة نجران علّق قائلا:فليس بغريب ما وجه به مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل من إيقاف لهذه المخالفات الشرعية والاجتماعية-على ولاة أمر هذا البلد المعطاء-فقد حث الشرع الشريف على احترام المرأة بصفتها فرد من أفراد المجتمع وحفظ لها كامل حريتها وحقوقها…ولم يعرضها للتسليع التجاري أو يجرح مشاعرها بوصفها أقل من الرجل ونحو ذلك، بل جعلها العنصر المشارك للرجل في عجلة التنمية بما تطيقه وما يتناسب وخلقتها، ولم يكلفها أكثر من طاقتها، وهذه المواقف الفيصلية هي التي عهدناها من ولاة أمرنا وفقهم الله.

من جهته بدأ الشيخ ياسر البورادي إمام وخطيب جامع المعمر حديثه بآية من كتاب الله:

قال الله تعالى: "وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا {27} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا".

هذا الموقف معهود من ولاة أمرنا حفظهم الله في رد كيد الكائدين على بلاد الحرمين الشريفين في الشبهات أو الشهوات ليست بغريبة ولا جديدة ولله الحمد والمنة، وخليفتنا الراشد وسيدنا عثمان رضي الله عنه قال: (إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن).

أسأل الله التوفيق لولاة أمرنا جميعا وأن يدلهم على الخير ويوفقهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.