شخصية الملك المؤسس في عيون الساسة والمؤرخين

الصحافي-الرياض

الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لا يحتاج لشهادة الرجال وما قالوا عنه من أقوال لأنّ بطولته وزهده وتمسكه بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تشهد له الأفعال؛ لكنّ الدكتور ساعد العرابي الحارثي ألف كتابًا للتأريخ تتداوله الأجيال للتعرّف على شجاعة القائد الحكيم، والإمام العادل ، والولي الزاهد ،والمسلم الموّحد ، والأب القدوة ، والمربي المخلص.

هذا الكتاب بعنوان "االملك عبدالعزيز – رؤية عاليمة "رصد فيه الدكتور ساعد شهادات إسلاميّة وعربية وأجنبية اتفقت على عظمة هذا الرجل الإنسان، ومن هذه الشهادات:

قال السياسي البريطاني أنتوني ناتنج :  جملة القول أن الملك عبدالعزيز قد نجح في تحويل مجتمع الجزيرة العربية من قبائل مقتتلة إلى شعب يعي معنى المواطنة والاستقرار والتحول من طور البداوة والرعي والارتحال إلى الزراعة والأسرة كما نشر روح المعرفة وطلب العلم ،بل وتطوير مفاهيم مجتمع برمّته ، والانتقال به من التّخلف إلى مرحلة جديدة تمامًا من الحضارة البشريّة رقيًّا ، وتقدمًا ، وهو ما يعد بكل مقاييس العلم من أكثر المعجزات نظرا للظروف التي مرت بها شبه الجزيرة العربية).

وقال المؤلف وليام ايدي في كتابه (أسرار لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت): إن ملك المملكة العربية السعودية والذي اشتهر باسم (ابن سعود) كان واحدا من أعظم رجال القرن العشرين، ولقد كان لقيادته الشخصية الفضل في الفوز بهذه المملكة وتوحيد شعبها، فكان قائدا يمتلك من الصفات الأسطورية ما يميزه عن غيره من الناس.

وقال الكاتب الانجليزي إيريك دوين: لقد مر الآن ما يقرب من ثلاثين سنة منذ استطاع المنفي الشاب أن يخلص ملك أجداده من أعدائه العرب إذ ذاك وبعد أن قضى اثنتي عشرة سنة في حروب داخلية وأمور إدارية قبض فجأة على ولاية الأحساء العثمانية، وقد حكم كما حارب قائدا مطبوعا ونال انتصارات متعاقبة أصبح اليوم بنتيجتها أكبر من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا بمجموعها، تحتوي على مكة والمدينة المركزين الروحيين للعالم الإسلامي، وهذا الانتصار الأخير عظيم الأهمية لدى جميع المسلمين لأن الملك هو قائد حركة سلفيّة عظيمة.

من جهته قال الشيخ محمد إقبال في كتاب ألفه عن دور الملك عبدالعزيز في خدمة الإسلام: لقد كانت الخدمة التي أداها الملك ابن سعود للإسلام إحدى النواحي البالغة الأهمية في رسالته ، والإسلام هو الضوء الذي انتشر من البلد الذي حكمه ، ورسالة الحضارة التي كرس كل من سعود وشيوخ الإسلام من أجل نشرها ..وكان لتعلقه بالإسلام وتصميمه على أن يقوم بدور حيوي من أجل التضامن الإسلامي من أهم ملامح حياته العملية ؛ وعندما نما ونجح كرجل دولة مبتدئ ، ومصلح أراد أن يمسك الخيط من حيث تركه في الماضي لكي تظل راية الإسلام العملي خفاقة على الدوام ، ويبدو أنه كان مقدرا له أن يؤدي دورالعقل الخلاق والفكر المدبر لهذه الحركة . وقال أيضا : فإن كل ما حاول أن يفعله من إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وإدارية وثقافية لم يقم بها إلا من منطلق إعلاء حكم الدين ؛ ولم يكن يستهدف من إعادة توحيد نجد والقضاء على أعمال التمرد المبكرة، إلا هدفًا واحدًا، هو القضاء على الفوضى لجعل الأسلوب الإسلامي في الحياة ممكنا بحيث لا تستطيع أي عشيرة أو قبيلة أن تهدد سلام العشائر والقبائل الأخرى في أي مكان في الدولة، وبهذا يسمح للجميع أن يعيشوا معا كإخوة صادقي الإيمان، ولقد أثبت المضمون الديني لرسالة عبدالعزيز وهو يشرع في توحيد الدولة أنه مصدر قوته الكبرى، وقد كان عبدالعزيز يقف مؤيدًا الإسلام، كان يكره النفاق ويفضل من يقفون في إيمانهم صفًا مرصوصًا يشد بعضه بعضا بالكلمة والفعل.

وقال المؤرخ الإنجليزي كونت وليمز "لا يمكن لأحد أن يشك في غيرة ابن سعود على الإسلام، وعلى بلاد العرب، ومع هذا فكل الأوروبيين الذين احتكوا بالملك عبدالعزيز اقتنعوا بمقدرته المدهشة على تحويل الرأي العام في بلاد العرب".

هذا ما قاله كل الذين عرفوه منذ كان زعيما من زعماء نجد قبل الحرب وهذا رأي الانكليز فيه، أجل فهم قالوا أنه من النادر أن تجد رجلا مثله بين المليون نسمة، الانكليز الذين يمثلون وجهات نظر الإنكليز المختلفة قد اعجبوا اعجابا شديدًا بقوّة شخصيّة الملك وسعة صدره ورجاحة عقله وقدرته على مجاراة الزمن، والساسة الانكليز عادة لا يتفقون فيما بينهم على مدح أي حاكم شرقي، ولا يجمعون على الإعجاب بأمير عربي، فإنه من الشاق جدًا أن يثير إعجابهم ولكن ابن سعود استطاع أن يحملهم على الإعجاب بشخصيته الفذة العجيبة، وربما كان إعجاب الانكليز به في الدرجة الأولى لصفات الرجولة التي يتحلى فيها، ولصراحته المدهشة، ولأنه لا يعرف اللف والدوران في مخاطبته وأحاديثه، بل يقحم خصمه ويقذف الكلام الذي يريد أن يقوله قذفًا ، دون تزويق أو تصنع فهو لا يعرف المداهنة والرياء.