فليك…ساحر ألماني بدون عصا!

تقرير- حسن أشرف سالم
أعلن نادي برشلونة الإسباني عن تعاقده مع المدرب الألماني هانز ديتر فليك في ال 29 من مايو 2024 أي منذ قرابة العام، المدرب المخضرم وصاحب السداسية الثانية في تاريخ كرة القدم مع بايرن ميونيخ موسم 2019/2020.
جاء فليك خلفًا لتشافي هيرنانديز بعد موسمين ونصف رفقة الفريق الكتالوني، حقق فيها بطولتين وهما الدوري الإسباني 2022/2023 والسوبر الإسباني 2023.
رغم تأسيس الإسباني للبنة الفريق الحالية من عناصر، إلا أن البلوجرانا لم يكن في أفضل أحواله في آخر أيامه بعد خروجه خالي الوفاض من الألقاب، وتوتر علاقته بالإدارة مما عجّل برحيله عن أسوار الكامب نو.
ليأتي الألماني كقائد جديد للمشروع الرياضي، وكانت وما زالت أمامه العديد من التحديات أبرزها الحالة المادية للنادي والحالة الفنية والذهنية لعدة عناصر، ناهيك عن صغر سن الفريق وإنعدام خبرة معظم اللاعبين.

كل هذا بالإضافة إلى تعاقدين فقط في ميركاتو الصيف عانت بسببهم الإدارة الأمرّين ليتم إثبات صحة وقانونية موقفهم.
لتكون الأعباء كثيرة للغاية على كاهلي هانز الذي إعتاد على المنافسة بضراوة على كافة المنافسات التي شارك فيها، حيث أنه يملك طابع قياسي خاص به وهو عدم خسارته لأي نهائي شارك فيه خلال مسيرته.
وعلى غير المتوقع تحول الفريق على كافة الأصعدة بشكلٍ مهول، ليتمكن في غضون شهور أحد أكثر الأندية فتكًا في أوروبا، بدايةً من مواجهة بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا كانت المؤشرات توحي بقوة الفريق الملفتة.

لتصول وتجول بعدها كتيبة الألماني في مختلف بقاع أوروبا والعالم بأرقام ونتائج تاريخية قابلة للزيادة لما تبقى من الموسم، حيث وصل الكتلان إلى 167 هدفًا في 56 مباراة بمعدل 2.98 هدفًا في المباراة، وتخطى الفريق معدل الأهداف المتوقعة (63.6) بأكثر من مئة هدف.

وإشتعلت صحوة في مستوى اللاعبين فنيًا جاء أبرزهم البرازيلي رافينها الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من الفريق ليصبح حاليًا من أبرز المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، وعلى المستوى البدني بشكل ملحوظ مثل بيدري الذي كان يتعرض مرارًا وتكرارًا للإصابات، بالإضافة إلى المستوى الذهني على مستوى الفريق.

حيث يعد (الحضور الذهني) أبرز سمة نجح المدرب في إضفائها على عناصره، كان سرعان ما يفقد الفريق تركيزه سابقًا إذا تلقى هدفًا لينجح حاليًا لعدة مرات العودة من تأخر بهدف وهدفين إلى فوز وليس تعادل فقط.
وكما سار على نهجه في تحقيق السداسية إستمر الألماني في مطاردة تاريخ الإسباني بيب جوارديولا، بحصد الفوز في أول أربع مباريات ل(الكلاسيكو) ضد غريمه ريال مدريد، على إثرها توج الفريق ببطولتي السوبر والكأس وفي طريقه للتويج بالدوري الإسباني.
تحمل السيرة الذاتية لمدرب ألمانيا الأسبق العديد من الأرقام التاريخية سواء كمدرب أو كمساعد حيث توج رفقة “المانشافت” بكأس العالم عام 2014 مساعدًا ليواكيم لوف حينها.
لكن المعطيات في كتالونيا كانت مختلفة للغاية فالفريق كان متهالكًا ذهنيًا وفنيًا وبدنيًا بالإضافة إلى الأزمات المالية التي ضربت النادي مما يصعب مهمة أي مدرب يحل على دكة الكامب نو.
ما حدث أشبه بثورة قائدها لم يمتلك إلا أدوات بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنه تمكن أن ينثر سحره بفكره دون الحاجة لعصا.