من رحيق السيرة ..شهر رمضان

من رصيد الذكريات : محمد النوفلي الحارثي
عندما أمسكت القلم لأقطف لي ولكم من معين السيرة تساءلت ..أي القطوف أقطفها عن حياته صلى الله عليه وسلم في رمضان لتُطهِّر حروفي ،وتُقوِّم جوارحي ، وتُنِير كلِمَاتي ،وتُعطِّر حَيَاتي ؟ هل أكتبُ عن الصيام ومعناه وأحكامه ؟ أم أكتب عن قيامه واحتسابه ؟ أأتحدث عن شياطين الجنّ المسلسلة في رمضان كما بيّنت ذلك الأحاديث النبويّة أم عن نشاط شياطين الإنس في بعض الوسائل الإعلاميّة والمسلسلات الرمضانيّة …وبينما كنتُ في مجاذبةٍ مع أغوار التساؤلات إذ بالذّاكرة تعود بي القهقرى إلى بَلْسم الذّكريات مع جاري سعيد الذي كان يعمل في وزارة الداخلية.. صورتة النّقيّة في ذاكرتي نحتتها سيرته العطرة معي ومع الجيران ..شخصيته وسطية محبوبة،لها في (الحيّ) مكانة مقبولة ..زَيَّنتها السّكينةُ والوقار ،وما فيها من شمائل الرّسول المُختار صلى الله عليه وسلم..سَمْتُه حسن ، وفي وجه طلاقة وضياء..تكسوه هيبة ليست كأي هيبة صنعها المال.. بل هيبة وهبها له الكبيرُ المتعال ..هيبة الصالحين الذين إذا شاهدهم الغافلون ارتعدت فرائصهم… جاري سعيد – حفظه الله تعالى- .. لا تمل من كلامه ..أديبا خلوقًا ،يخرج الكلمات من فيه كما يَخْرُج الماء من (شفاهِ) الصّخرِ عذبًا صافيًا زلالًا ..لايجرح أحدًا ولا يغتب أحدًا ولا يبهت أحدًا ..كان إذا روى قصة أو موقفا يقول مافي داعي أيها الأحباب أذكر الاسم أو حتى العائلة أو القبيلة لكي لا أدخِلَكم في درك الغيبة ) ..جرت العادة أن أصلي بجواره في المسجد ..، وفي أول ليلة من رمضان وبعد أن سلّمنا من الصلاة رأيت الدموع تترقرق من وجههِ المشرق ،فعلمت فيما بعد أنها دموع الفرح بقدوم شهر الصبر والقرآن ..شهر العتق من النيران ..انصرمت أيام الشهر الكريم سريعًا وفي آخر ليلة تكرّرَ جريان الدموع من عينيّة ،فسألته عنها بعد أن خرجنا من المسجد فقال لي :إنّ ألمي وحزني على فراق هذا الشهر الكريم كحزن ذلك الذي فقد أحد والديه .فراقي لرمضان وكأن روحي قد خرجت من جسدها ، لكنّ الذي يصبّرني هو يقيني بأن رحمة الله واسعة وأنّ مواسم الخير والطاعات مستمرة لأنّه سبحانه وتعالى يريد لنا السّعادة .. يريد لنا الجنة ؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..مرّت الأيام والشهور حتّى أنعم الله تبارك وتعالى علينا برمضان جديد فقررت مُلازَمةَ جاري سعيد لأتعرف على أعماله فوجدته متأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته وصيامه وقيامه ،في معاملته مع أقاربه وجيرانه ..زرته ذات مرة في عمله فوجدت مكتبه مكتظًا بالمراجعين ورأيت الابتسامة لا تفارق شفتيه .. يخدم هذا ويساعد ذاك مرددًا ( أبشر .. حاضر .. الله يوفقك .. يسر الله أمرك ) .. كنت ضيفًا عنده في أحد الأيَّام فأذّن المؤذن ومباشرة ذكّرني بجزءٍ من حديث الرسول صلّى الله عليه : (لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصفِّ الأوَّلِ ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ..) .. ثم انصرفنا إلى الصّلاة .
هكذا هو جاري ،وهكذا هم من يتأسون بالرسول صلّى الله عليه وسلّم في رمضان وغير رمضان .. آيات الكتاب وأحاديث السنّة لا تقف عند حناجرهم بل نجدها في عقولهم مطبوعة وفي قلوبهم مُتَغَلغِلة ..تعمل بها جوارحهم قال الله تعالى:{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } الآية (21) – سورة الأحزاب .
*(بلغني الله وإياكم رمضان وبارك لنا فيه وفي سائر أيام السنة).
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد