استراتيجية القيادة الإدارية لتحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠

حصة المالكي

تسعى  المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 إلى تحقيق تحولًا اقتصاديًا واجتماعيًا شاملًا، يعزز من مكانتها العالمية ويحقق التنمية المستدامة.

ولا شك أن هذه الرؤية الشمولية لم تغفل دور القيادة الإدارية حيث تعد أداة حاسمة لتحقيق أهداف هذه الرؤية، وتلعب دورًا أساسيًا في تحويل السياسات والتوجهات الإستراتيجية إلى واقع ملموس.

وتعرف القيادة الادارية بأنها القدرة على توجيه وإدارة الموارد البشرية والمادية في منظمة ما لتحقيق الأهداف المحددة. وتتطلب القيادة الإدارية في بيئة العمل المعاصرة مهارات عالية في اتخاذ القرارات، التحفيز، التوجيه، بناء فرق العمل الفعالة، والابتكار والتكيف مع التغيرات المستمرة.

ولأن رؤية المملكة 2030 تسعى إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، ويعزز الإنتاجية والكفاءة في كافة المجالات. فكان من الضروري الاعتناء بنماذج القيادة الإدارية في المؤسسات الحكومية والخاصة؛ لتشمل التالي العوامل الرئيسية الثلاث : التطوير المستمر للقيادات ، المرونة والابتكار ، تعزيز الشفافية والمساءلة ، الاستدامة.

وقد لمسنا جميعا حرص القيادة الرشيدة يحفظها الله على تكريس هذه المفاهيم وتوفير تلك العوامل لضمان الحصول على النتائج المأمولة والمستهدفة ، فقد بُهرنا بالعديد من قيادات الوطنية التي تم تقديمها وتمكينها والقادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة وتبني الأفكار الجديدة والتكيف مع التحولات السريعة، مع الالتزام بمبادئ الشفافية والعدالة لتعزيز الثقة وتحسين الأداء المؤسسي، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في رأس المال البشري وتوفير بيئة عمل داعمة للابتكار.

وهذا ما ساهم بشكل فعّال في تسريع عجلة تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال النتائج المحققة في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية وجودة الحياة ومنها تقليل الاعتماد على النفط وتطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة والتكنولوجيا، يتطلب وجود قيادات إدارية قادرة على إدارة الموارد بكفاءة، وزيادة مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل والمناصب القيادية، يتطلب سياسات تدعم تنمية مهاراتهم، وتحقيق الكفاءة المؤسسية من خلال تحسين الأداء الحكومي وزيادة كفاءة القطاع العام من خلال تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة والابتكار في تقديم الخدمات.

فمهارات القيادة الإدارية تشكل العمود الفقري لكافة المنجزات و التطلعات التي يمكن تحقيقها والتي من ابرزها :

– الرؤية الاستراتيجية:  القدرة على التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.

– الابتكار والتحول الرقمي: تطبيق التقنيات الحديثة لتحسين العمليات وتحقيق الكفاءة.

– إدارة التغيير: القدرة على إدارة التغيرات وتحفيز الفرق على التكيف.

– التواصل الفعّال:امتلاك مهارات تواصل قوية لتحقيق التوافق داخل الفرق.

كما أنه لا بد من وجود عدد من التحديات التي قد تواجه القيادات الإدارية من أهمها:

– المقاومة للتغيير: قد يواجه القادة مقاومة من الموظفين أو إدارات المؤسسات التقليدية.

– نقص المهارات المتخصصة: الحاجة المستمرة لتدريب القيادات على تقنيات الإدارة الحديثة.

– التحولات الاقتصادية السريعة: التحديات الاقتصادية تتطلب التأهب والتكيف المستمر مع الظروف المتغيرة.

وتعد القيادة الإدارية حجر الزاوية لتحقيق أهداف رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية؛ من خلال تبني أساليب قيادية مبتكرة، وتطوير المهارات، وتعزيز الكفاءة المؤسسية، للتغلب على التحديات وتحقيق التحول المنشود الذي يصبوا اليه كل مواطن ومقيم على هذه الارض الطاهرة ولتبقى مملكتنا الحبيبة بقيادتها الحكيمة هي رائدة التغيير والتطوير على كافة المستويات الاقليمية والدولية.