جنون الساحرة المستديرة

د. أشرف سالم
“لو غفر الله للبشر جميعًا .. فلن يغفر لروبيرتو باجيو” عبارة مجنونة دخلت تاريخ كرة القدم؛ قالها مشجع إيطالي متعصب (خفيف الظل) مغمور لا يعرفه أحد؛ فقد ذهب اسمُه وبقيت عبارته التي قالها يوم أهدر “روبيرتو باجيو” ركلة الترجيح في نهائي كأس العالم 1994 بأمريكا؛ بين إيطاليا والبرازيل.
باجيو نفسه ارتبطت به عبارة أخرى في نفس البطولة؛ حيثُ وصفوه بأنه الذي أنزل المنتخب الإيطالي من على سُلم الطائرة؛ ففي دور الـ16 كانت إيطاليا مهزومة من نيجيريا 1 / صفر منذ الدقيقة 26 حتى الدقيقة 89؛ وفي آخر دقيقة بالمباراة أحرز باجيو هدف التعادل ليتم تمديد المباراة لوقتٍ إضافي؛ تمكن باجيو خلاله من إحراز هدف الفوز؛ والصعود بمنتخب إيطاليا إلى دور الثمانية؛ بدلاً من الصعود به إلى الطائرة المغادرة إلى روما.
وبين العبارتين نتفهم قسوة وتطرف عشاق الساحرة المستديرة لمن يشجعونهم حُبًا وبُغضًا؛ ومدحًا وقدحًا.
قفز هذا الحدث من قاع الذاكرة بمناسبة خروج المنتخب السعودي من الدور الأول لكأس العالم قطر 2022، لم يكن الخروج مستغربًا بل كان متوقعًا قبل انطلاق فعاليات البطولة؛ فوفقًا لآخر تصنيف للفيفا للمنتخبات العالمية؛ جاء ترتيب الدول في مجموعة السعودية كما يلي: الأرجنتين (3) المكسيك (13) بولندا (26) السعودية (51)، وهذا يعني أن خروج السعودية لم يكن فقط متوقعًا بل هو المنطقي وفق الحسابات الكروية البحتة.
هذه الحقيقة ينبغي التذكير بها للتخفيف من مشاعر الحسرة وجلد الذات ولوم المدرب واللاعبين، فما حدث هو الطبيعي؛ ولكن الفوز غير المتوقع للمملكة على الأرجنتين هو الذي رفع سقف التوقعات؛ تلك التوقعات التي لم تنجح في تخفيضها الهزيمة أمام بولندا؛ مما أشعرنا بغصة عند الخروج؛ رغم أن بلوغ نهائيات كأس العالم هو في حد ذاته حلمٌ تتطلع إليه معظم دول العالم، وقد دونت السعودية اسمها فيه بشكل شبه دائم.
يلومنا بعضُ الأصدقاء بشأن الاهتمام بمتابعة كرة القدم؛ ويعتبرونه انتقاصًا من قدر المثقف الذي ينبغي أن ينشغل بمعالي الأمور وليس ببالونة الجلد المنفوخ، ولكن نحمد الله أننا لسنا من فلاسفة الأبراج العاجية ولا حكماء الصوامع النائية؛ بل بشرٌ من جملة البشر الذين استهواهم سحرُ هذه الرياضة ذات الشعبية والجماهيرية الأولى في العالم.
وأود هنا الإشارة إلى بعض الإحصائيات التي تؤكد أننا لسنا بدعًا من البشر؛ فوفقًا للفيفا فإن أكثر من 1,12 مليار مشاهد تابعوا المباراة النهائية مونديال روسيا 2018 لكرة القدم؛ وأن متابعي نهائيات هذا المونديال في جميع أنحاء العالم من مشاهدي المنازل بلغ أكثر من 3.5 مليار مشاهد، وبالمقابل فإن الفعالية الرياضية العالمية الأهم وهي الأولمبياد بلغت أعلى نسبة من المشاهدين له في حفل افتتاح نسخة بكين 2008 بنحو مليار شخص.
فإذا انتقلنا إلى فعاليات غير رياضية فقد بلغ عدد مشاهدي حفل توزيع جوائز أوسكار 2022: 15 مليون و400 ألف مشاهد (فقط)، فيا سادتي .. اعذرونا ولا تلومونا فهذا هو جنون الساحرة المستديرة.
وزير الصحة يدشن مشروع الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة ..... المزيد
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
صفاء
الخميس 21 جمادى الأولى 1444هـ 15-12-2022م
ماشاء الله يادكتور اشرف
لقد لفت نظرنا لحاجات كتير مفيدة احسنت