من منكم لم (يسعده) الإنجاز؟
الأثنين 20 يونيو 2022م - 19:40:36 م
سلطان السلطان
لا أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال سيكون فيه صعوبة، أو أن تكون إجابته غامضة، ولكن قد تستغرب عزيزي القارئ لماذا عنونت مقالي بهذا السؤال؟
في هذه الصحيفة (الصحافي) بالتحديد قبل عدة أيام، تم طرح قضية على عدد من النقاد الإعلاميين والمدربين الوطنيين، ودار النقاش عن ما يتعرض له المدرب الوطني الشاب سعد الشهري، المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي، بطل القارة الآسيوية تحت ٢٣ عاماً مؤخراً، بكل جدارة واستحقاق.
لم يكن سعداً وحيداً بلا شك في هذا الإنجاز الجميل، بل كان الدعم اللامحدود من قبل المسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، والمتابعة المستمرة، من قبل وزارة الرياضة ممثلة في رأس الهرم الرياضي سمو الوزير عبدالعزيز الفيصل، ورئيس الاتحاد السعودي أ. ياسر المسحل، الدور الأمثل والمتشارك في هذا الإنجاز.
اللاعبون نجوم هذه البطولة، كانت لهم اليد الطولى في هذا المنجز الوطني المهم، فكل فرد منهم أعطى ما لديه؛ لتحقيق هذه البطولة، وكانوا بالفعل في الموعد، حققوا رفق من (أسعد) هذا الوطن بمنجز كنا ننتظره جميعاً.
لن نتحدث معكم عن ما حصل في البطولة من أرقام رائعة تكتب بأحرف من ذهب، ولا عن الأفضلية التي تميز بها المنتخب ولاعبيه، ولكن حديثنا عمن يحاول التقليل من جهد المدرب الشاب سعد، ومحاولة تجييره للغير، للأسف!
نعم حدث هذا الأمر أثناء، وبعد تحقيق الكأس، لن نذكر اسماً بعينه، وكنا نؤمّل فيهم خيراً، غير أنهم ذهبوا بعيداً عن الاحتفاء بهذا المنجز، وكأن سعداً عدو لدود لهم ومدرب لمنافس آخر غير منتخبهم!
ولكن الشهري رد لهم (الصاع صاعين)، بسكوته وهدوءه، صبر واجتهد فنال شرف رفع راية الوطن خفاقة عالية، وترك لهم الويل والثبور، يصيحون ويندبون حظهم، ودفن رؤوسهم في… كالنعامة.
أكاد أجزم أن هؤلاء كانت أمنياتهم عدم تحقيق البطولة الآسيوية (لحاجة في نفس يعقوب)، ولكن خاب مُناهم وخاب مسعاهم.
ثمة أمر مهم، وهو أن البعض من هؤلاء ممن تستضيفهم البرامج الرياضية، ويتصدرون المشهد الرياضي، لا زالوا في مواقعهم متمسكين بها.
لست مع من يطالب بتكميم الأفواه، ولكن إذا كان الأمر يمس كل ما هو وطني، فهنا لا بد أن نقف في وجهه، دفاعاً عن وطننا وعن كل من يمثل هذا الوطن في أي منحى من مناحي الحياة، لن ألوم أياً منهم؛ بل سأوقع اللوم على تلك القنوات ومقدمي البرامج، بمواصلة استضافتهم لهؤلاء؛ لبث سموم تعصبهم الذي أعمى أعينهم، وأفرغها عن كل ما هو أخضر ينتمي للوطن!
للأسف فلا زالت تلك العقليات المدمرة لرياضتنا، والمشجعة للتعصب الرياضي، لا تفرق بين ألوان ناديها، واللون الأخضر الوطني، وبين الانتماء لناديها، فمتى يتم خلع عباءة النادي حين تشارك منتخباتنا الوطنية بمختلف ألعابها وفئاتها في أي محفلٍ دولي، سواءً أكان على المستوى الإقليمي أو القاري أو العالمي!
من هنا لا بد على وزارة الرياضة والاتحاد السعودي، ممثلاً في اتحاد الإعلام والاتصال، أن يقفوا وقفةً صادقة صارمة أمام كل من يعتدي على أي منجز من منجزات المنتخبات الوطنية، وإيقاف كل من يتطاول على أي رمز رياضي يمثل الوطن في أي موقع؛ ليكون جزاءً له وردعاً لكل من تسول له نفسه الإقدام على التشويه أو العبث ولو بالمفردات على ذلك؛ فبعض الكلام كالرصاص يصيب في مقتل، مستغلين مواقعهم على المنابر الإعلامية المختلفة، لبث سمومهم ونشر التعصب الأعمى.
سلطانيات:
لكل المنابر الإعلامية، أبينوا لنا وطنيتكم، وكونوا عوناً وسنداً لوطنكم، وسداً منيعاً في وجه هؤلاء المتطاولين، ووقف التعاون معهم، فهناك من يستحق أن يتصدر المشهد الرياضي دونهم.
S_alsultan3@
يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:
https://alssehafi.org/?p=36685
شاركنا بتعليق
د. أشرف سالم
الأثنين 20 يونيو 2022م
أحسنت يا أ. سلطان
ونحن جميعاً سعداء بهذا الإنجاز المشرف، الذي يبشر بمستقبل مشرق للمنتخب الأول.
وأضم صوتي إليك، في أن الحدث ينبغي أن يسمو بنا فوق انتماءات المناطق والنوادي، لأنه وسام على صدر الوطن برمته.