كاريلي بين مطرقة(المعارضين)وسندان(المتلونين)

الأربعاء 4 ذو الحجة 1442هـ 14-7-2021م - 15:51:23 م

سلطان السلطان

تختلف ثقافة التشجيع في المدرجات بين الأشخاص والمحبين، وتختلف العقليات بمختلف الأعمار، فتجد الهادئ وتجد المزعج، وحتماً ستجد غير ذلك، ولربما تجد مشجعاً يمزج بين الهدوء تارةً والمزعج تارةً أخرى حسب مجريات اللقاء، وورود الأخبار المسموعة منها والمقروءة والمكتوبة!

دعونا أيها الأحبة الكرام، محبي العميد، نادي الاتحاد، بتاريخه التليد وعراقة ماضيه، وما مر به من مراحل مبكية تارة ومضحكة أخرى، ومزعجة ثالثة…

سأركز على موضوع واحد، قبل بدء دوري هذا الموسم 2021 وقبل الخوض في موضوعي هذا علّي أن أعرج على موضوع المدرب (كاريلي)، وما صاحبه من شد وجذب، وكأنها الأمواج حين تلتطم بالصخور في شاطئ البحر، وتعود أدراجها إلى حيث أتت، وتعود لتفعل في الصخور ما فعلته في المرات التي سبقتها.

للأسف هذا حال (بعض) جمهور مدرج الذهب، في فترة التوقف من الموسم الماضي، انقسم محبي النادي حول البرازيلي إلى فسطاطين، الأول يدافع عنه ولديه أدلته وشواهده، وفسطاط آخر يلومه بأدلةٍ يقنع بها الآخرين!

عاد الدوري للركض مرةً أخرى، وحصد كاريلي ولاعبيه المركز الثالث.

انتهى الموسم المنصرم وعاد ذلك الفسطاطين، منهم من يذبح ويسلخ، ومنهم من يحاول أن يصد عنه الضربات المتوالية من (مبغضيه)، ولكن لا أنسى بأن هناك فئة ثالثة لن أصفها بوصف حتى لا يلومني أحد الطرفين السابقين، هذه الفئة اتخذت موقف(الحياد) تماماً كونها مؤمنة بأن كاريلي لديه أخطاء، ولكن وصل بالفريق إلى مركز متقدم، وتأهل معه إلى نهائي(القضية) العربية، التي لم تُلعب حتى كتابة هذه الأسطر، وللأسف لُعبت بطولة كوبا أمريكا والبطولة الأوروبية، واستقال مدير البطولة، وتأهل منتخبنا إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم2022 وآسيا 2023 والصقور الأولمبية هي الأخرى قد وصلت إلى أولمبياد طوكيو ولم يُلعب هذا اللقاء ذو المباراة الواحدة!

على أية حال لنعد إلى محور حديثنا، كاريلي وثقافة المدرج.

بطبيعة الحال جميعنا يعلم بأن إدارة أنمار الحائلي قد جددت للمدرب، وحسب متابعتي للمدرج عبر وسائل التواصل الاجتماعي(السوشال ميديا) استبشرت كثيراً باتحاد محبي وعاشقي الكيان، وأجمعوا على أن يكونوا بجانب قرار التجديد، وسيقفون خلف الفريق، وأن هذا الأمر لا مناص منه.

ولكن، يؤسفني كثيراً وبعد أن عَلِقَ المدرب كاريلي في دبي، بسبب ظروف الطيران وما حصل في الآونة الأخيرة، وإلغاء معسكر جبل علي، سلّ البعض ممن لا يرغبون بوجود المدرب سيوفهم، وانفجرت(القربة)، وارتعدت فرائصهم، وألقوا باللوم في كل ذلك على البرازيلي كاريلي! وكأنه هو من اختار مكان المعسكر في بادئ الأمر، وأنه الآمر الناهي في إيقاف الرحلات بين البلدين، وأنه هو صاحب فكرة(الترانزيت) قبل الدخول للمملكة!

لنكن واقعيين، كل هذه الأمور ليس لكاريلي فيها لا ناقة ولا جمل، وهذه الأمور من معسكر (مكان وزمان) بأمر الإدارة، وما حصل مؤخراً من قرارات تخص حكومة البلدين، هو أمر حكومي ليس له فيه شيئاً.

فأقول لهم: يا من سللتم سيوفكم، وسننتم رماحكم، وانبريتم عليه بأقلامكم، كفوا بطريقتكم هذه عنه، وكونوا أكثر حلماً وتعقلاً، فما حصل قد حصل، والدوري لم يبدأ بعد، ولتكونوا على يقين، بأن إدارة ناديكم، لن تألوا جهداً في تحقيق مطالبكم ومطالب الفريق، ولا تنسوا بأنها تعمل ليل نهار، على ملفات أثقلت كاهلها، فالحرب عليها من كل حدب وصوب، (وما لجان الانضباط والأخلاق عنا ببعيد) والعين على عمل هذه الإدارة ليست (عيناً مجردة) فحسب، بل عيناً بعدسة(التلسكوب)، وكأنه(لايوجد في هذا البلد، غير هذا الولد)!

إدارة النادي تعمل كمنظومة متكاملة، وفق خطة استراتيجية واضحة لديها، وهي تعمل داخل المطبخ الإداري بكافة عامليها، فلتعطوا هؤلاء فرصتهم في العمل دون أية شوشرة، أو عملٍ لفوضى خلّاقة.

سلطانيات:

الهدوء والصبر من أساسيات تحقيق الأهداف.

S_alsultan3@

, المقالات

يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالي:

https://alssehafi.org/?p=32134

شاركنا بتعليق

أشرف سالم

الخميس 5 ذو الحجة 1442هـ 15-7-2021م

شكرا جزيلا أ. سلطان
رؤية منصفة وموضوعية
والحقيقة اعتدنا مع الجماهير وجلهم مخلصون للنادي ولا شك
اعتدنا منهم في التعامل مع الإدارات المتعاقبة والمدربين المتلاحقين
أن يكون حكمهم عاطفيا ينطبق عليه قول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا