(شفير الانهيار) مسفر الشمراني

السبت 8 أغسطس 2015م - 09:50:41 ص

مسفر الشمراني

يقف أمام الملايين مرتديا بزته التي لم يعتد أن يرتديها سابقا كجلد يغيرهُ متى شاء.. عفوا متى شاء وليُ النعمة المتفضل ليردد دون وعيٍ أو إدراك.. يهذي ويتمتم ولكن حسب مقاسات الرقيب الذي ينمق ذلك الهذيان حتى يبدو لأول وهلة للسذج انه نص لا يقبل التأويل وطرح مهني يرتقي بضخامة تلك المنشأة الإعلامية من أجل تنفيذ أجندة تفتقد لأدنى حدود التهذيب وأبسط درجات الوعي وأقل مايمكن أن يقال عنه أنه لايحترم المتلقي، وطرحٌ لا يتعاطف مع قضايا الأمة التي ماتزال حية تتدفأ بجذوة تلك القضايا.. في أتون هذا يعيش ذلك الببغاء الوديع كما يعيش المدمن ردحا من الزمن لايشك ولو للحظة في أن أي أحد يعرف حقيقة إدمانه، وعندما تنقشع الغشاوة عن عينية يكتشف أن كل أفراد مجتمعه يعلمون أنه مدمن ومنذ زمن طويل.

لم يفق ذلك البيدق من سكرته فنشوة الظهور لم ينته مفعولها بعد، وشبق البروز وإن كان في القائمة الحالكة لم يخبو ألقه في عيني مريديه حتى الآن.. الغريب أن هذا وأمثاله مازالوا يقحمون أنفسهم في جميع القضايا وهم لم يدركوا بعد أنهم أشبه بماسحي الأحذية ولكن على نسق الإعلام بعد أن جعلوا من الإعلام مؤسسات على شفير الانهيار بكل شيء جميل وبدأت مؤشرات ذلك الإنهيارالكارثي تترى على طريقة انهيار بورصة وول ستريت المالية في أوائل القرن الماضي، ولكنه انهيار من الناحية الإعلامية.. ذلك الإنهيار الذي جعل أحد كبار السماسرة في البورصة يعلق على الحدث بقوله إذا "رأيت ماسحي الأحذية يتداولون في البورصة فأعلم أن هناك خطأ فادح وأن كارثة الإنهيار قريبه".