مهرجانات السياحة خطوة أولى للتوطين

الجمعة 9 جمادى الأولى 1439هـ 26-1-2018م - 21:12:39 م

عبدالرحمن المرشد

تزخر السعودية هذه الأيام خلال فترة الإجازة بمهرجانات متعددة في أغلب مناطق المملكة مثل مهرجان بريدة، ومهرجان الزيتون في الجوف، ومهرجان الموالح في الحريق، ومهرجان الإبل في الصياهد وغيرها، وجميعها تؤدي دورًا وطنيًا مهمًا قبل أن يكون سياحيًا، فهي في الأساس تشرح بشكل عملي ما تتضمنه كل منطقة من مزايا وثقافات تختلف عن المنطقة الأخرى، وربما لا يعلم ساكن الجنوب عن عادات وطبائع وثقافات ساكن الشمال أو الغرب والشرق وهكذا، لذلك فهي تؤدي دورًا يبرز مكنونات كل منطقة، كما أنها بالتأكيد تشكل عائدًا مهمًا ودخلًا قوميًا يضاف لخزينة البلد جراء الانفاق من قبل الزوار خلال هذه المهرجانات.

لا يخفى على الجميع ما ينفقه السائح السعودي في السفر للخارج، ولذلك فإن تنظيم هذه الفعاليات يعتبر ضرورة للحصول على نسبة من كعكة السائح السعودي التي يتنافس عليها الجميع، واعتقد أن توقيت مثل هذه المهرجانات مهم جدا؛ لنستطيع اجتذاب الزوار، مثل التركيز على الإجازات القصيرة بين ووسط الفصول الدراسية ونهاية الأسبوع، أما في الصيف فيتم اختيار المناطق التي تتميز بأجواء معتدلة لعمل الفعاليات والتركيز عليها بشكل مكثف، فنحن ولله الحمد لدينا جميع أنواع السياحة سواء الشتوية أو الصحراوية أو سياحة التسوق وغيرها.

لفت نظري في أغلب المهرجانات المحلية أنها تقام بأيدٍ سعودية 100% وهذه مبادرة جميلة تشكر عليها هيئة السياحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على التوطين وتقليص البطالة، فأغلب الفعاليات بدءا من التنظيم وانتهاءً بالبائعين تدار بأيدٍ سعودية وجميعنا لاحظ بالتأكيد خلال زيارته لبعض هذه المناسبات أن بائعي الأكلات الشعبية من المواطنات وبائعي الأكلات السريعة والمشروبات من شباب هذا الوطن وبائعي الملابس والأجهزة أغلبهم من المواطنين مما يحقق حراكا يعود بالنفع على الوطن والمواطن ويشجع أبناءنا وبناتنا على الدخول في معترك الحياة العملية ويغنيهم عن الاعتماد على الوظيفة كمصدر دخل أساسي، وهناك الكثير من الأسر المنتجة تنتظر مثل هذه الفعاليات؛ للمشاركة فيها وتحقيق مكاسب مادية تعود بالنفع عليهم وأسرهم.

هذه المناسبات فعلا خطوة أولى في التوطين فمن ينجح بها سينطلق إلى فضاءات تجارية أوسع والباب مفتوح للطامحين.