القدس في قلب مكة

عبدالرحمن الشمراني

• لم تكن فلسطين وعاصمتها القدس في يوم من الأيام خارج اهتمامات الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، إذ كانت فلسطين والقدس ومازالت وستبقى قضيتها الأولى، وتسكن سويداء قلبها.
• وانطلاقا من هذا المبدأ، لم تتوقف القيادة السعودية عن الدعم السياسي والمادي لنصرة الشعب الفلسطيني، منذ عام 1948م، وفي بطون كتب التاريخ ما يوثق هذا الدور الذي لا يضاهيه دور على مستوى العالم الإسلامي، وهذا باعتراف الفلسطينيين أنفسهم، فلا مجال للمتاجرين بقضية فلسطين أن يمارسوا دورهم المشبوه، ويصوبوا أحقادهم باتجاه بلادنا التي ناصرت تلك القضية طوال تاريخها.
• ورغم محاولات الحاقدين عبر التاريخ التقليل من الدور السعودي لدعم القضية الفلسطينية، إلا أن محاولاتهم كانت تتساقط للوهلة الأولى، لأن تاريخ الدولة السعودية ومواقفها في جميع القضايا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تاريخ ناصع، لا يمكن لحاقد أو حاسد أو عميل أن يشوه صفحاته.
• أما أصوات النشاز التي تظهر بين الحين والآخر من قلة من الفلسطينيين الذين يهاجمون المملكة، ويلقون بالتهم جزافا، فهؤلاء لا يمثلون القيادة السياسية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني، ولهذا فإن القيادة السعودية لم ولن تلتفت في يوم من الأيام إلى تلك الأصوات التي لم تقدم لقضية شعبها ووطنها ما يشفع لها بأن تحسب في الأصل على الشعب الفلسطيني.
• جزء يسير مما قدمته المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية قدر لي الاطلاع عليه في حديث صحافي أجريته قبل نحو 18 عاما لصالح صحيفة “عكاظ” مع عضو المجلس الوطني الفلسطيني مدير عام مكاتب اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني بالمملكة عبدالرحيم محمود جاموس الذي استعرض خلاله الدعم الشعبي عبر حملات التبرعات في اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، ودور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي كان يشرف على تلك اللجان.
• ومن تلك المساعدات (مشروع ريال فلسطين) الذي انطلق عام 1968م تحت شعار (ادفع ريالا تنقذ عربيا) ردا على شعار المنظمات الصهيونية (ادفع دولارا تقتل عربيا)، حيث تم طبع إيصالات من فئة ريال واحد وخمسة ريالات وعشر ريالات، وقامت اللجنة الشعبية بتوزيعها على مدارس التعليم العام في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، وشهدت تفاعلا منقطع النظير.
• أما المشروع الآخر فهو(مشروع سجل الشرف)، وهو عبارة عن تبرعات من الأفراد والمؤسسات، شهرية أو سنوية منتظمة لحساب اللجنة الشعبية، وشارك في تلك التبرعات عدد من الأمراء والوزراء، إضافة إلى التزام الغرفة التجارية في الرياض بنسبة 10 % من قيمة اشتراكات الأعضاء لصالح اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، إلى جانب حملات التبرعات الخاصة عند تطورات الأحداث للقضية الفلسطينية، ومنها الحملة التي تبعت نكسة عام 1967م في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله، وكانت حصيلة التبرعات (16) مليون ريال، والأخرى خلال الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982م، وكانت حصيلتها مبلغ تجاوز (108) ملايين ريال، وحملة الانتفاضة الأولى في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله عام 1987م، ووصلت إلى مبلغ(160) مليون ريال.
• وجاءت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في إسطنبول أمس” قال لي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كلمة واحدة لا حل بدون دولة فلسطينية عاصمتها القدس غير ذلك لا تسمع أي كلام من أحد” صفعة قوية على وجه كل من يتاجر بالقضية الفلسطينية، ويزايد على الموقف السعودي لنصرة الشعب الفلسطيني.
• وأخيرا.. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ.. على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات.. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تُسمى فلسطين.. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة (محمود درويش).