طبيبة الأطفال المغامرة مريم فردوس ل(الصحافي):صنعت الحقيقة بالغوص في المحيط المتجمد الشمالي

حاورها:الدكتورعمرو خالد حافظ

*مارست السباحة مع الحوت الابيض ولا اخشى الدب

طبيبة أطفال …. تحب الإصرار … والمغامرات … هواياتها متعددة … تعشق الغوص … وضعت لنفسها هدف كان حّلم وعملت على تحقيقه … تعرضت لمواقف كثيرة ،وعقبات وتحدت كُل هذه الصعاب لتكون أول عربية تغوص في المحيط المتجمد الشمالي شعارها ( السعودي يقدر ).
(الصحافي) حاورت مريم حامد فردوس حول مسيرتها مع الغوص ورحلات المغامرات، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

-كيف تقدم الدكتورة مريم نفسها للمتلقي؟
فتاة سعودية اعتز بعروبتي اعمل كطبيبة واهوى الرياضة و الاعمال الانسانية.
– كيف استطعت التوفيق بين عملك كطبية أطفال، وهواياتك حيث حصلتِ على رخصة الطيران الشراعي من نادي الطيران السعودي ، ركوب الخيل ، والغوص؟.
اتجهت لتعلم الرياضات وذلك حتى اخفف على نفسي ضغط الدراسة في كلية الطب ولان طبيعتي كانت شغوفة ومحبة لتعلم الجديد اجدت عدة رياضات وكنت امارسها في اوقات فراغي.
– لماذا اخترت الغوص ؟
يتميز الغوص عن بقية الرياضات لان الغواص الجيد عليه ان يتحلى بالعديد من الصفات كالصبر والانتباه ودقة الملاحظة، الالتزام بقوانين السلامة وأخيرا حب التطلع والاكتشاف.
– ما هو اللقب الذي تفضيلية طبيبة . خيالة ، غواصة ، كابتن طيار ؟
يقول نيكولو مكيافيلي احد المفكرين الايطاليين (ليست الألقاب هي التي تشرّف الرجال، بل الرجال هم الذين يشرّفون الألقاب) لهذا ارى ان علي ان الاجتهاد اكثر حتى اكون جديرة باي لقب.
-كيف كانت بدايتك في الغوص ؟ ومن هو مدربك ؟
بدات في تعلم الغوص عام 2008 في شواطي البحر الاحمر في جدة وتدرجت في مختلف المستويات مع عدة مدربات و مدربين سعوديين.
-لماذا اخترت الغوص في المحيط المتجمد الشمالي بروسيا؟.
يعتبر البحر الابيض في روسيا في ولاية كاريليا البحر الوحيد الذي تتجمد مياهه في فصل الشتاء و اوائل الربيع وتعتبر هذه المنطقة محاكاة للاجواء القطب الشمالي حيث يبعد عنه فعليا حوالي ثلاثة الاف كيلو متر.
– وما هو هدفك من الرحلة في اعماق المحيط المتجمد ؟
كان لدي هدفين من رحلتي للقطب الشمالي ،الأول أردت ان اثبت ان المستحيل قد يصبح حقيقة نلسمها بالاصرار والطموح، وأن المرأة بصفة عامة،والمرأة السعودية على وجه الخصوص لديها ما يكفي من الإرادة كي تصل لما تحلم وتسعى إليه، والهدف الثاني، أن اسلط الضوء اكثر على ظاهرة الاحتباس الحراري ،وانهيار القطب الشمالي الذي تعتبر من أهم مسؤوليات الدول، ومسؤولياتنا نحن كأفراد نحو الحفاظ على البيئة، والتغير المناخي، بالاضافةالى المشاركة في دراسة تجريها جامعة برايتون البريطانية، وتختص بدراسة التغيرات الفسيولوجيه للمرأة مع عدة عوامل أخرى.
-مدرب الغوص الكابتن حسام شكري كان متواجدا معك في هذه الرحلة ( المغامرة )، ماهو دوره ؟
كابتن حسام خاض التجربة كأول رجل عربي يغوص بالقطب الشمالي.
-شعارك في الرحلة هو( سعودي يقدر ) ماذا يعني لك ذلك؟.
يعني لي الكثير، ومنها أن السعودي رجلا كان أو امرأة قادر على تحدي الصعاب، وتحقيق الأهداف سواء داخل المملكة أو خارجها.
-كم الوقت الذي يتطلبه الاستعداد للانطلاق في رحلة الغوص؟.
يتطلب الاستعداد عاما كاملا، وقد يتطلب الأمر حضور كورس تحضيري في روسيا، والاستمرار في التدريب، والتأهيل في السعودية، ولا بد من الحصول على رخصة غوص الجليد، وغوص البدلة الجافة.
– هل توجد بعض الاختبارات والتدريبات الخاصة قبل بداية الرحلة في المحيط؟ وهل هناك محاذير؟
نعم كان يجب علينا الخضوع لبرنامج غذائي، ورياضي متكامل ،وذلك لتعزيز معدل اللياقة، والتعود على الأغذية الموجودة في روسيا،والتي ستكون غذاءنا الاساسي في رحلة القطب الشمالي .
-وماهي خطوات الرحلة،والصعوبات التي واجهتك ، والمدرب شكري اثناء الرحلة ؟.
بدأت الرحلة في روسيا حيث انتظرنا في تلك المنطقة اكثر من اسبوعين ،وبعدها انتقلنا برحلة برية الى الاراضي النرويجيه في شمال النرويج ،ثم غادرنا بالطائرة إلى اقصى مكان في شمال الكرة الارضية المأهول بالسكان، وهي ارخبيل سفالبارد الذي طرنا منه بعد ذلك إلى القطب الشمالي بوسطة طائرة خاصة للطيران في الاجواء الجليدية لنصل إلى المخيم الروسي الثلجي بيرنيو والذي يبعد ١٠٠ كيلو عن نقطة القطب الشمالي حيث موقع الغوص.
-صف لنا شعورك في أول رحلة للغوص؟
انتابني شعور الخوف ، وكانت اولى رحلات الغوص التي قمت بها قبل عشرة اعوام، وكنت حينها مازالت طالبة غوص مبتدئة، وكنت برفقة طفلين اعمارهم بين ١٢ و ١٥ عام؟ وكنت اشعر بالخجل لانهما متمكنين من مهارات الغوص.
-وهل تعرضت خلال الرحلة لمواقف عصيبة، وقررت حينها العودة للوطن؟
من المواقف الصعبة التي تعرضت لها أنني تعرضت لإصابتين، الأولى كانت في روسيا في مرحلة التأهيل قبل الذهاب للقطب الشمالي حيث تعرضت لشد عضلي قوي في عضلة الكتف بالاضافة الى رضة قوية اثر صعودي السريع للسطح على اثر تجمد صمام الهواء الذي كنت اتنفس منه، والإصابة الثانية كانت في القطب الشمالي حيث تعرضت لانخفاض مفاجئ لدرجة حرارتي تحت 36 ، وقد فقدت بعدها الوعي لدقائق ثم افقت، أما فكرة العودة فقد كانت واردة جدا في اي وقت وذلك لان هذا النوع من الرحلات يخضع للاحوال الجوية و العواصف.
-معروف عن المحيط المتجمد وجود ( الحوت الأبيض ، والدب القطبي ) في القطب الشمالي كيف تم التعامل مع مثل هذه البيئة؟.
كانت لدي تجربة في السباحة مع الحوت الابيض في مزرعة تتبع جامعة موسكو، ويشرف عليها مركز الغوص الذي تدربت فيه، وهو كائن لطيف جدا يشبه في بعض صفاته الدلافين، والتعامل معه سهل جدا،أما الدب القطبي فعادة نسبة تواجده في مثال هذه المنطقة في هذا الوقت من العام أقل من 1% ، ورغم ذلك تلقينا دروس عن سلوكه ،وكيفية طرده بعيدا عنا عن طريق القنابل الصوتية الملونة.
-هل حصلت على شهادة تؤهلك للمراحل المقبلة؟ وما هو ُشعورك وانت أول عربية، وثالث أمراة في العالم تحقق هذا الإنجاز؟
تلقيت شهادة تقدير من مركز الغوص بعد اتمامي مرحلة التأهيل ، كما حصلت على رخصتين في الغوص بالبدلة الجافة وغوص الجليد، كما نلت شهادة تقدير من الجمعية الجيولوجيه الروسية متمثلة في مخيم بيرنيو الروسي بعد انتهاء البعثة واتمام المهمة.
– حسب معلوماتى أن أول رحلة غوص تمت في الدائرة القطبية الأولي كيف كانت البداية ؟
في اواخر عام 2014 سجلنا طلب للالتحاق بالبعثة المنطلقة للقطب الشمالي ولكن لافتقدنا للمؤهلات ، وكان لابد من عمل رحلة تدريبيه أولية كانت الى روسيا في عام 2015 في اقصى الشمال في ولاية كاريليا على الحدود الفنلندية ،وتتميز هذه المنطقة بمرور الدائرة القطبية الشمالي ،وتعتبر منطقة محاكية لأغلب اجواء القطب الشمالي.
– هل وجدت صعوبة في الأكل ؟ وانخفاض درجة الحرارة ؟
نعم كانت هناك صعوبة في الاكل ، كان يجب علينا تناول اكثر من 2500 سعره حرارية ، وكان الأكل عبارة عن بودرة منكهة تحل بالماء الساخن، لذا كان صعب علينا تناول هذه الكمية يوميا ، أما عن انخفاض الحرارة فقد ذكرت في إجابة سابقة أنني تعرضت لحادثة بعد رحلة الغوص الثانية حيث انخفضت درجة حرارتي لاقل من 36 ، وفقدت الوعي لدقايق ونظرا لتوفر الرعاية الطبية من قبل الطبيب ايفان استفقت بعد عدة دقائق.

– تحدثتي في لقاء اذاعي في الراديو عن الرحلة ، وأنه لم يكن لها راع ، وما تم كان جهد شخصي، هل هذا ترك أثرا سلبيا على اصرارك في الاستمرار في الغوص ؟.
تمنينا وجود داعم يدعم الرحلة خصوصا وانها انجاز يحسب للمملكة ، أما عن الإصرار في الاستمرار فكان قويا جدا بوجود راع او عدم وجود.
-بوجود صاحبة السمو الاميرة ريما بنت بندر بن سلطان – فى المجال الرياضي النسائي ، ماهو الدعم المأمول في المرحلة المقبلة ؟
بداية يسعدني أن أبارك لها بحصولها على جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للابداع الرياضي، ولاشك أن وجودها سيدعم الرياضة النسائية.