إلى معالي الوزير

السبت 23 سبتمبر 2017م - 06:39:40 ص

أ. عبدالله زين

تسعى دول العالم المتحضرة إلى زيادة المعرفة والتقدم في العلم، بمحاربة الأمية وتوفير البيئة المناسبة للعلم؛ وذلك من أجل ترغيب مواطنيها من الجنسين للعلم والتعليم، من شأنه أن يرفع من أسهم البلاد وجعلها في مقدمة الركب، واكتشاف المخترعين والموهوبين وغيرهم، للاستفادة منهم، وتشجيعهم بتوفير جميع متطلباتهم وتذليل الصعاب التي قد تواجههم، وتسعى إلى خلق متجمع مثقف وعالم ببواطن الأمور؛ للمحافظة على مكتسبات بلادهم من خلال التعليم.

قرار معالي وزير التعليم الصادر قبل انطلاقة الدراسة لهذا العام، بإيقاف "الانتساب" والتعليم عن بعد، لا نعلم له سبب، ولا نرى له مبرر وحجة قوية لنؤيده في ذلك!

فنجد سابقاً ممن استفاد من فرصة الانتساب والتعليم عن بعد وأكمل بها تعليمه، ومنها وجد فرصة العمل بالمستوى الجامعي، حيث أن الانتساب والتعليم عن بعد لايكلف الجامعة مادياً، وحيث أن المنتسب هو من يدفع لكل فصل دراسي واحد مايربو عن ثلاثة الآف ريال، ليأتي القرار المفاجئ بالإيقاف، ماأحبط الكثير من أبنائنا وبناتنا وقطع عنهم الطريق وقتل طموحهم، في المستقبل للحصول على وظيفة تقيهم مذلة السؤال وحرمانهم من خدمة دينهم ووطنهم من خلال وظائفهم التي سيحصلون عليها كل حسب مؤهله وتخصصه!

هناك الكثير من الشباب والفتيات خريجي الثانويات يقبعون في منازلهم، حين رفضتهم الجامعات "كدارسين منتظمين" بحجة معدلاتهم المنخفضة، حيث كان الأمل الوحيد لهم بعد الله هو الدراسة بنظام "الانتساب"! ولكن بعد القرار "الجائر" حطم آمالهم ونحر طموحاتهم من الوريد إلى الوريد، فأخشى ما أخشاه توجه البعض منهم إلى القيام بأعمال قد لايحمد عقباها بسبب "البطالة" والفراغ اللذين سيعيشهم هذا العاطل ذكراً كان أم أنثى.

لذا نرجوا إعادة نظام الانتساب والتعليم عن بعد أو تطبيق الجامعة الإلكترونية التي سمعنا عنها من خمس سنوات تقريباً ولم تطبق على أرض الواقع! لندرك جميعاً معنى العلم بحذافيره، حفاظاً على شبابنا وفتياتنا وتوجيههم الوجهة الصحيحة بتعليمهم وإعطائهم الفرصة للتعلم وبالتالي الانطلاقة لخدمة بلدهم ووطنهم الذي ترعرعوا فيه، ورد شيئاً ولو بسيطاً من الجميل الذي حصلوا عليه طيلة حياتهم السابقة والحالية.