معصوب ملكي

سلطان السلطان

في كل دول العالم، تفرح أنديتها وما حواها حين تحقيق منجز على المستوى المحلي أو الخارجي، وتبدأ بعض تلك الفرق تجوب بالكأس شوارع مدنها، عبر حافلة مكشوفة محملة بأفراد الفريق البطل من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية وطبية إن أمكن.
وينتهي الفرح(الشعبوي) عند هذه النقطة (مجاناً)، ثم يتم وضع (الكأس) في المتحف الخاص بالنادي، وبعدها يتم التصوير لمحبي النادي وفق آلية (منظمة) تحفظ هيبة (المنجز) ولا تستنقص من قدره.
في الأيام الماضية شاهدنا (كأس) ولي العهد يجوب شوارع جدة (منفرداً)، وليس مثل ما تفعله فرق أوروبا! ليقع في أيدي (كل من هب ودب) بل إن الكثير منهم قد لايعرف ماهو ذلك الكأس، ومن الفريق الفائز، بل ماهي اللعبة التي حصلت على ذلك الكأس!!!
أن تكون هذه الكأس الغالية، كالسلعة رخيصة وبلا ثمن، فعن أي حرصٍ وخوف تتحدث عنه إدارة النادي؟!
للأسف حين يطالعنا أحد مسؤولي النادي في إحدى البرامج الرياضية ويذكر ما نصه:(‏نفخر بجميع مشجعي النادي وبكل أطيافه ووجود الكأس في أماكن مختلفة لا تستطيع أن تتحكم فيه الإدارة لوجود الكأس مع عدد من شخصيات النادي) انتهى!
فعن الفخر، فنعم نحن معه ونؤيده ونشد على يده في ذلك، أما عن عجزهم وعدم قدرتهم في السيطرة على وجود الكأس في كل مكان وفي زاوية وفي زنقة! فهذا أمر غير مقبول بتاتاً، فإذا كانت الإدارة عاجزة عن ذلك، فهي لن تستطيع أن تضبط جُلّ أمور النادي كبيرها وصغيرها!
ثم حين يذكر أنها مع (شخصيات) أي (الكأس)، فمنهم الشخصيات؟ وكان الأجدر بهؤلاء الشخصيات الذهاب بها إلى مطاعم (فخمة) ولها وزنها وثقلها في محافظة جدة، لا إلى مطاعم (شعبية) مع كامل احترامي لأصحابها!
أرى بأن تتصور الكأس مع (المشويات) ومطعم(البرست) الشهير في جدة أو أحد المحال الشهيرة والكبرى؛ لكان أنفع وأجدى وأكثر شهرة لهذه الكأس، وأن النادي الذي حصل عليها هو نادي الاتحاد! وكأن هذه البطولة هي الوحيدة في تاريخه على مدى التسعين عاماً!!!
عجبي أن أرى من يدافع عن ذلك، بأن النادي هو نادي الشعب، ويستحق أن يتصور معه كل أطياف وألوان وجنسيات ومهن الشعب!!! بل أجزم أن أغلبهم لو سألته عن اسم لاعب واحد في الفريق لضحك خجلاً ووجلاً من سؤالك؛ لأنه أساساً أتى للقمة العيش من بلاده، وليس فاضي لتلك الترهات!
قبل أن أنسى، رأينا الكأس في أيدي غير الاتحاديين ولم نعترض على ذلك، وقلنا تلك سياسة(علّها) تنبذ التعصب الرياضي (النتن)، وكذلك مع من ورط الكيان مالياً وإدارياً من الإدارات السابقة، ظل النادي يصارع بسببهم وبسبب سوء إدارتهم للنادي في حقبة زمنية قصيرة جداً!
لكن أن نحط من قدر هذه الكأس ونجدها بلا قيمة، وكأننا شارين تلك الكأس من محلات البغدادية وفاز بها فريق الحارة بعد دفع (القطية)!!!
لسنا نتحدث عن أشخاص، ولسنا نستنقص من قدرهم وشخصهم، بقدر ما تعجبنا من فعلهم وعملهم في هذه الجزئية بالذات، وعدم حفاظهم على هيبة الفريق وعمل الإدارة ممن يصطادون في الماء العكر، وهاهم قد أتتهم الفريسة على طبق من ذهب للأسف الشديد، فمن يسكتهم؟

سلطانيات:
تجار وإعلاميين ومحسوبين من أندية أخرى و(مورطي الكيان) تصوروا مع الكأس دون عناء منهم وبلا مقابل (مادي)، وحين يكون الأمر مرتبطاً ومتعلقاً بعشاق ومحبي الكيان، يتم وضع آلية (الدفع المالي) للتصوير بحجة الاستثمار!!!
@sultanalghamd12