في افتتاحية موسمها الثاني عشر أسبوعية القحطاني تستضيف استشاري القلب “مروان طيب”

أشرف سالم (جـدة)

استهلت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني بجدة؛ موسمها الثاني عشر باستضافة استشاري جراحة القلب الدكتور مروان صالح طيب؛ لإلقاء محاضرة بعنوان “القلب المكسور”، وقد أدار الأمسية الإعلامي “عادل بارباع”؛ الذي بدأها بالتعريف بالضيف حيث أشار إلى أن الدكتور / مروان صالح بن سراج طيب اخصائي جراحة القلب بمستشفى النور بالعاصمة المقدسة سابقًا؛ واستشاري جراحات القلب المفتوح بمجمع عيادات النخبة بجدة؛ والعضو بإدارة مركز حي العوالي بمكة المكرمة؛ حاصل على بكالوريوس في الطب والجراحة، من (كلية الطب) جامعة الملك عبد العزيز بجدة؛ 1986؛ قضى فترة تدريبه في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز 1987. ثم طبيب مقيم في الجراحة العامة بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة 1988-1999.
حاصل على دورة في اللغة الألمانية من معهد جوته 1992؛ ثم برنامج الإقامة في جراحة القلب في ألمانيا (مستشفى جامعة فرايبورغ ومستشفى كريفيلد التعليمي؛ ثم دكتوراه في جراحة القلب من جامعة دسلدورف) 1993-1998، وشهادة البورد الألماني في جراحة القلب 1998، الزمالة السويسرية في جراحة قلب الاطفال من جامعة لوزان سويسرا، مستشار مشارك قسم جراحة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة 2000. مسجل أول بمركز الأمير سلطان للقلب بالمستشفى العسكري 2001.
عضو الجمعية السعودية لأمراض القلب؛ والجمعية الأوروبية لجراحة القلب، وعضو مجلس الإدارة واللجنة الطبية بجمعية أصدقاء القلب الخيرية، وقد تم تكريمه عام 2021 من مركز حي العوالي بمكة المكرمة؛ وذلك لجهوده المباركة في الأعمال التطوعية بالمركز من استشارات طبية وعمل ميداني خلال جائحة كورونا، كما تمت استضافته في ديوانية عبد المحسن بن صالح الراجحي؛ بالإضافة للعديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والقنوات الفضائية؛ لتقديم معلومات تعريفية وتوعوية عن (أمراض القلب وطرق الوقاية منها).

ثم انتقل الحديث للمضيف الدكتور عبد المحسن القحطاني ليقدم كلمته الترحيبية، حيث بدأها بالتهنئة لرواد الأسبوعية على استئناف نشاطها للموسم الثاني عشر، ثم أشار إلى أنه دعي منذ سنوات لحفل لآل طيب، احتفالا بتخرج خمسين طبيبا من العائلة، على رأسهم الدكتور مروان طيب، فأيقنت أن هؤلاء جاءوا لإسعاد البشرية، والدكتور مروان معني بأهم مضغة في الجسم، تلك التي تغنى بها الشعراء، فهي المضغة التي بها الحب والصدق، والمشاعر والأحاسيس والفرح والترح.
وختاما نرحب بأن تكسب الأسبوعية الإعلامي صاحب الصوت الشجي الأستاذ عادل بارباع، كما نرحب بالضيوف الجدد الذين شرفونا لأول مرة، ونتمنى أن نراهم بالأسبوعية دائما.

ثم بدأ الدكتور مروان محاضرته بالآية الكريمة (ألا بذكر الله تطمين القلوب)، ثم أشار إلى أن من أكثر أمراض القلب الناتجة عن الحزن شيوعًا هي متلازمة القلب المنكسر أو القلب المكسور، وتُعرف هذه المتلازمة أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الإجهادي أو اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبوهي، وهي حالة مرضية مؤقتة تحدث بسبب الحزن والإجهاد العاطفي أو البدني، حيث تتأثر عضلة القلب بشكل سريع ويضعف البطين الأيسر من القلب، وتصيب متلازمة القلب المنكسر النساء غالبًا وبنسبة 88%، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك بسبب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين الذي يحمي القلب من أضرار الهرمونات التي يتم إفرازها استجابة للتوتر، ويُفسّر الخبراء والأطباء الأمراض الناتجة عن الحزن بأنه خلال الحالة العاطفية التي يدخل فيها الشخص عند الحزن والضغوط النفسية والجسدية فإن الجسم يفرز هرمونات التوتر في الدم، مثل: الأدرينالين، والنورأدرينالين، فتتداخل هذه الهرمونات بشكل مؤقت مع وظيفة القلب وتؤثر عليها، مما يؤدي إلى مجموعة من الحالات والأمراض القلبية.

وأضاف الطيب قائلاً نتساءلُ دائمًا كيف تؤثر المشاعر السلبية على صحة القلب؟، فعندما يعاني الشخص من الحزن؛ أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر، يرتفع معدل ضربات القلب ومعدل ضغط الدم، ما يؤدي إلى انخفاض في تدفق الدم إلى القلب، وينتج الجسم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، المسؤول عن الشعور بالتوتر. وبمرور الوقت “بكاء وحزن شديد يليه ألم في القلب”، حالة غريبة قد نتعرض لها دائما، فبعد الحزن الشديد أو حالة التوتر نشعر بألم في القلب غير معروف، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والوحدة والغضب والضغط المزمن، بما ينذر بخطر الإصابة بأمراض القلب بمرور الوقت؛ أو تفاقم مشاكل القلب الموجودة بالفعل. يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك قصور القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ وهذا هو ما نطلق عليه “متلازمة القلب المكسور”، وعلى سبيل المثال فقد أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزيد 21 ضعفًا في غضون 24 ساعة بعد فقدان شخص عزيز.

وختم الضيف محاضرته بقوله إن الحزن يشمل مجموعة من الضغوطات العاطفية، مثل: فقدان أحد الأقارب أو الأصدقاء؛ الأخبار السيئة؛ الخوف الشديد؛ الضغط النفسي أو العصبي الشديد؛ الحالات العاطفية الصادمة، مثل: الطلاق. بالإضافة إلى ذلك فإن صدمات الحزن والقلق والاكتئاب تؤدي إلى تغيير في سلوكيات الشخص وأنماط حياته الطبيعية، فقد يشعر بالإحباط والتوتر، ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة، وبذلك قد يلجأ إلى التدخين بشكل مفرط، أو شرب الكحول، وقد يعاني من قلة النوم أو حتى النوم لساعات كثيرة، وهذه السلوكيات جميعها تزيد من خطر التعرض والإصابة بأمراض القلب.
وتتشابه أعراض أمراض القلب الناتجة عن الحزن أو متلازمة القلب المنكسر مع أعراض النوبة القلبية، ولكن في حالة هذه المتلازمة غالبًا لا يكون عند المريض أي انسداد للشرايين التاجية أو تلف دائم في عضلة القلب، كما يعاني المريض من الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل الأعراض ما يأتي: ألم في الصدر بشكل مفاجئ وشديد؛ ضيق في التنفس؛ تعرق غزير؛ دوار؛ عدم انتظام ضربات القلب؛ انخفاض ضغط الدم. أما مضاعفات أمراض القلب الناتجة عن الحزن فهي نادرة الحدوث، حيث تتميز عن غيرها من أمراض القلب بأنّ المريض يتحسن بشكل سريع غالبًا خلال أيام أو أسابيع قصيرة، حتى وإن كان المريض في حالة حرجة.

ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: مشعل الحارثي، د. أشرف سالم، د. يوسف العارف، م. سعيد فرحة الغامدي، د. ظافر العمري، سعيد عبد الله الغامدي، سليمان العلو، إحسان طيب، د. محمد سالم الغامدي، أحمد الطاهري، د. محمود الثمالي، عبد الوهاب أبو زنادة.

وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها معالي الدكتور “زهير نواب الدين” للمحاضر، والسفير “محمد أحمد طيب” لمقدم الأمسية.