الصحافة السعودية بين الوهن والتجليات

بندر عبيد الطائفي
تواجه الصحافة السعودية، كغيرها من صحف العالم أجمع، وهنًا على مستوى العطاء وإثبات الوجود،
بالإضافة إلى تراجعٍ غير مسبوقٍ في أرقام التوزيع، ونسب المتابعة اليومية من قبل القراء، وذلك إثر انهيار الصحافة الورقية عالميًا طوال سنوات العقد الفائت.
نشأت الصحافة السعودية في أواخر عام 1924 ممثلة بصدور صحيفة أم القرى، لتنطلق بعد بضعة أعوام من ذلك التاريخ صحافة الأفراد، حيث صدرت نحو عشرين صحيفة ومجلة، تم اندماج بعضها، إلى أن صدر نظام المؤسسات الصحفية الأول عام 1964 الذي ألغى نظام صحافة الأفراد، ومن ثم صدر نظام المؤسسات الصحفية الثاني عام ٢٠٠١ وكلا النظامين منحا الصحافة السعودية أرضًا صلبة ودفعة قوية، حيث استطاعت إثبات وجودها وتألقها في العالم العربي، وسط تميز وعطاء المدرستين المصرية واللبنانية، وسجلت نجاحات كبرى على مختلف الأصعدة، سواءً على صعيد فنون التحرير والنشر الصحفي كافة، أو على صعيد تقنيات الطباعة والتصاميم المتطورة.
لقد حققت كثير من المؤسسات الصحفية المحلية أرباحًا سنوية مليونية، منذ مطلع التسعينيات الميلادية وحتى عام 2015 الذي شهد بداية التراجع الحاد في معدلات أرقام التوزيع والإعلانات التي غادرت الصحف واتجهت صوب قنوات وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد.
هناك مقولة تتداول بين الصحافيين أنفسهم، وتتعاظم يومًا بعد يوم، مفادها أن السواد الأعظم من إدارات المؤسسات الصحفية السعودية لم تحسن استثمار تلك الأرباح التي كانت تحققها الصحف المحلية على مدى ربع قرن من الزمن، وربما لم يتوقعوا حجم التحديات الهائلة التي ستواجه الصحافة الورقية، ولا تزال تعصف بمستقبلها، في ضوء حالة واضحة وجلية من الارتباك المهني لدى بعض المؤسسات الصحفية التي أضاعت دروب التحولات الذكية والمبكرة نحو الصحافة الرقمية والإلكترونية الحديثة.
يقول رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، الأستاذ خالد المالك: “وزير الإعلام الجديد معالي الأستاذ سلمان الدوسري -وهو الإعلامي المتمرس- أمامه مجموعة من الملفات الكثيرة والمهمة، التي تحتاج إلى معالجة سريعة، ومنها النظر إلى المؤسسات الصحفية نظرة واقعية لمعالجة ما تئن به من أوضاع مالية صعبة يهدد مستقبلها، ومثلها هيئة الصحفيين، وتلك المنصات والمواقع والصحف الرقمية، وكلها في وضع من يجب أن يمسّها الإصلاح، والتحسين، وتعزيز النجاح، ومعالجة أي قصور أو ملاحظات عليها”.
وبالموازاة، فإن واقع معظم الصحف الإليكترونية والرقمية، لا يبشر بصحافة مهنية أو محترفة، إلا فيما ندر، إذ ليس لديها -في الغالب الأعم- ضوابط داخلية ضمن لوائح وسياسات التحرير والصياغة والنشر، على الرغم من نشأتها منذ مطلع الألفية الجديدة، وبلوغ أعدادها أكثر من ٦٠٠ صحيفة اليكترونية مقابل ١٣ صحيفة ورقية، وإن تراجع عدد الصحف الاليكترونية كثيرًا خلال الأشهر الماضية، بسبب المعايير والضوابط التي وضعتها الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.
أخيرًا وليس آخرًا، لا مراء في أن التحديات التي تشهدها الصحافة السعودية لا تزال قائمة، في ظل الصراع شبه المحسوم بين الإعلام التقليدي والجديد، ولا بد في نهاية المطاف العثور على حلول عملية وفاعلة، تضمن استنهاض الصحافة المحلية بكافة أشكالها وفنونها وتجلياتها لتكون أكثر وهجًا وتألقًا في المستقبل المنظور، من خلال تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية الشابة من أبنائنا وبناتنا، وبصورة تعكس واقع وآفاق النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة، ومستقبل الازدهار الاقتصادي الراسخ في كافة القطاعات.
*صحافي وكاتب سعودي
إنفاذاً لتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم السيامي الصومالي إلى الرياض لدراسة امكانية فصلهما ..... المزيد
جمعية عين لطب العيون تستعد لاطلاق الاسبوع العالمي للجلوكوما ..... المزيد
ضياء: الإكثار من الماء أثناء السحور قد يرهق الكلى ويمهد لانخفاض “الصوديوم” ..... المزيد
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق برنامج “أمل” التطوعي السعودي للأشقاء في سوريا ..... المزيد
بتوجيهات الملك وولي العهد..وصول التوأم الملتصق السوري إلى الرياض تمهيداً لفصلهما ..... المزيد
من التجميد إلى التفعيل : كيف تتحول الأراضي إلى محركات تنمية في عهد الرؤية؟
ياسر بن عوض الشهرانيالخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
الدكتور محمد علي الحربيالاختناقات المرورية.. هل من حل؟!
خالد بن حمد المالكالنظام العالمي بعد تسونامي “ترمب”
الدكتور فايز عبدالله الشهري
شاركنا بتعليق
لا يوجد تعليقات بعد