أولويات التحول في نظام الصحة العامة لعام 2017

*الدكتور عبدالوهاب غرم الله الغامدي

في رأيي لنجاح التحول في خدمات الصحة العامة يجب ان يكون لدينا اولويات نحاول تطبيقها ونحميها قدر الامكان وبكل الطرق المتحضرة.
اول اولوية: الوقت اللازم لتنفيذ التحول لماذا لا يكون التغيير شامل وخلال سنتين او خمس بالكثير ونضع بلادنا في صفوف الدول المتقدمة مثل بريطانيا وكندا. لا اعتقد اننا نحتاج الى تضييع أكثر من ذلك الوقت لو توفرت الإرادة وذللت الصعوبات المادية والبشرية…إذا استمرينا نسوف ونقول نحتاج وقت ونحتاج امكانيات لسوف تمر السنين دون ان ترو شيئا مهما حاولتم.. حينها ستشعرون بالحسرة مثل التي نتجرعها نحن شياب طب الاسرة -ونحن شاهد العصر الذي مضى من ١٩٩٥ الى اليوم- ونحن نرى التخصص في منعطف تاريخي لم يسبق له مثيل… وايضا فرصه تاريخيه نادره من خلال برامج التحول والتطوير والتجديد لن تتكرر على ما اعتقد مره اخرى فتمسكوا بها والخطاب هنا لزملائنا الذين يمسكون بدفة القيادة في إدارة التحول ولتكن اولوياتكم ومبادراتكم من ترى على ارض الواقع خلال الخمس سنوات القادمة.
ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة الاسر السعودية والمقيمة ان نرى ما يريده الآخرون في التخصصات الأخرى البعيدة كل البعد عن تخصص طب الاسرة والذي هو لب الطب العام والصحة العامة دون مساهمة في امر نحن المعنيون به حتما…
الاولوية الثانية :
مبادرة الملف الإلكتروني الموحد لكل احد مواطنا كان او مقيما او مهاجرا ويمكن ذلك ان يختار المواطن والمواطنة طبيبي اسرة من اي مركز طب اسرة يفضلانه عبر تعبئة نموذج على شبكة الإنترنت واخذ موعد لرؤية طبيبة او طبيبته ودخول نظام صحي سعودي وطني يعتمد منهجية النظام المبني على تقديم افضل رعاية اساسية للإنسان أيا كان.
الاولوية الثالثة:
طبيب وطبيبة اسرة لكل اسرة مواطنا كان او مقيما او مهاجرا فردا او مجموعه
وهذا يتطلب ان نصل الى نسبة لأطباء الاسرة لا تقل عن ٥٠ % من جميع الاطباء وعدد مراكز صحية يتناسب مع عدد سكان كل قرية ومدينة
الاولوية الرابعة:
خدمات مسانده من مختبرات متطورة و على افضل طراز وليبدا ذلك بتطوير المختبرات المرجعية وزيادة عددها ليصبح في كل مدينة عدد كافي للمستقبل وليس الحاضر فقط وتوسيعها لتشمل جميع الفحوصات والخدمات المساندة التي يمكن ان يطلبها طبيب الاسرة او يحتاجها لخدمة مرضاه و ايضا الاستفادة من خدمات القطاع الخاص في هذا المجال مؤتا حتى تكتمل تلك الخدمات والفحوص.
الاولوية الخامسة:
لا نريد مبادرات جانبيه اي كان مسماها وبريقها الاعلامي ومردودها تشغلكم و تبعدكم عن اولوياتكم … تستهلك الوقت والاعمار دون طائل كما فعلت بجيلنا المخضرم بل يجب التركيز على تنفيذ اولوياتكم مهما تغير المسؤولون وتعاقبت الأجيال.
الاولوية السادسة :
دمج جميع مقدمي خدمات الصحة العامة (مراكز الرعاية الصحية الأولية-مراكز طب الاسرة-مراكز الرعاية المنزلية) في جميع القطاعات مدنية كانت او عسكرية او جامعية أو قطاع خاص تحت مظلة الإدارة العامة للمراكز الصحية الأولية بوزارة الصحة وعدم التصريح لأي جهة خاصة بتقديم خدمات الطب العام قبل ان تخضع لاشتراطات تقديم خدمات طب اسرة متكاملة بأطباء مختصين في مجال طب الاسرة وليس فقط الخدمات العلاجية.
الأولوية السابعة: متابعة وصيانة كل ما تحقق وتذليل الصعوبات والعقبات المادية والبشرية التي تواجه بقاءه وتطور.
الأولوية الثامنة: يجب عمل خطة تنفيذ واحلال وتوظيف وبناء وتشغيل وتسلم لأنهاء الامر في فترة لا تزيد عن 5 -10 سنوات. يجب ان تكون خطة محكمه تقيسون فيها الانجاز على فترة قصيره خلال الخمس او العشر سنوات كم تحقق وكم تأخر وكم تعثر وكم توقف ومن المسؤول وماهو العلاج الناجع لذلك وينفذ في أقصر وقت.
ان صحة المواطنين ومستقبلهم الصحي على مدى الخمسين عام المقبلة امانة في اعناق اطباء الاسرة والمجتمع ممن يتولون او ساهموا او سيساهمون في ادارة دفة التحول وهذه الفرصة التاريخية لن تعود فأحسنوا استغلالها ولتكتب بمداد من نور في صفحات انجازكم وانجازات الوطن.

*استشاري طب اسرة
البرنامج المشترك للدراسات العليا لطب الاسرة -المدينة المنورة
[email protected]